العُرف
فئة : مفاهيم
العُرف لغة: "كلّ ما تعرفه النفس من الخير وتطمئنّ إليه، وهو ضدّ النكر، والعرف والمعروف: الجود." (عُرف، 1989، ج30، ص 53). واصطلاحا يعرّف العرف بأنّه: "ما استقرّت النّفُوس عليه بشهادة العُقول، وتلقّتْه الطبائع بالقبول، وهو حُجّة أيضا لكنّه أسرع إلى الفَهْم، وكذا العَادة، وهي ما استمرّ النّاس عليه على حكم العقول، وعادوا إليه مرة بعد أخرى" (الجرجاني، 2004، ص 125)، وهو "قسْمان، عُرف عامّ، وعُرف خاصّ. أما العرف العام، فهو مجموع العَوائِد والتّقَاليد العَامّة المُنتشرة في المُجتَمع. وأمّا العُرف الخاصّ، فهو مجْمُوع ما يتَعوّدُه الفَرد من أنْمَاط السّلوك. والعُرفُ مُرادف للعَادَة، إلاّ أنّ القُدمَاء يُفرّقون بَينهُما بقولهم: إنّ استِعْمال العَادَة في الأفْعال، والعُرف في الأقْوال. أمّا المُحدثُون من الفلاسفة الغَرْبيين، فيُفرّقون بيْنهُما بقولِهم إنّ العُرف خَارجيّ، والعَادَة داخليّة وخَارجيّة معًا، لذلك قَالَ بعضهم: العُرف لا يثبت إلاّ بِالتكْرار، عَلَى حين أنّ العَادة قدْ تثبت بمَرّة." (صليبا، 1982، ج2، ص 71). والمقصود بالعرف في الأقوال أو العرف القولي أن يصرف القوم لفظا للدلالة على معنى بعينه، يتعارفون عليه ويتّفقون، حيث لا يتبادر عند سماعه إلاّ ذلك المعنى مثل الدرهم على النقد والدابة على ذوات الأربع، مع أنّها تطلق لغة على كلّ ما يدبّ. ويشمل العرف أيضا الأعمال، ويسمّى بالعرف العملي، وهو "ما جرى عليه الناس وتعارفوه في معاملاتهم وتصرّفاتهم، كتعارف الناس البيع بالتعاطي والاستصناع" (عُرف، 1989، ج30، ص 55).
انظر:
-الجرجاني، علي بن محمّد. (2004). معجم التعريفات. (محمّد صدّيق المنشاوي، تحقيق ودراسة). القاهرة: دار الفضيلة.
-صليبا، جميل. (1982)، المعجم الفلسفي. بيروت- لبنان: دار الكتاب اللبناني- مكتبة المدرسة، ج 2، ص 71
-عرف. (1989). الموسوعة الفقهيّة. (ط.2). الكويت: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلاميّة. ج30، ص ص 53-60