اللغة والمشهد البصري
فئة : مقالات
اللغة والمشهد البصري:
مقاربة (معرفية/ جمالية) للآية القرآنية: {قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرُ إِلْيكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي}
ثمة مشهد يستعصي على المقاربة اللغوية في الآيات القرآنية {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِميقاتِنا وَكلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرُ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِن انْظُر إِلى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَرانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكَّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقَا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأنَا أَوَّلُ المُؤمِنين (143)...} (سورة الأعراف). بما يعني أنَّ ثمة تجاوزا نصّيا إلى ما هو خارج النص ذاته! التأشير هَهُنا - في الآيات أعلاه - على أفقٍ تجاوزي لمرحلة النصّ اللغوي؛ فالمشهد البصري المُتخلِّق هو مشهد متموضع خارج النص، فهو يتجلّى في مرحلة يُمكنني تسميتها بـِ (مرحلة ما بعد اللغة)؛ أي الاندماج في الوجود بعيداً عن مَلَكة العقل والمُحركّات الذهنية.
في كتابه (البيان والتبيين)، وفي معرض تعقيبه على الآيات القرآنية التي وردت على لسان نبي الله موسى {رَبِّ اشْرَح لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّر لِي أَمْرِي (26) وَاحلُل عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27)} (سورة طه)، أشار "الجاحظ" إلى أنَّ النبي موسى كان مصاباً بـِ (حَبْسَةٍ في لسانه)، وهذا سبب دعوة موسى أن يُعزّز الله وجوده بأخيه هارون الفصيح.
السؤال الذي أطرحه هَهُنا: هل ثمة ترابط بنيوي بين عقدة اللسان عند موسى كما وردت في سورة (طه)، وإحالة الله له إلى (عالم ما بعد اللغة) ساعة طلب رؤية ربه كما ورد في سورة (الأعراف)، لعجز أو قصور عن مقاربة الله لغوياً، وذهنياً بالتالي؟
مبدئياً، إليكم الآيات القرآنية في كلا الموضعين:
الموضع الأول: {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّر لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَاني (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28)...} (سورة طه).
الموضع الثاني: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِميقاتِنا وَكلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرُ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِن انْظُر إِلى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَرانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكَّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقَا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأنَا أَوَّلُ المُؤمِنين (143)...} (سورة الأعراف).
قبل الترابط البنيوي بين الآيات السابقة: هل خانت اللغة نبي الله موسى في تنظيم علاقته بالبشر، وبالتالي علاقته بالله، لذا نقله الله –بعد طلب موسى برؤيته- إلى ما هو خارج اللغة والعمليات الفكرية الداخلية، نظراً لعجز مبدئي عن مقاربة الوجود –بكافة إحداثياته- ذهنياً؟
سأفترضُ عجزاً انسجاماً مع الطرح القرآني الكُلِّي، لا سيما أن ثمة طلب من موسى لِرَبِّه في تعزيز نبوّته بأخيه هارون؛ فقد احتاط نبي الله موسى لمرحلة (ما بعد عقدة اللسان)، فلربما خانته لغته في التعبير عن رسالة الله بعد أن كُلِّفَ بها، لذا أتى الطلب بالتعزيز بهارون:
{وَاجْعَل لِي وَزِيرَاً مِّنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30)} (سورة طه).
لاحقاً لهذا الافتراض، سأفترضُ افتراضاً ثانياً له علاقة بما سأطلق عليه (النَمْذَجة الموسوية)؛ فموسى ليس شخصاً معزولاً عن السياق الإنساني، وما حدث لموسى يمكن أن يحدث لأيٍّ كان، لذا اسْتُعيضَ عن اللغة في مقاربة الله بمستوى ثانٍ من مستويات مقاربة الوجود الإلهي، ألا وهو المُعاينة البصرية لمشهدٍ جمالي أكثر منه معرفياً؛ فواقع الحال هَهُنا يتطلب تقديماً للجمال والغبطة الداخلية على المعرفة العقلية والمقاربات اللغوية.
