الفـارابي وسـؤال المـدينة: من هاجس التوفيق إلى رهـان التحـديث
فئة : أبحاث محكمة
الفـارابي وسـؤال المـدينة:
من هاجس التوفيق إلى رهـان التحـديث
ملخص البحث
نُظر إلى السياسة قديما بوصفها ممارسة أخلاقية عملية، لها أصولها النظرية ونتائجها العملية، شأن أي فعل إنساني غائي يتقصد صاحبه تدبير أحوال الخليقة وإصلاحها. آمن النظار العرب خلال العصر الوسيط بهذه الرؤية الفلسفية، التي قد يعثر المرء عن بعض معالمها في كتابات أفلاطون وأرسطو، دون أن يفيد ذلك أن أقاوليهم مجرد جُماع لِحِكَم هؤلاء ونظرياتهم في السلطة والقانون والعدالة والفضيلة والسعادة... وإنما استحدثوا في تقديرنا بشأن ذلك تقاليد جديدة ونظريات مذهبية أصيلة تعكس وعي أصحابها بواقع المجتمع الإسلامي وخصوصيته الثقافية آنذاك. وبما أن منهج النظر في عمومه يقيس معقولية القول ومصداقيته بمدى وصل الأفكار والمفاهيم بسياقاتها النظرية والثفافية والدينية، فإن قول الفارابي في هذا الباب قد لا يدرك إلا على هذا النحو. فقد تأثر الرجل بواقع مضطرب (اجتماعيا، اقتصاديا، إثنيا) كان من مظاهره والأكثر خطورة تغيير معالم العمل السياسي وشروطه. سنُعنى في هذه الدراسة بإبراز بعض الخواص النظرية والمذهبية التي ميزت إسهام الرجل عن غيره من النُظَّار القدماء فضلا عن الفلاسفة العرب في هذا الباب. فهو باختزاله لغاية الفعل السياسي في إدراك السعادة وتحصيلها، كان يراهن فعليا على تحقيق مدينة فاضلة أوكل مهمة تحققها إلى الفيلسوف أو الرئيس الأول الفاضل. وهو ما خَصه بالنظرِ في أكثر نصوصه شهرة، من قبيل "آراء أهل المدينة الفاضلة" و"تحصيل السعادة" و"الملة".
إلا أن الحديث عن مجتمع متماسك ومترابط، أو بالأحرى عن مدينة فاضلة على النحو الذي قدمه المعلم الثاني، يظل رهين بتصحيح جملة من التمثلات والأحكام إزاء الفلسفة والدين والسياسية، بقصد توحيد رؤى المجتمع وغاياته بدل أي تعصب فكري أو ديني، وهذا ما عمل على توضيح بعض عناصره في نصه "الجمع بين رأيي الحكيمين". وقد تَضمَّنه مسائل كثيرة تشي فعليا بوجود اختلال أو خطأ ما في فهم الفلسفة، وبالتالي السياسة والأخلاق. نُجمل مضامين هذه الدراسة في فحص ما إذا كان الفارابي فعلا قد استحدث تصورا فلسفيا للسياسية وأنظمة الحكم وما يرتبط بها من مفاهيم أخلاقية وقانونية، أم إنه اكتفى فقط باستعادة نظريات القدماء؟
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا