العلمانية وجدل العام والخاص: دراسة تحليلية نقدية في مفهوم العلمانية عند عبد الوهاب المسيري
فئة : أبحاث عامة
الملخّص:
نظراً إلى الأهمية المركزية، التي يحتلها مصطلح العلمانية الشاملة في مشروع عبد الوهاب المسيري الفكري بأكمله، والتأثير الذي صاحب ظهور هذا المصطلح على الساحة الثقافية العربية الإسلامية، كان لابد من التعرض، تفكيكاً وتركيباً، لهذا المصطلح (الذي سكه المسيري) بهدف الكشف، في النهاية، عن مدى اتساق بنيته، ومن ثمّ مدى إمكانية العودة من جديد إلى إقامة الجسور بين العلمانية والإيمانية في الفكر العربي الإسلامي، تلك الإمكانية التي تمثل، عند المسيري، ضرباً من الوهم، وخداع الذات.
حاول المسيري تقديم تصوّر عقلي للعلمانية يتّسم بالاتساق والترابط، حيث يمكن من خلاله تفسير الظواهر الطبيعية كافة (المادية) والإنسانية. اعتمد المسيري، خلال هذه المحاولة، منهجاً جديداً وصفه بأنّه مختلف بعض الشيء عمّا هو سائد وشائع. ويتمثل هذا المنهج، عند المسيري، في محاولة وضع تعريف جديد للعلمانية، ليس في ضوء التعريفات المعجمية الوردية، التي تعبِّر عن مجرد آمال، أو توقعات متفائلة، وإنّما في ضوء ما تحقّق، بالفعل، في الواقع الذي تمّت علمنته.
تتعرّض هذه الدراسة، في المقام الأوّل، للكشف عن مدى نجاح المسيري في هذه المحاولة، التي يتوقف مصير مشروعه الفكري بأكمله على نجاحها من عدمه.
لا تقدّم هذه الدراسة وجهة نظر معارضة لما يطرحه المسيري حول قضية العلمانية، ولكنّها تحاول، بعد أن تقوم بتحليل مفهوم العلمانية عنده، نقض هذا المفهوم من جذوره، وذلك من خلال آلية رئيسة هي الكشف عن عدم كفاءة المنهج الذي اعتمده المسيري في تناوله هذه القضية، ما يهدّد مشروعه بأكمله.
إنّ مفهوم العلمانية الشاملة، الذي سكه المسيري، يرسِّخ لحالة استقطاب إيديولوجي ذي بعد طائفي خطير، يعود بنا إلى ما يشبه فترة الحروب الدينية في أوربا، في القرن السادس عشر. ومن هنا، تأتي أهمية هذه الدراسة، التي تمثّل محاولة لهدم أكثر المفاهيم المعاصرة عداءً لأيّة رؤية تنويرية، أو عقلانية، في الفضاء الثقافي العربي الإسلامي، ولاسيّما أن هذا المفهوم (العلمانية الشاملة) يحظى بذيوع وانتشار لا مثيل له في الوسط الثقافي العربي.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا