الفيلسوف والسلطة السياسية في السياقات الإسلامية: ابن رشد أنموذجا
فئة : أبحاث محكمة
الفيلسوف والسلطة السياسية في السياقات الإسلامية:
ابن رشد أنموذجا
ملخص
نسعى في هذه الورقة إلى النظر في سؤال العلاقة بين الفيلسوف والسلطة السياسية في الفلسفة الإسلامية، من خلال أنموذج ابن رشد. ولتحقيق هذه الغاية، قسّمنا عملنا إلى أربعة محاور: جعلنا أولها تمهيدا لما يليه، وخصصناه للدفاع عن دعوى أهمية القضايا العملية في فكر أبي الوليد، وفي مقدمتها تلك المتعلقة بتدبير المدينة؛ لأننا نرى أن موقف ابن رشد من السلطة السياسية مؤسس على تصور فلسفي متين. وفي ارتباط بالدعوى السابقة، أبرزنا في المحور الثاني بعض وجوه العلاقة الإيجابية بين السلطة السياسية الفيلسوف، والتي تمثلت في الحظوة التي نالها والوظائف السامية التي تقلدها. أما المحور الثالث، فقد أفردناه لعرض موقف الفيلسوف من السلطة السياسية. وخصصنا المحور الأخير للنظر في بعض معالم صراع الفيلسوف مع هذه السلطة، انطلاقا من التوقف عند بعض وجوه نقد ابن رشد للسلطة السياسية القائمة في عصره، ورد فعل هذه الأخيرة، الذي تجلى في نكبة الفيلسوف.
وما تجدر الإشارة إليه هنا، هو أن تناولنا لمسألة العلاقة بين الفيلسوف والسلطة السياسية من خلال أنموذج ابن رشد، لا يسعى إلى إبراز وجه واحد من وجوه هذه العلاقة، وإنما حرصنا على تناول الموضوع انطلاقا من نظرة تكاملية، تستحضر الطبيعة المركبة لعلاقة الفيلسوف بهذه السلطة، وتنظر في مختلف أبعاد الفلسفة العملية الرشدية، اعتمادا على المتن الرشدي، وعلى مصادر ومراجع متعددة اهتمت بسيرة أبي الوليد.
مقدمة
كثُر الخوض في موضوع علاقة ابن رشد بالسلطة السياسية حتى تخللته الكثير من ضروب الخلل والابتذال؛ ولهذا، قد يسبق إلى بعض الأذهان أن غرضنا من هذا المقال هو الاشتغال بعرض ونقد مواقف الباحثين حول هذا الموضوع، لكننا لن نفعل ذلك؛ لأن غايتنا هنا تتمثل في النظر في علاقة الفيلسوف بالسلطة السياسية بالتركيز على مصدرين أساسيين:
أولهما، بعض المصادر القديمة التي تناولت سيرة الفيلسوف.
وثانيهما، نصوص أساسية من المتن الرشدي.
ولتحقيق هذه الغاية، فإننا لن نسعى إلى جرد الكثير من التفاصيل عن علاقة أبي الوليد بالسلطة السياسية التي عاصرها؛ لأنه يصعب الإلمام بها في هذا المقام، بل سنتناولها من خلال تساؤلات أساسية، هي: ما منزلة الفلسفة العملية في فكر ابن رشد؟ وهل كان لموقفه الفلسفي تأثير في علاقته بالسلطة السياسية؟ ألا يعتبر متن الفيلسوف وسيرته السند الحقيقي لكل دعوى عن طبيعة علاقته بالسلطة؟ وهل كانت علاقة الفيلسوف بالسلطة السياسية علاقة صراع فقط أم كانت لها وجوه أخرى؟
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا