المثقّف الحداثويّ (المعاصر): الفيلسوف وصور المثقّف
فئة : مقالات
تميّزت قضيّة المثقّفين بأهميّة كبيرة في هذا العصر، وبدت آراء الفلاسفة والمفكّرين في المثقّف، تتنوّع أكثر فأكثر، فشهد عصر الحداثة وما بعدها، وما بعد البنيويّة، تنظير في مفهوم المثقّف بشكله العامّ، وعُدّ المثقّف المحرّك الأساسيّ للهويّة البشريّة.
فمن كانط وحتّى الجابري، تبرز صورة المثقّف بأنّها الصّورة الطّوباويّة؛ الّتي ينسج كلّ مفكّر خياله عنها، فيمكن أن أقول: إن مفهوم المثقّف هو المفهوم الأكثر شمولًا في العصر الحداثيّ وما بعده، وما يتضمّنه من مراحل، مثل؛ الما- بعد بنيويّة والما- بعد العولمة، ولكن لاستبيان صورة المثقّف في العصر الحديث، يبرز كثرة فلاسفة أولوا المثقّف اهتمامهم، وهؤلاء الفلاسفة، هم؛ فوكو، وسعيد، وكانط، والجابري، وغرامشي، وبارت، لذا؛ يمكن الجزم بأنّ هؤلاء، هم الّذين رسموا صورة المثقّف الحديثة (ما بعد حداثيّة وما بعد بنيويّة وما بعد العولمة).
فالمثقّف ينقسم إلى عدّة أنواع، منها؛ المثقّف العضويّ والإيديولوجيّ والنّقديّ والأدبيّ والكونيّ (الفيلسوف).
والمثقّف العضويّ يعدّ من أهمّ أنواع المثقّفين، وأكثرهم شموليّة، وهو المثقّف الّذي يصعب على السّلطة أو الإيديولوجيّات احتواءه، وهو المثقّف الفيلسوف نفسه؛ أي أنه غير متحيّز لسلطة وطنه، وغير متحيّز- بنفس الوقت- لأيّ إيديولوجيّة، وهذا المثقّف الّذي أهتمّ به سعيد، وهو مثال عليه، كما يتميّز هذا المثقّف بأنّه قادر على أن يرى الحقيقة، أو ينظر في موضوع معيّن من كلّ الزّوايا والجهات؛ لأنّه ليس صاحب إيديولوجيّة ما، وليس متحيّز لمدرسة فلسفيّة أو مذهب ما، فتتيح له القدرة أن ينقذ الموضوع من كلّ الجهات، مهما كان الموضوع[1].
وتنزعج السّلطة- عادة- من المثقّف العضويّ؛ لأنّه يمثّل- عادة- ريادة تيار ثقافيّ في البلد؛ أي قدرته على أن يتسلّم زمام السّلطة، ويتحوّل من مثقّف عضويّ إلى مثقّف نخبويّ مؤدلج (وهو المثقّف الإيديولوجي الّذي وصل إلى مراتب عليا في الدّولة)، إلى أن كانت الدّولة دولة طوباوية أفلاطونيّة، كما أنّ المثقّف العضويّ له القدرة على أن ينظر في السّياسة والاقتصاد، ممّا يجعله مراقبًا من الدّولة، مثل؛ ساخاروف * وسعيد، كما أن أهميّته في ريادة تيّار ثقافيّ غير متحيّز أبدًا، كريادة سعيد لتيّار ما بعد البنيوية في ما يخصّ مفهوم المثقّف وقضيّته، أو كسارتر في ريادته للتّيار الوجوديّ في فرنسا، كما أنّ المثقّف العضويّ يُنظّر في الإيديولوجيا- أيضًا- وغالبًا ما ينتقدها، ويكشف مزاياها وعيوبها، ويحاول- قدر الإمكان- أن يعرّي حقيقة الإيديولوجيّات مثل سقراط، الّذي كان ينتقد النّظام الحاكم في أثينا، ممّا يجعله بنظر الإيديولوجيّين والسّياسيّين شخصًا يحبّ الإزعاج.
أمّا بالنّسبة إلى المثقّف الإيديولوجيّ؛ فهو مثقّف يعتنق فكرة ما، ويجعل المجالات الأبستميّة الأخرى؛ (كالاقتصاد والدّين والسّياسة والفلسفة) ذات عمق واحد على سطح فكرته، أو ما يعرف بـ (العمق التّأويليّ الفلسفيّ الواحد)، وهو يعني؛ تطبيق نظرة أو فكرة إيديولوجيّة على كلّ المجالات الأبستميّة؛ أي الماركسية- مثلًا- من شعاراتها (الديالكتيك الجدليّ والطّبقيّة)؛ فطبّق ماركس فكرته على الاقتصاد؛ فنتج المجتمع الطّبقيّ وقانون تطوّر المجتمعات، وطبّق فكرته على السّياسة؛ فنتجت الثّورة العماليّة والطبقيّة، وطبّقها على الدّين؛ فنتجت (المدرسة المادّيّة) والفلسفة، وهو ما يعرف بـ أنك أولت كلّ المجالات الفلسفيّة على فكرة واحدة وهكذا، ومثال على المثقّف الأيديولوجيّ ماركس.
والمثقّف المتأدلج أو الوطنيّ، هو مثقّف عضويّ - بنظر غرامشي - لأنّه يحارب من أجل وطنه، بالتّالي؛ الإنسانيّة، والمثقّف العضويّ؛ شخص ليس ذو قوميّة معيّنة، هنا، تأتي حجّة غرامشي، فتجعل هذه الرّؤية نقد غرامشي الرّاديكاليّ أمرًا معقّدًا، وصعب القبول.
أمّا المثقّف الأدبيّ؛ فيعدّ من أبسط أنواع المثقّفين شموليّة، هو: المثقّف "هاوي الأدب" أو الأديب، وهو المثقّف الّذي يتناول قضايا فلسفيّة أو سياسيّة أو دينيّة، أو في أيّ من المجالات المعرفيّة الأخرى، في صورة أدبيّة أو لغويّة مجملة، وهدفه توصيل مغزى ما إلى القرّاء، وقد يكون مؤدلجًا، مثل؛ ثورو.
وأما المثقّف الكونيّ؛ فهو المثقّف الأشمل مفهومًا، هو: الفيلسوف بشكل مختصر، وهو المثقّف الّذي سأتناوله في الفقرة التّالية.
المثقّف الكونيّ (الفيلسوف):
ويجدر القول: إنّ سبب تسمية المثقّف الفيلسوف، هو المثقّف الكونيّ؛ لأنّ المثقّف الفيلسوف، هو المثقّف الّذي يمتلئ حكمة وفضيلة؛ أي المثقّف الّذي تسهم معرفته في الوجود البشريّ ككلّ، كما إنّ المثقّف الفيلسوف، عادة ما ينتقد كلّ المواضيع الفكريّة، وليس كالمثقّف الوطنيّ الّذي ينتقد القضايا السّياسيّة فقط؛ فهو سُمّيّ كونيّ لأمرين؛ الأوّل: لأنّ إسهاماته تخدم الوجود البشريّ بشكل عامّ، والثّاني؛ لأنّ لديه القدرة على انتقاد المواضيع الفكريّة كافّة– الّتي تحتاج إلى جهد فكريّ– ولأنّه؛ عادة ما تكون لديه القدرة على التّمعّن في الأشياء والنّقد بشموليّة أكثر.
