الفضاء العمومي من هابرماس إلى نانسي فريزر
فئة : أبحاث محكمة
الملخص:
ترتكز هذه الدراسة على رؤية استقرائية نقدية لمفهوم العمومية والفضاء العمومي البورجوازي، كما فهمه "هابرماس" وكما انتقدته "نانسي فريزر"، من خلال رصد جملة من الإشكالات والمآزق التي تحومُ حول مفهوم الفضاء العمومي بوصفه إشكالية الدولة والمدنية، وإشكالية الحق والمجتمع المدني والديمقراطية...الخ. ومن البيّنِ أن نظريةَ "هابرماس" للعمومية إنما مردها إلى خلفية فلسفية هائلة تتمثلُ في "كانط" و"هيجل" و"ماركس"، بل إن الأمر يمتدُ إلى تأسيس رؤية اجتماعية مدعمة من مدرسة فرانكفورت أو النظرية النقدية التي اختارتْ لنفسها مسار التحليل السوسيولوجي النقدي متعدد المشارب للواقع المتحوِّل والمتغير سياسيًا واجتماعيًا وثقافيًا. فانظر كيف أن "هابرماس" اندفع الى استثمارِ مفهوم الاستعمال العام للعقل كما ورد عند كانط في الجدل الرهيب بينه وبين كارل اتو آبل وهايدجر بُغيةَ رسم الفضاء العمومي بعدًا بورجوازيًا ليبراليًا على المستوى الأنطولوجي والسياسي والأيتقي والفكري، والدليل أن هذه الرؤية هي التي استطاعت أن تفسح المجال أمام حرية الأفراد والجماعات للإدلاء برأيها على أساس أن الفضاء العام يتيح فرصة بنائه بناءً نقديًا تشاركيًا تشاوريًا.
أما نانسي فريزر الفيلسوفة اليسارية فلم ترَ في أمر نظرية "هابرماس" في الفضاء العمومي إلاَّ امرًا مستشكلاً، إذ إنَّ الأنموذج البورجوازي الليبرالي والاشتراكي لم يعدا الخيار الأوحد في مدار السياسة والأخلاق والاقتصاد، هذا اولاً، وثانيًا أن التحولات الاجتماعية والتاريخية الحاصلة اليوم قد أسهمتْ بقوةٍ في حدوث تحول في رؤيا للعالم، فانظر كيف تصاعدت الحركات الاجتماعية الجديدة، النسوية منها والعرقية والطائفية، كل ذلك من شأنه أنْ يقوض رؤية "هابرماس" الفلسفية والنظرية والنقدية لمفهوم الفضاء العمومي الذي بقي سجين الإطار الوطني والقومي للفعل السياسي.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا