الفيلسوف ورجل الدين
فئة : ترجمات
الفيلسوف ورجل الدين([1])
ريجيس دوبريه
ترجمة وتقديم: عبد القادر ملوك([2])
ملخص:
المقال المقتضب الذي نعرض ترجمته في ما يأتي لا يخرج عن هذا السجال، سجال الفكر والدين، أو سجال الفلسفة تحديدا، كرسالة إنسانية كبرى ذات بعد ثوري، تستهدف خلخلة البداهات وزعزعة القناعات التي تستبد بالعقول دون فحص أو تمحيص، مع اللاهوت الذي اتخذ سدنته من تعاليم ديانتهم - مأخوذة بحسب فهمهم لها - مطية للحِجر على العقل واضطهاد أصحابه. وقد عمد دوبريه إلى إجراء مقارنة دالة بين الحكمة الأبيقورية والعقيدة الماسونية والانتماء الديني، ليخرج بنتيجة مقتضاها أن ما يفصل أُسْرة الفكر (مجسدة في الفلسفة هنا) عن الانتماء الديني، هو أن الأولى ممارسة مفتوحة لا تشترط مكانا محددا ولا وجهة معلومة. أما الثاني، فينظر إلى الفرد كفاعل داخل تاريخ موجه مكانيا (مكان الصلاة له قِبلة ووجهة)؛ والفلسفة تُحلِّل، والدين يَسْتقطب؛ والفلسفة رؤية للعالم. أما الدين، فهو عالَم. قد نغير نمط تفكيرنا كما يحلو لنا، بل هذا هو المطلوب، لكننا لا نستطيع تغيير عقيدتنا، التي هي عالمنا وكينونتنا، بنفس السهولة. والدين انتماء وولاء، هوية وسياج، وعد ووعيد. أما الفكر، فلا يربط الإنسان بالإنسان؛ لأنه لا يفصل الإنسان عن الإنسان، ولا يركن إلى هوية ثابتة لأن وظيفته تقويض الحدود إيمانا منه بأن الحدود نُذوب يمكن لشيء تافه أن يدميها، وليس له ما يَعِدُ به إلا ما كان من مقاومة أشكال الزيف التي تطبع حياة الإنسان، وتحريره من القيود التي تشل حركة عقله، وتلقينه فن العيش المشترك.
للاطلاع على الملف كاملا المرجو الضغط هنا
[1] Régis Debray, «le philosophe et le religieux», dans: Le feu sacré, fonctions du religieux, Librairie Arthème Fayard, 2003
[2]- أستاذ التعليم العالي مساعد، جامعة ابن زهر، أكادير، المغرب.
