العمل النّسوي الهشّ وتنامي العنف الجندري من خلال دراسة حالة
فئة : أبحاث محكمة
العمل النّسوي الهشّ وتنامي العنف الجندري من خلال دراسة حالة
الملخص:
يعدّ الخطاب النّسوي في العالم العربي اليوم نسقا مؤثرا في المنظومة الفكرية والحسية التي تنظم حياتنا، وفرض نفسه كأداة لتحليل وفهم أحداث اجتماعية واقتصادية وسياسية بدءا بالعائلة ووصولا إلى النّظام السّياسي ككل. فالنّسوية تبدو في قلب الهشاشة التي تعيشها منطقتنا اليوم، وهي حقل معرفي لا يمكن تجاوزه، بل يجب طرح عديد التساؤلات التي من خلالها يقوم فعل التراكم المركزي لأي حقل معرفي ومؤسساتي، خاصّة بعدما برزت عديد الإشكاليات التي حالت دون إنشاء عدالة اجتماعية على أساس جندري غذتها ثقافة ذكورية. إنّ الحاجة أكيدة اليوم إلى فتح نقاش مفتوح وعمل تشاركي من أجل دراسة المعضلات التي تحول دون الرقي بمكانة المرأة في المجتمع وحمايتها من كل أشكال العنف، خاصّة الفئات التي تمارس مهنا هشة تجعلها عرضة لعنف متعدد الأشكال.
في هذا الإطار، سنقدم ورقة بحثية بعنوان "العمل النّسوي الهشّ وتنامي العنف الجندري" اعتمدنا فيها منهج دراسة الحالة للغوص في ظاهرة العنف لدى ذوات الأعمال الهشة وكشف أسبابها وأشكالها وطرائق الحد منها.
تقديم:
ظاهرة العنف الجندري هي ظاهرة عالمية غزت المجتمع الإنساني منذ القديم، ولم يتم التصدي لها إلا في نهاية القرن التاسع عشر لما انتفضت بعض الحركات النسوية الأوروبية مناهضة للعنف الجندري، ومطالبة بالعدالة الاجتماعية والحقوق السّياسية، ثم تطوّرت المطالب شيئا فشيئا نحو مناهضة ظاهرة العنف الجندري بجميع أشكاله، وانتشرت مثل تلك الحركات داخل المجتمع العربي، ولعل تونس من أوائل البلدان التي ظهرت فيها جمعيات نسوية تناضل ضد العنف الجندري منذ تسعينيات القرن الماضي، وقد وجدت في حزمة الحقوق الدستورية خير داعم لها. لكن رغم ذلك، فإن نسب هذه الظاهرة مازالت مرتفعة حسب نتائج البحث الميداني الذي وقع في تونس حول ظاهرة العنف ضد المرأة في صائفة 2009، والذي انتهى إلى أن 3، 2 %من النساء في تونس يتعرّضن للعنف بجميع أشكاله، ما أوجب تكثيف الأعمال البحثية حول هذه الظاهرة لكشف أسبابها وأهم تداعياتها ومحاولة الحد منها ومن آثارها على الفرد والمجتمع. وقد قمنا بهذه الدراسة معتمدين على منهج دراسة الحالة لتداول هذه الظاهرة لدى فئات هشة يصعب معها اعتماد المناهج الكمية للولوج إلى أسباب الظاهرة ونتائجها.
الإشكاليّة:
يتطرق موضوع البحث إلى ظاهرة العنف الجندري التي تحتد خاصة لدى الفئات الهشة التي تعيش خصاصة مادية تجعلها تقبل العمل في ظروف تغيب فيها أغلب الحقوق المعمول بها في التشغيل، وتصبح ضحية أشكال عديدة من العنف، سنتعرف عليها من خلال دراسة الحالة التي سنحاول معها الاجابات عن الأسئلة التالية:
*ماهي الأسباب التي أدت إلى تنامي العنف الجندري لدى المرأة العاملة في القطاعات الهشة؟
*ماهي أبرز أشكال العنف ضد النوع الاجتماعي لدى هذه الفئة؟
*ماهي دائرة العنف الجندري؟
*ما هي استراتيجيا الدولة التونسية للوقاية من العنف الجندري؟
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا