العلاج بالمعنى لدى فيكتور فرانكل من وجهة نظر فلسفية


فئة :  ترجمات

العلاج بالمعنى لدى فيكتور فرانكل من وجهة نظر فلسفية

العلاج بالمعنى لدى فيكتور فرانكل من وجهة نظر فلسفية

كلوديا ريتينجر[1]

ترجمة: أحمد مظهر غالي

مقدمة

يشتهر فرانكل بتركيزه على المعنى في العلاج النفسي ووصفه لما يسمى النيوروز النوجيني .

في المقالة التالية، لن ينصب التركيز الرئيس على مفهومه حول إرادة المعنى، بل على افتراضاته المبنية على خلفيته الفلسفية.

أريد أن أوضح أن إرادة فرانكل للمعنى ومفهومه للحرية متضمنان في نظرية ميتافيزيقية قوية. في حين أن نقطة بداية فرانكل هي اعتراضه على التحديد من خلال الآليات البيولوجية أو النفسية، وتأكيده على الحرية والمسؤولية، فإنه عند الفحص الدقيق يصبح من الواضح أن نظريته لديها ميل إلى الحتمي أيضاً؛ أي النزعة الغائية، وتكمن الخصوصية هنا في أن فهم فرانكل للحرية والمعنى يشتمل على عناصر الحتمية.

{النيوروز النوجيني} هو مصطلح في علم النفس يشير إلى حالة اضطراب نفسي ينشأ نتيجة نقص المعنى أو الغرض في حياة الفرد، وهو متميز عن أشكال أخرى من العصاب، ويتعلق بالبحث عن المعنى وحالة الفشل في الوصول إليه.

فرانكل (1986 [1946])1كان هدفه الأساسي هو تجنُّب جميع أشكال الاختزال في ما يتعلق بالبشر، حيث كانت انتقاداته الأولية متخذاً التحليل النفسي الفرويدي وعلم النفس الفردي لأدلر في العمل ووصفها بأنها نظريات اختزالية، بينما يحاول التحليل النفسي فهم السلوك البشري على أساس مبدأ المتعة النفعية/ التوازن النفسي، فإن علم النفس الفردي يفهم السلوك البشري بوصفه تعبيراً عن إرادة القوة. من ناحية أخرى، يرى فرانكل أن السلوك البشري يمكنه، ولا ينبغي، اختزاله في آليات نفسية أو بيولوجية، حيث يتميز الإنسان بشكل أساسي بكونه روحانياً، ككائنات روحية، فإنهم ليسوا مجبرين ولكنهم قادرون على التصرف بحرية ومسؤولية وإدراك القيمة والمعنى. لفرانكل ينتمي الإنسان وجودياً إلى ثلاثة أبعاد: البعد الجسدي (الجسد)، والبعد النفسي (العقل)، والبعد الوجداني (الروحي)

من الناحية الوجودية، فإن هذه الأبعاد الثلاثة هي أنماط مختلفة للوجود، وبالتالي لا يمكن اختزالها في بعضها البعض. يرى فرانكل أن الظواهر الإنسانية الفريدة تقع في البُعد العقلي. ونظراً لكون النظريات الاختزالية عمياء عن البعد العقلي، فإنها تسيء تفسير مثل هذه الظواهر، ولا تتمكن من تحقيق العدالة المناسبة لظاهرة الإنسان.

[1]- كلوديا ريتينجر، جامعة سالزبورغ بالنمسا، قسم الفلسفة (كلية اللاهوت الكاثوليكي)، دكتوراه في فلسفة العلاج النفسي للتحليل الوجودي.

للاطلاع على الملف كاملا المرجو الضغط هنا