القانون الطبيعي
فئة : مفاهيم
القانون الطبيعي هو "مجموعة المبادئ التي يهتدي إليها المرء بفطرته تحت إرشاد العقل وتوجيهه" (نصار، 2010، ص 2532).
وإذا كان للطبيعة الفيزيائيّة قوانينها التي نشأت معها لتحكم حركتها وتحوّلاتها، مثل الجاذبيّة وغيرها فلم تأت مسقطة عليها، فإنّ القانون الطبيعي في المجال الإنساني هو ذلك القانون الذي لا يوضع بشكل مُصطنَع فيُسْقط على الإنسان ويُجبر على الخضوع له، وإنما هو القانون المستمد من فطرة الإنسان وعقله وطبيعته ذاتها، والتي تتجسّم في مجموع القيم التي صاغها الإنسان عبر خبراته المتراكمة، مثل قيمة الحريّة، وقد عبّر عنها عمر بن الخطّاب مثلا في قولة تعكس هذا البعد الفطري والطبيعي عندما قال: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا".
وقد اختلفت صياغات مفهوم "القانون الطبيعي" بين الحضارات والمفكرين عبر الزمان والمكان نتيجة لاختلاف تحديد الطبيعة البشريّة وماهيتها؛ فقد وضع سقراط وأفلاطون مثلا، أفكار القانون الطبيعي في العصور القديمة، واعتبر هذا القانون ضربا من ضروب قانون الله في العصور الوسطى، ثمّ استخدمه دعاته في القرنين السابع عشر والثامن عشر وما تلاهما، مثل سبينوزا ولوك وروسو ومونتسكيو.. لنقد الإقطاع وتأكيد أنّ المجتمع البورجوازي معقول وطبيعي. وقد كانت فكرة القانون الطبيعي عرضة لهجوم عنيف منذ ظهورها وخاصة من أنصار المذاهب الواقعيّة، ممّا دفع أنصارها لتعديلها لتنسجم مع الفكر الحديث وتجد رواجا.
المراجع:
-روزنتال، م. و يودين، ب. (1987). الموسوعة الفلسفيّة. (سمير كرم، مترجم). (ط.6). بيروت: دار الطليعة للطباعة والنشر. ص 372
-نصار، حسين محمد (وآخرون). (2010).الموسوعة العربيّة الميسّرة. (ط.1). بيروت-لبنان: شركة أبناء شريف الأنصاري للطباعة والنشر والتوزيع. مج 5، ص 2532