القدّيس بونافنتورا (Saint Bonaventura)
فئة : أعلام
ولد القديس يوحنا فيدانزا بونافنتورا (Giovanni Fidanza Bonaventura) في بانيوريا (Bagnorea) بالقرب من فيتوربو (Viterbo) في توسكانا (Tuscany) بإيطاليا سنة 1221 م. اشتهر بلقب بونافنتورا الذي أطلقه عليه القدّيس فرانشسكو الأسيزي، وهو ما يزال بعد طفلا. وفي سنة 1240 انتسب إلى رهبانيّة الآباء الفرنسيسكانيّين، وتلقّى في الفترة الممتدّة بين 1243 و1245 دروسا لاهوتيّة بجامعة السوربون، وكان من أبرز أساتذته الإسكندر الهالي. ونال سنة 1245 شهادة البكالوريوس. شرع في التدريس، وهو في السابعة والعشرين من عمره. وانتخب رئيسا عاما لرهبانيّة الآباء الفرنسيسكانيّين سنة 1257 وهو بعد في السادسة والثلاثين. تمكّن من تجاوز الانقسام الحاصل بين نزعتين متعارضتين برزتا في الرهبان: إحداهما حافظت على المثل الأعلى الذي رسمه فرانشسكو الأسيزي، وعملت على الالتزام به، والثانية حاولت التكيّف مع مقتضيات العصر فنأت عن هذا المثل الأعلى. وقد تمكّن بونافنتورا من التوفيق بين النزعتين والتقريب بينهما.
تركّز جوهر فلسفته حول الذات الإلهيّة، وفيها يقول: "إنّ الفلسفة الحقّة تتّخذ من دراسة الله نقطتها المركزيّة؛ فالنظر في المعرفة الإنسانيّة وفي العالم يؤدّي بنا إلى الله ضرورةً" (الحاج، 2000، ص 131). وكان بونافنتورا أميل إلى فلسفة أفلاطون أكثر من أرسطو، لكونه عنده "حكيما". أمّا أرسطو، فـ"عالم".
وهو يرى أنّ العقل الإنساني شيء إلهي متّصل بالحقيقة الدائمة، إلاّ أنّه لا يستطيع بمفرده إدراك هذه الحقيقة، وإنّما يحتاج إلى نور الوحي أو النقل. واعتبر الإيمان بوجود الله عنصرا فطريّا في الإنسان. ولا تخرج معظم آراء بونافنتورا عامّة عن آراء الفلاسفة الأوغسطينيّين، خاصة في تركيب المخلوق وعدم التمايز بين النفس وقواها...
من مؤلّفاته: "الشروح على كتب الأحكام الأربعة"، "طريق النفس إلى الله"، "ردّ الفنون إلى اللاهوت"، حياة القدّيس فرنسيس الأسّيزي"...
توفّي بونافنتورا في ليون سنة 1274م.
انظر:
-الحاج، كميل. (2000). الموسوعة الميسّرة في الفكر الفلسفي والاجتماعي. (ط.1). بيروت- لبنان: مكتبة لبنان ناشرون. ص ص131-132
-طرابيشي، جورج. (2006). معجم الفلاسفة. (ط.3). بيروت: دار الطليعة للطباعة والنشر. ص ص 212-213