والمثقّف الفيلسوف؛ هو شخص غير مأدلج، ممّا يسمح له بأن ينظر إلى الموضوع من أكثر من زاوية ونقطة، وأن يحلّل موضوع ما من كلّ الجهات والتّفاصيل؛ ففوكو - مثلًا - عندما نقد الجنون في كتابه "تاريخ الجنون"، نقده أنثروبولوجيًّا وسيكولوجيًّا وإبداعيًّا وفنيًّا - من حيث تأثير الجنون في أعمال المفكرين والأدباء والفلاسفة بعد جنونهم، مثل؛ القصائد الّتي نسجها هولودرين بعد جنونه، الّتي كانت أكثر حيويّة وإبداعًا، من القصائد الّتي كتبها، وهو في صحته وكمال عقله- وفلسفيًّا، وليس كفرويد الّذي نقد الجنون والهلوسات من الجانب السّيكلوجيّ فقط، وفرويد مأدلج، بكونه يتّبع النّظرة الفرويديّة (الأنا والهو) في تحليل جميع القضايا الفلسفيّة والفكريّة؛ فجعل أساس التّحليل السيكلوجيّ، والدّين، والفنّ، والأدب، و(الأنا والهو) والحاجة إلى التّعبيرعنهما (بما في ذلك تبعاتهما، مثل؛ اللّيبدو والسّادومازوخية)، أي؛ أنّه تعميمي من حيث المبدأ، فالفيلسوف لا يعمّم مبدأ واحد على قضايا معيّنة- كما فعل فرويد مثلًا- ففرويد سيكولوجيّ أكثر ممّا هو فيلسوف، بينما فوكو ظلّ يحتفظ بالطّابع الفلسفيّ، رغم نقده للأنثربولوجيا والسيسولوجيا، وغيرهما من العلوم الإنسانيّة.
أحدثت مرحلة ما بعد البنيويّة تغييرًا شاملًا في كل المجالات المعرفيّة، فأحدثت هذا المرحلة ثورة لم يشهدها الإنسان في حياته قط؛ فلا ما بعد الحداثة ولا العولمة استطاعتا أن تواكبا هذه المرحلة في التّغييرات الّتي أحدثتها - مع أنّ ما بعد البنيويّة نتجت عن العولمة والحداثة، إلا أنّها أحدثت تغييرًا شاملًا -أأ وأحد هذه التّغييرات، هو؛ المثقّف.
فالمثقّف يختلف من عصر لعصر، وتختلف مهامّه ووظائفه، ولكنّ من أهمّ الفلاسفة الّذين واكبوا على بناء صورة المثقّف في العصر الما- بعد بنويوي، هم: فوكو، وسعيد، وغرامشي، والجابري، ورولان بارت، فكلّ فيلسوف ومفكّر منهم، أتى بصورة طوباويّة للمثقّف، وأحدثوا تغييرًا في مفهوم المثقّف، على المستوى العالميّ، لذا؛ نقول: إنّ هؤلاء الفلاسفة الأربعة؛ هم الّذين اهتموا بمسألة المثقّف في عصر ما بعد البنيويّة، أو يمكن- بالأحرى- القول: إنّ هؤلاء الأربعة يمكن اختزال صورة المثقّف الما- بعد البنيويّ بهم، لذا؛ سيكون هذا المقال عنهم، وعن صور المثقّف لديهم ونقدها، فإن قلت: إنّ الصّورة الّتي أقصدها الآن، الّتي سأشرحها في المقال؛ هي: المثقّف الكونيّ أو الفيلسوف.
تكمن أهميّة مسألة المثقّف في كلّ العصور؛ أنّ المثقّف هو المحرّك الرئيس للأحداث، لا تكتمل الهويّة الذّاتية للوجود البشريّ إلّا به، فهو يشكّل الأساس أو الدّعامة لهذه الهويّة، وتختلف صورة المثقّف من فيلسوف إلى آخر، فالمثقّف: هو العجلة الإبستمولوجية للهويّة الذّاتيّة، وهو المعرفة/ الإبستمولوجيّة، وهذه المعرفة هي الّتي تكسب المثقّف أساسيته، ليكون أساس الهويّة البشريّة.
