العنف الرمزي
فئة : مفاهيم
العنف الرمزي هو نوع من العنف الهادئ غير الظاهر؛ أي الكامن أوالخفيّ أو المقنّع. وقد ظهر هذا المفهوم في كتابات عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو، وهو يعرّفه بكونه "هذا القهر الذي لا ينشأ إلاّعبر وساطة الانخراط الذي لا يتأخّر المسيطَر عليه عن منحه للمسيطِر" (شوفالييه- وشوفيري، 2013، ص 219). ويتمثّل في القدرة على فرض دلالات أو معان على أنّها شرعيّة مع إخفاء علاقات القوّة التي تمثّل دعامة هذه القوّة وركيزتها الأساسيّة. وتعدّ التربية في مختلف أشكالها ومجالاتها مصدراً لما يسمّى بالعنف الرمزي، سواء كانت في المنزل أو في المدرسة أو في وسائل الإعلام... لأنّها في معنى من معانيها تفرض قيماً ومعارف وخبرات وتوجيهات تكرّس سيطرة فئة "عليا" على أخرى.
ويقدّم بورديو مثالاً على العنف الرمزي، وهو ما يعرف بالهيمنة الذكوريّة، فهي تبدو في بعض المجتمعات طبيعيّة وأمراً ثابتاً يكرّسه تحديد أدوار المرأة وحصرها في مواقع بعينها: منزليّة ورعويّة، وهو ما يجعل من هذه الهيمنة والعنف الذي ينجرّ عنها أشياء غير مرئيّة وغير ملحوظة، إلى درجة أنّ المرأة المضطهدة قدلا تشعر أنّها وضعت في مرتبة دنيا وأنّ نوع السلوك الذي تتعلّمه والقيم التي تنشأ عليها تكرّس بشكل خفيّ هذه الهيمنة الذكوريّة وتزيد من تبعيّتها ودونيّتها.
انظر:
-شوفالييه، س.وشوفيري، ك. (2013). معجم بورديو. (الزهرة إبراهيم، مترجم). (ط.1). دمشق- سورية: دار النايا للدراسات والنشر والتوزيع. ص ص219-223
-هرميه، غ. (وآخرون). (2005). معجم علم السياسة والمؤسسات السياسيّة. (هيثم اللمع، مترجم). (ط.1). بيروت- لبنان: مجد المؤسسة الجامعيّة للدراسات والنشر والتوزيع. ص 284