الكهانة
فئة : مفاهيم
جاء في لسان العرب: "كهن له يكهَنُ ويكهُن وكهُن كهانة... قضى له بالغيب... الكاهن الذي يتعاطى الخبر عن الكائنات في مستقبل الزمان ويدّعي معرفة الأسرار، وقد كان في العرب كهنة كشِقٍّ وسُطيْح وغيرهما؛ فمنهم من كان يزعم أنّ له تابعًا من الجنّ ورَئيًّا يلقي إليه الأخبار، ومنهم من كان يزعم أنّه يعرف الأمور بمقدّمات أسباب، يستدلّ بها على مواقعها من كلام من يسأله أو فعله أو حاله، وهذا يخصّونه باسم العرّاف... قال الأزهري: وكانت الكهانة في العرب قبل مبعث سيّدنا رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، فلمّا بعث نبيًّا وحرست السماء بالشهب ومُنعت الجنّ والشياطين من استراق السمع وإلقائه إلى الكهنة بطل علم الكهانة" (ابن منظور، د.ت،مج 5، ج 44، ص 3950). وفي معالم السنن للخطابي، نجد أنّ "الكاهن هو الذي يدّعي مطالعة علم الغيب ويخبر الناس عن الكوائن (الخطابي البستي، 1934، ج4، ص 228). ويفسّر توفيق فهد هذه الظاهرة التي عرفتها مختلف الثقافات الإنسانيّة بقوله: "يفيد الجذر (كهن) لدى الساميّين الغربيّين في الدلالة على الناطق بلسان الإله. ذلك الذي كان يحمل على عاتقه المهمّة الرهيبة في طرح الأسئلة على الإله، ويعني زعيم الشعب أو الجماعة المحلّيّة. وينطوي هذا الجذر في الأصل على فكرة الانخطاف، إضافة إلى أفكار أخرى، مثل (الوقوف أمام الإله) و(الركوع أمامه) و(الخشوع له) و(تعظيمه). وبناءً عليه، فقد كان هذا الشخص هو العابد الرئيس للإله، ونائبه، ومليكته، وابنه، وكان يتّفق له حتّى أن يتماهى معه" (فهد، 2007، ص 42)
انظر:
-ابن منظور. (د.ت). لسان العرب. القاهرة: دار المعارف.
-الخطابي البستي، أبو سليمان حمد بن محمّد. (1934). معالم السنن. (ط.1). حلب: المطبعة العلميّة.
-فهد، توفيق. (2007). الكهانة العربيّة قبل الإسلام. (حسن عودة ورندة بعث، مترجم). بيروت- لبنان، دمشق- سوريا: شركة قدمس للنشر والتوزيع.