إنَّ السياق القرآني في الآيات المذكورة أعلاه –سواء أكان بطلها النبي موسى أو غيره- يُقدّم الجَمَال على المعرفة في مقاربة حادثة من حادثات الوجود الكبيرة، لانطواء الحدث المُعايَن على ما يتجاوز النظام اللغوي والأرضية المعرفية. وما شخص موسى إلا بصفته كائناً إنسانياً بالدرجة الأولى أكثر منه نبياً؛ نُمْذِجَ بصفته دالَّاً على إمكانٍ إنسي يستبطن الوجود الإنساني، ويمنحه أفقاً انفتاحياً على احتمالات تتجاوز اللغة والتأطير العقلي للوجود وإحداثياته، بما في ذلك الوجود الإلهي.
وعليه، فالافتراض الثاني مُكمِّلٌ للافتراض الأول، لأنّ المعارف العقلية قد تخون الإنسان –أياً كان- في مقاربة الوجود وإحداثياته، والتعامل معه بأريحيةٍ ودفقية عالية من جهة، ومن جهة ثانية لناحية اعتبار (المشهد البصري) كأحد المُكمّلات الموضوعية لذاتية العقل الفردي والجمعي؛ فالمشهد البصري إذ يتداخل في لحمة واحدة –أو مُنشقاً عنها- مع بنية العقل والقدرة على اجتراح الوجود ذهنياً من عدمه، فثمة دلالات جمّة تشي وتُؤشِّر على وجودٍ آخر أمكن استشفاف منابعه من خارج اللغة والسياق النصي! فاللغة مهما كانت متطورة وحالّة في شخص مثقّف ثقافة عالية أو متموضعة في نصٍّ قُدسي، إلا أنها تقف عاجزة عن مقاربة دفقات عاطفية متطورة جداً، يقف المرء أمامها مصعوقاً أو مبهوراً أو مشدوهاً بشكلٍ لافت للنظر.
مثلاً، لا يمكن للغة أن تُعبِّر بطريقة شافية وافية عن (اللُّهَاث) المُتقطِّع أو المُستَرْسِل لشخصٍ يعدو بسبب خوفٍ عظيم أو بسبب فرح غامر، أو عن ابتسامة ساذجة ترتسم على مُحيَّا طفل صغير فرح بلعبة أحضرها له والده...إلخ.
إِنَّ جزءاً من الجانب الجمالي عند الإنسان استطاعت السينما حديثاً - الرقص الصوفي أيضاً كشف عن إمكانات هائلة في هذا الجانب، إضافة إلى السحِر -[1] بتقنياتها البصرية المُبهرة أن تكشف عن عِرق منجمه، رغم أنّه موجود أزلاً عند الإنسان؛ فالنزوح الطوعي ناحية الجمال واحد من استبصارات الإنسان في هذا الوجود، وما تلك الصور والتماثيل والأيقونات، والمعابد والكنائس والمساجد، والقصور والحدائق واللوحات الفنية والقطع الموسيقية، إلا كتأكيد على هذا الاستبصار الإنساني العظيم. وفي العموم يُمكن إدراج الحركة التأملية لمظهريات الوجود، ولأعماق النفس الإنسانية، منذ بواكير الوجود الإنساني تحت هذا البند العريض.[2]
وإذا كان نبي الله موسى قد أخفقَ في مقاربة الإله ذهنياً، فَتَمَّ نقله مباشرة إلىالمكابدة البصرية عبر إمتاعه إمتاعاً مُهلكًا! أيضاً، في حال إتيان هذا الإخفاق كتجلٍّ لإشكالٍ مبدئي كان يُعاني منه شخص موسى عينه، إلا أنَّ هذا ليسَ بمثابة عزلٍ لشخص موسى عن سياق كُلِّي أمكنه مقاربة الوجود: جمالياً ومعرفياً، بل هو تأكيد على ما سبق وأشرت إليه ووسمته بــ(النَمْذجة الموسوية)؛ فجزء من الوجود لا يُمكن مقاربته إلا جمالياً، حتى وإن امتلك المرء معارف هائلة تُخوّله لاستيعاب أعقد العمليات الوجودية بذهنٍ فكري تجريدي، فالجمال جزء من تكوين الإنسان الأساس، وهو إذ يدفع المرء إلى (ما هو خارج اللغة) والمقاربات المعرفية عموماً، فإنه يُؤكّد على احتمال استبصاري كبير يمكن أن يصل إليه الإنسان في معاينة الوجود، سواء أكان فيلسوفاً أو نبياً أو طفلاً؛ فالنبع الداخلي إذ يفور اندهاشاً بحدث خارجي، فإنه تأكيد على حضور الإنسان المُركَّب في هذا الوجود، وعدم ركونه إلى بُعدٍ واحد وثابت في التعامل مع هذا الوجود.[3]
وإذا كان لي أن أعيد ترتيب الآيات القرآنية، لأعاين ما حدث لنبي الله موسى ساعة تجلّى ربه للجبل، فإني أفعل ذلك لتأكيد الجانب الجمالي عند الإنسان على إطلاقه، والذي تعجز اللغة في كثير من الأحيان عن مقاربته حتى في حال امتلاك عقل جبّار.
{وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِميقاتِنا وَكلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرُ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِن انْظُر إِلى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَرانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكَّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقَا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأنَا أَوَّلُ المُؤمِنين (143)...} (سورة الأعراف).
مبدئياً، ثمة حوار بين طرفين:
1-الطرف الأول: الربّ (ربّ موسى).
2-الطرف الثاني: موسى.
والحوار يستلزم نظاماً لغوياً كما هو مُبيَّن في الآيات السابقة، إذ هناك ميعاد بين موسى وربّه، فقد ابتدأ الربّ الكلام، وبناء على هذه الإحداثية طلب موسى من ربّه أن يراه، فتأتي إجابة الربّ حاسمة في هذا المقام {لَنْ تَرَانِي}، لمعرفة مُسبقة بالإمكان الاستحالي لرؤية الربّ جهاراً[4]، لذا (وهذا من باب التأدّب الإلهي) ثمة إحالة إلى حِمل جَمَالي أخفّ، ألا وهو رؤية الجبل إذ يُتجلّى عليه إلهياً. لقد انهار الجبل فأصابت موسى دهشة عارمة عُبِّر عنها قُرآنياً بــ(الصعق).
الآن، يُمكنني أن أعود إلى لسان العرب، وإلى معاجم علم النفس، لأقارب كلمة (صعق) مقاربة معرفية، من خلال الإطلاع على معانيها المختلفة، والمالآت التأويلية لها. لكن عملاً كهذا لن يؤدِّي إلى كشف ملابسات الحالة الانصعاقية التي ألمَّت بنبي الله موسى ساعة رأى الجبل يُدكّ دكّا؛ فالحضور هَهُنا –والحال هكذا- هو حضور جمالي لا معرفي، تنتصر فيه الغبطة الداخلية على المَلَكة العقلية. فالباروميتر المعرفي اللغوي عاجز عن مقاربة الحضور الاغتباطي لموسى ساعة الصعق، لأن الجَمَال المُتحصَّل هو جَمَال فردي، في حين أن المقاربة المعرفية هي حالة تشاركية.
نعم، أمكن الحديث طويلاً عن الصعق والغبطة إلى درجة تعميم المصطلحات وتشبيك المفاهيم ضمن جهاز كامل، إلا أنَّ ذلك لن يفي حالة غبطة واحدة حقَّها، فهي –نهاية المطاف- تجربة ذاتية محضة؛ فالصعق الموسوي خاص بموسى حصراً (وإِنْ نُمْذِجَت الشخصية الموسوية في الآيات أعلاه للدلالة على إمكان إنساني يستبطن كل الذوات الإنسانية)، وأي صعق آخر سيكون خاصاً بالشخص المصعوق لوحده. فكلّ تجربة جمالية هي تجربة خاصة بحدّ ذاتها، وتختلف في أطرها الخاصة والعامة عن التجربة المعرفية التي يمكن تعميم مدخلاتها ومخرجاتها.
وهكذا، ينطوي النص القرآني؛ تحديداً في الآيات السالفة الذكر، على بُعدين جماليين:
أولهما، متعلق بالتأشير على أن ثمة بُعدا آخر من أبعاد المعادلة الوجودية، ألا وهو البُعد الجمالي؛ فالنبي موسى عَجِزَ عن مجاراة دفقة علوية بآليات عقلية، لذا تمّ نقله إلى مرحلة الصعق، فالبصر حارَ واحتارَ من شدّة النور المُتساقط من علٍ، لذا خَرَّ موسى صَعقا! لقد أحاطت به دهشة قصوى عجز معها أن يُفكّك بنيتها عقليًا، فانسحب فورًا إلى منطقة أرحب وأعمق، ليدرأ عن نفسه خطر التلاشي والتهدّم.
