العنف: قضايا وإشكالات
فئة : ملفات بحثية
ملخص:
قد استكتبنا لهذا الملف عدداً من الباحثين، فكانت الحصيلة على مقدار من التنوّع، فصنّفنا الدراسات إلى محورين اثنين: أدرجنا في أوّلهما البحوث التي تناولت دلالة المفهوم وإشكالاته، واستحضرنا في المحور الثاني الذي عنونّاه بـ"العنف من منظور آخر" قراءات في كتابات غربيّة لظاهرة العنف، مع ترجمة أحد النصوص المهمّة للفيلسوف الفرنسي بول ريكور.
في المحور الأول: "العنف: دلالة وقضايا وإشكلات"
تبحث دة. سلمى بالحاج مبروك (تونس) موضوع أصول العنف، منطلقة من تحديد فلسفي يعرف العنف بوصفه: "كلّ فعل يصدر عنا لنتصرّف ونفعل كما لو كنّا وحدنا فقط". وكأنَّ بقية الكون موجود هنا ليتلقى منا الفعل فقط ويخضع لرغباتنا. لتخلص إلى بحث آليّات تفكيك العنف لفهم بنيته النفسيّة. ثمّ تنتهي إلى أنَّه إن كان من المستحيل إزالة العنف، فعلى الأقل ثمّة إمكانيات للخفض من منسوب حدّته.
ولدارسة العنف السياسي قدّم د. منوبي غباش (جامعة تونس) بحثاً في علاقة الفلسفة والسياسة بالعنف. حيث أكّد في بداية دراسته أنَّ العنف يمثل تحدياً للفلسفة التي تعي محدوديّة فاعليتها إزاء الواقع العملي الموسوم باللاعقلانيّة. كما تعي أنَّ البشر لا يلتزمون في أفعالهم واختياراتهم بما يقضي به العقل، بل يتبعون أهواءهم وميولاتهم الغريزيّة، وهو ما يفضي إلى التنازع والصدام. والفلسفة برسم تعريفها كحوار وتفكير فإنَّ العنف هو بالضرورة نقيضها، ولهذا يطرح السؤال المتعلق بنوع الخطاب الذي يمكن أن تصوغه الفلسفة من أجل فهم آخَرِها المطلق. إنَّ هيمنة العنف على العالم الإنساني يعني نهاية الحوار وانعدام التواصل وإلغاء الحريّة. وإدانة الفلسفة للعنف ومعارضتها لكلّ أشكاله إنَّما هو التزام بما تقتضيه ماهيتها، بمعنى أنَّ معارضتها للعنف هو انتصار لذاتها ولحقيقتها.
لكن إذا كان الأمر كذلك، فكيف يُفسّر تقريظ بعض الفلاسفة للعنف والحرب؟ وإذا كان العنف ينتمي إلى مجال الممارسة، فإنَّ السياسة يمكن تصوّرها في آن واحد كمسألة عمليّة وكإطار أخلاقي تأخذ فيه الممارسات والأفعال معناها وأهميتها بالنظر إلى قيم وغايات محدّدة. لقد عبّر الفلاسفة عن مثل هذا التصوّر للسياسة بعبارات مثل: "السياسة الأخلاقيّة" أو "الإيتيقا السياسيّة".
وفي تحليل أطاريح أهمّ المشروعات النظريّة التي قاربت مفهوم العنف، يقدّم د. عماد الدين إبراهيم عبد الرازق (مصر) قراءة في مفهوم العنف عند الفيلسوفة الألمانيّة حنة أرندت التي ركّزت مقاربتها له من منظور سياسي.
وفي تحليلها لظاهرة العنف ركزت د. حلا السـويدات في مداخلتها: "في إخضاع العنف للنسق الفلسفي التحليليّ" على مقولة الكليانيّة كشرط مؤسّس للظاهرة، مستحضرة المقاربة الهيجليّة، مع انفتاح على مفهوم الهويّة كعامل اجتماعي رئيس.
وفي مساءلة دعوى "شرعية العنف" استحضر الباحث المغربي د. يحيى بن الوليد أطروحة الخطاب ما بعد الكولونيالي، بوصفها إحدى المقاربات المهمّة في مجالات الدرس الأكاديمي والبحث الاجتماعي، للظواهر السياسيّة المتعقلة بإشكاليّة المثاقفة.
ونظراً لأنَّ الواقع السياسي العربي الإسلامي يشهد جدلاً متصاعداً حول إشكاليّة العنف، قدَّم د. غيضان السيد علي (مصر) دراسة في "البِنية الأيديولوجيّة للعُنف لدى الجمَاعات الإسلامويّة"، محاولاً الكشف عن دوافع العنف المختلفة وأسبابه الكامنة لدى الجماعات الإسلامويّة.
ثمَّ في المحور الثاني "العنف من منظور آخر":
قدّم د. مصطفى بن تمسك (تونس) قراءة في كتاب أماريتا سين "الهويَّة والعنف: وهم المصير"، كما قدّم د. محمّد ممدوح (مصر) قراءة في كتاب: "في ظلّ العنف، السياسة والاقتصاد ومشكلات التنمية" (تحرير: دوغلاس س. نورث، جون جوزيف واليس، ستيفن بى. ويب، بارى ر.وينغاست).
ثمَّ ختمنا المحور بـ:
- ترجمة: د. عزالدين الخطابي، د. عبد الحق منصف، (المغرب) لنصٍّ مهم لبول ريكور بعنوان: "السلطة والعنف".
- وحوار مع د. علي رسول حسن الربيعي الباحث المتخصص في الفلسفة السياسية (جامعة أبيردين)، "في قضايا العنف" أداره د. عبد الله بربزي (المغرب).
وهكذا حرصنا في هذا الملف البحثي على تنوّع المقاربات والأطاريح.
للاطلاع على الملف كاملا المرجو الضغط هنا