فيرسم الجابري صورة المثقّف الطوباويّة المتمثّلة بالمعرفة والحكمة، ولكن نسي الجابري أنّ أشكال المثقّف كثر؛ فهناك المثقّف العضويّ، والوطنيّ، والناقد، والمثقّف: هو دعامة الوجود والهويّة الإنسانيّة، ويجب أن تخدم/ تسهم معرفته في الوجود الإنسانيّ بمعناه الأنطولوجيّ، أي؛ بصورة أوضح معرفة تنبع من الخير والفضيلة، أو معرفة متعالية، وليست معرفة أفلاطونيّة (كانطيّة؛ نسبة إلى كانط ، لأنّ كانط اشترط من المعرفة أن تكون تخدم الحقيقة، في ما يخصّ الوجود الأنطولوجيّ للهويّة البشريّة في الكون، بينما أفلاطون اشترط للمعرفة أن تخدم الخير والفضيلة والحقيقة قبل كلّ شيء)، بينما نرى أنّ المثقّف الوطنيّ أو القوميّ أو الإيديولوجيّ، يضع أساس معرفته أن تخدم الهوية الإيديولوجية التي يعتنقها فقط، فيكون الجابري قد أخطا في أن المثقف يضع معرفته لخدمة الهويّة البشريّ ككلّ، وأنّ كلّ مثقّف يسعى لخدمة الإنسانيّة والوجود البشريّ- إذن- نستطيع القول: إنّ المثقّف الّذي يخلقه الجابري، هو المثقّف الكونيّ، كما يخلق أفلاطون المثقّف الطوباوي، فحصر الجابري صورة المثقّف في المثقّف الكونيّ فقط، ونسي باقي الأشكال.
بينما نجد عند فوكو اختزاليّة المثقّف لنفسه؛ فالمثقّف مهمّته اكتشاف الحقيقة ونشرها، لكن عند فوكو؛ تكون مهمّة المثقّف : أن يصنع البنية التّحتيّة للثّقافة، كما قال سعيد عن الثّقافة: "إنّ المثقّف: هو الّذي يصنع الأفكار لحال أفضل، لكن لا يصنع الأفكار ويمارسها على النّاس، أو يقتدي بها، مثل؛ الشّيوعيّين- مثلًا- لأنّ فوكو تأثّر بالتيار الما- بعد البنيويّ، فمن الطّبيعي أن تكون صورة المثقّف أنّه- هو نفسه- العجلة المحرّكة للهويّة الذّاتيّة للإنسان، وكما أسلفت قولًا: إنّ المثقّف الما- بعد بنيويّ لا يكتشف الحقيقة فقط؛ بل يخلقها أيضًا، ويضع البنية التّحتيّة لها؛ لذا فإنّ المثقّف لدى فوكو؛ هو نفسه من يخلق الهويّة الذّاتيّة للإنسان، ويتمثّل ذلك في قسمين؛ قسم الما- فوق بنيويّة: حيث إن كانت البنيويّة تعني الاهتمام ما بعد الإنسان، هو الاهتمام الأكبر، ويجدر القول: إنّ كلّ ما ذكر في هذه الفقرة، هو حول رؤية المثقّف الفيلسوف لدى فوكو[2].
وأمّا غرامشي؛ فقد كان يرى بالمثقّف خلاص الأمم، ويرى فيه ذلك الثّائر على العادات، والتّقاليد، والنّظم السّياسيّة، ولكن غرامشي نسي أنّه حصر المثقّف بين شكلين، هما؛ المثقّف العضويّ، والمثقّف الوطنيّ، ونسي المثقّف الفيلسوف؛ إذ إنّ هذه الراديكاليّة المزدوجة في تناول صورة المثقّف، تجعل غرامشي صعب النّقد؛ فالمثقّف العضويّ هو المثقّف الّذي يصعب على السّلطة احتواؤه، وأمّا الوطنيّ؛ فهو يكون- عادة- صاحب إيديولوجيّة أو قوميّ، وهو ما وضع غرامشي في خانة المفكرين الرّاديكاليّين ذوي المراس الصّعب، الّذين لا يوجد لديهم حلّ وسطيّ، بمعنى؛ أنّ نقدهم- عادة- يكون متحيّز ومحصور، ولا يمكن أن يكونوا ذوي نقد وسطيّ.