إنّ نبي الله موسى أناب في هذا المقام، عن كل ذاتٍ إنسانية (وإن كانت تجربته ستختلف يقينًا عن تجربة أي شخص آخر انوجد في ذات المقام)، يمكن أن تقف عند حد معين عن استيعاب تجربة الوجود استيعاباً معرفياً، ذهنياً، وذلك بانتقالها ناحية أفق جمالي اغتباطي. فموسى، والحال هكذا، ساهم في بلورةِ إمكان إنساني مُتمّم لمعادلة وجودية إنسانية، قائمة على مقاربة هذه المعادلة جمالياً، كما هو الأمر معرفياً، اقتضاءً لواقع الحال المُراد مقاربته.
أما عن البعد الثاني الذي ينطوي عليه النص القرآني - وهذا شيء متشابك بعلاقة تواشجية مع البعد الأول- فهو استحالة مقاربة الصعق الموسوي لغوياً أو معرفياً؛ فهي تجربة محضة ذاتية، كَابَدَها موسى جمالياً، لأنه عَجِزَ عن مقاربتها معرفياً، والأولى أن يتطوّر هذا العجز إلى الذات المُتلقية لهذه الحادثة الإمتاعية. فالآيات القرآنية في النص أعلاه، وإنْ كانت ذات بنية لغوية معرفية، إلا أن أية مقاربة معرفية -اعتمادًا على سياقات لغوية- لن تُوصل المرء أو المُتلقي إلى حالة من الاطمئنان الوثوقي للحالة الموسوية لحظتذاك؛ أعني لحظة الانتشاء بالانعكاس الربّاني على الجبل المعني.
نعم، إن شعورًا عارمًا بدفءٍ اغتباطي يصل المرء، رغم أن تباعدًا زمنيًا بين الحادثة الأصلية وزمن تلقيها مجود حقاً. لكن هذه هي عبقرية النصوص القادرة على تجاوز محنة الزمن، إلا أن هذا الشعور يستعصي على أية مقاربة معرفية؛ فهو شعور خصوصي، تحديداً بالذات الموسوية. وفي حال حدث وتكرّر هذا الحدث مع أيّ شخصٍ آخر، فيقينًا ستكون حادثة الصعق مختلفة اختلافًا كُلّيًا عن تلك التي عاينها وكابد شغفها نبي الله موسى، على اعتبار الخصوصية الذاتية التي تتمتع بها أية ذات، بما يمنحها خصوصية المغايرة والاختلاف عن أية ذات أخرى.
وعليه، فالبُعد الجمالي في الآيات القرآنية، بُعد تشابكي وعلائقي وتواصلي، بما يُؤكد على أهمية الجمال –بشكلٍ عامٍّ بما يتجاوز حالة الصعق الموسوي والنص القرآني عمومًا- في فكّ الشفرة الوجودية، واستلهام قدرة هذه المَلَكة البديعة على فتح جزءٍ من المِغلاق الوجودي، وانفتاحه على أفقٍ اغتباطي، يُؤشِّر على أن ثمة شوقا إنسانيا للولوج إلى عوالِم غير ممسوسة أو ملموسة خارجياً.
[1]- إحدى المرويات تتحدث عن مُخرج سينمائي من أميركا زار أحد سحرة أميركا الجنوبية، وأخذ يُحدّثه عن السينما وما تفعله السينما لدى مشاهدها، وعندما انتهى قال له الساحر: هذا ما يفعله السحر أيضاً.
[2]- أرى أن مثل هذه الموضوعات بحاجةٍ ليس فقط إلى دراسة وبحث، إنما أيضاً للتدريس، لا سيما في عالمنا العربي الذي يفتقد –بطريقةٍ أو بأخرى- إلى الثقافة الجمالية، لأسباب شتى.
[3]- في كتابه (العالمية الإسلامية الثانية: جدلية الغيب والإنسان والطبيعة)، يرى المفكّر "محمد أبو القاسم حاج حمد" أن التجربة الإسرائيلية في عموميتها، بما فيها تجربة النبي موسى، قائمة –لا سيما إذا ما قُورنت بالتجربة الإسلامية المحمدية- على بُعدٍ حسِّيٍّ أكثر منه عقليًا، لذا كانوا يميلون إلى معاينة الحوادث جهارًا نهارًا، بوضوح تام، وبدون التباسات.
[4]- ثمة مثال آخر آت من عمق الثقافة الموسوية، يدلّ على عدم إمكانية رؤية الرب:
{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤُمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى الله جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمْ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55)} (سورة البقرة).