كما أنّ غرامشي يرى المثقّف العضويّ في صورة المثقّف الوطنيّ، لكنّه لا يرى في المثقّف الفيلسوف أيّ أهميّة؛ فالمثقّف الفيلسوف - لدى غرامشي - مثقّف هامشيّ لا يسهم في تغيير أيّ شيء في العالم، وكما قال ماركس: "الفلاسفة فسّروا العالم، وقد حان الوقت لتغييره"، ولكن يأخذ الفيلسوف أهميّته- لدى غرامشي- عندما يقود ثورة فكريّة ما، كماركس مثلًا، الّذي قاد ثورة فكريّة ضد النّظام الإقطاعيّ والبورجوازيّ، أمّا الفلاسفة الّذين يمارسون النّقد الفكريّ من دون أن يقودوا ثورة ثقافيّة - كفوكو مثلًا أو باشلار - فهؤلاء لا يحتلّون أيّة أهميّة لدى غرامشي، ويقعون على طرف المثقّف الهامشيّ لديه[3].
أمّا سعيد؛ فهو أكثر شخص تناول النّقد الثّقافيّ بين أوساط المفكرين أجمع، ويجدر القول: إنّ سعيد لم يغفل أنواع المثقّفين كلّها؛ فمن نقده للمثقّف الكونيّ، ثمّ المثقّف العضويّ والأدبيّ والوطنيّ، يوضّح سعيد آرائه بحجج مدعومة بأدلّة وبراهين، ولكن للاختصار، يمكن القول: إنّ المثقّف الكونيّ لدى سعيد، هو نفسه المثقّف العضويّ، والمثقّف الأدبيّ هو الّذي يهتمّ بالآداب، أمّا المثقّف الوطنيّ؛ فهو نفسه المثقّف الوطنيّ لدى غرامشي، أمّا سعيد؛ فقد نسي المثقّف الفيلسوف، أو لم يتناوله بصورة كاملة، كما فعل الجابري، ووضع سعيد المثقّف الفيلسوف في خانة المفكّر؛ بل عدّه مفكّرًا - بالدّرجة الأولى - ثمّ فيلسوف، وليس مفكّرًا بمعنى المفكر الفلسفيّ؛ بل مفكّرًا بالمعنى النّقديّ والسّياسيّ - كماركس مثلًا - لذا؛ فإن المثقّف الفيلسوف يعني لدى كثيرًا لدى سعيد، رغم أنّه لم يقدّم نقدًا واضحًا في هذا الأمر- خصوصًا- في كتابه (المثقّف والسّلطة)[4].
أمّا رولان بارت؛ فرغم كونه ناقدًا أدبيًّا أكثر من فيلسوف، إلّا أنّه رأى في الفيلسوف الشّخص الدّؤوب الّذي يسعى إلى استكشاف الحقيقة، وقد ساهم رولان بارت في بناء صورة المثقّف الفيلسوف الما- بعد بنيويويّ إلى جانب فوكو وديدرا؛ فرأى من أحد مهام المثقّف الفيلسوف أن يكون بنّاءً؛ أي أن لا يقتصر فكره على النّقد فقط؛ بل يبني صرحًا/ تيّارًا فكريًّا ينافس به التّيارات الفكريّة الأخرى، مثل سارتر، ولكن لم تختلف صورة المثقّف البارتوي - الما- بعد حداثوي- كثيرًا - عن صورة الفيلسوف السّقراطيّ، الّذي يرى فيه سقراط الشّخص الدؤوب لاكتشاف الحقيقة مهما كانت، حتّى ولو دفع ثمن حياته كما فعل سقراط، لذا؛ يمكن القول: إنّ بارت لم يأتِ بشيء جديد حول قضيّة المثّقف الفيلسوف.
[1] حميد زيادات، المثقّف والصّورة، ص ص 99- 120
[2] فوكو، جينالوجيا الخطاب، ص ص 40- 49
[3] كراس هارمين، المثقّف ضد الإصلاحيّة، ص ص 16- 20
[4] إدوارد سعيد، المثقّف والسّلطة، ص ص 90- 95، ص 77