المعتقدات القديمة في شمال إفريقيا: طقوس الاستمطار أنموذجا
فئة : مقالات
يعدّ كتاب "بعض طقوس الاستمطار إبّان الجفاف لدى المغاربيّين" من أهمّ مؤلفات ألفريد بل (1873-1945)، وقد ترجمه إلى اللغة العربية الباحث في التاريخ القديم الأستاذ سمير آيت أومغار، وقد صدر الكتاب عن منشورات الزمن (سلسلة ضفاف رقم 20، في 143 ص).
استهل المترجم آيت أومغار الكتاب بتقديم بيوغرافي لشخصيّة المؤلف ألفريد بل، عرَّف خلالها بأهمّ إنجازاته العلمِيَّة التي همَّت بالأساس منطقتي المغرب والجزائر، إذ استقرّ بهما لسنوات عديدة. كما تولّى بهما مناصب إدارية وتربوية خلال فترة الاستعمار الفرنسي للبلدين. وقد سكنه هاجس الدِّين وأشكال التديّن بشمال إفريقيا، ليُقدِّم حولهما دراسات خصبة لاغنى للباحثين اليوم عن الاطلاع عليها، من بينها تلك التي خصَّصها لشخصيّة سيدي بومدين وشخصيّة الدقاق. كما أنجز دراسات عن الإسلام الروحي وعن خاصّية الإسلام ببلاد البربر، وعن الإسلام الرسمي بالجزائر. كما تناول بالبحث عددا من الطقوس ذات الطابع الديني ومنها حفل الأضاحي، وطقوس الانقلاب الصيفي والبقايا السحرية الدينية بشمال إفريقيا[1]، فأصبح بذلك أحد أهم المتخصّصين في التاريخ الديني بشمال إفريقيا إلى جانب كل من إدموند دُوتّي وروني باسي.
تُشَكِّلُ الدراسات الكولونيالية أهمّية كبرى، باعتبارها تمثّل أوّل تراكم معرفيّ حول المنطقة المغاربية
أنجز سوسيولوجيّون وإثنوغرافيون غربيّون في العقود الأولى من القرن العشرين أبحاثا عديدة عن المجتمعات "الغيرية"، ومنها كتاب ألفريد عن طقوس الاستمطار، وقد استهدفت، من بين ما استهدفته، التنقيب عن أصول النظام الاجتماعي والكشف عن طبيعة الاختلاف بين المجتمعات الأوروبية والغيرية. وتدخل الدِّراسات الفرنسية التي أنجزت عن منطقة شمال إفريقيا ضمن هذا المجال؛ فقد اهتمت أساسا بالظواهر المرتبطة ببنية القبيلة ونظامها السِّياسي والاقتصادي والاجتماعي والعرفي وبطقوسها الدينية والاحتفالية.
تُشَكِّلُ الدراسات الكولونيالية أهمّية كبرى، باعتبارها تمثّل أوّل تراكم معرفيّ حول المنطقة المغاربية، ولا يمكن للباحثين الاستغناء عنها، ومهما يقال عن دوافع بعض هذه الدراسات وأهدافها الاستعمارية، بالنظر إلى التربة التي نشأت في ظِلِّها؛ فإنّها ساهمت بغزارة في نضج المعرفة التاريخية وتزايد إمكانياتها التَّفسيرية والتَّأويلية.
يعتبر مجال الطقوس والمعتقدات التي ننعتها بالثقافة الشعبيّة ومدلولاتها الاجتماعية والدينية والتخيليّة من مشمولات التاريخ اليوم؛ فقد قام المؤرّخ والأنثربولوجي الروسي فلاديمير بروب ببحث يتناول الأعياد الفلاحيّة الروسية، وهو ينطلق من ملاحظات معاصرة، أو على الأقل حديثة، ليبيّن من خلال الدورات الروزنامية في الأرياف الروسية استمرار الثقافة الشعبية وأعمال الكنيسة وما ترتَّب على ذلك من منتوج ثقافي[2].
إنّ التأريخ من خلال المعتقدات السابقة والطقوس المؤثّرة، والتي هي مجموعة من الممارسات الجماعية التي ليست بالضرورة عقيدة دينية مستقلّة، يمكن اعتبارها ضمنيّا من مشمولات "التاريخ من أسفل"[3]؛ فهذا المنظور، المرتكز على المُشاهدة والتَّوصيف المكثَّف[4]، يسمح لنا بالمرور السَّلس من التاريخ الجزئي الإفرادي (المصغّر) إلى التاريخ الجمعي الكبير (الكلّي)، كما يمنح المؤرّخ فرصة اقتحام ميدان دراسة الذهنيّات أو ما يسمّى بالعقليّات، والاهتمام بدراسة الممارسات الرَّمزية والتمثّلات الجماعيّة للمجموعات الاجتماعية الأقل تأثّرا بثقافة المدينة.
تعكس لنا الدِّراسات التي أنجزها الفرنسيون عن المعتقدات والطقوس، في المغارب، نظرة العشائر والجماعات القبلية التي لم تتخلّ بشكل كامل عن معتقداتها الشعبية المتجذّرة التي وجدت تصريفات معيّنة مختلفة الدرجة والتأثير داخل الممارسات الدينية والشعائرية الرسمية حسب المناطق. كما أنّها تقدّم لنا هذه الممارسات بشكل مختلف عما نجده في كتابات علماء الدين والفقهاء والكتّاب المسلمين، الذين نظروا إليها نظرة ارتياب وشكّ، لأنّها - في نظرهم - مخالفة شكلا ومضمونا للشعائر الدينية المسموح بها[5].
استأثرت الطقوس والمراسيم الشعبيّة باهتمام عدد كبير من الرحّالة والباحثين الإثنوغرافيين الأجانب في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، ولا تخفى في هذا العمل المترَجَم، تأثيرات النظريات التي بلورها روّاد المدرسة السوسيولوجية الفرنسية المتأثّرين بمدرسة مارسيل موس، والذي يعتبر ألفريد بِلْ أحَدَهُم. كما لعبت مفاهيم التطوّر خلال هذه الفترة دورا مهمّا في مجال الانثروبولوجيا والميادين المرتبطة بها.
لقد ركَّز على سبيل المثال، كتاب ألفريد بل عن طقوس الاستمطار بالمغارب[6]، وكذا غيرُه من المؤلفات والبحوث عن عوائد وثقافة المغرب، الجهودَ على استكناه الممارسات الدينية المقدّسة والطقوسية في إفريقيا الشمالية، باعتبارها منطقة تنتمي لجوقة البدائيين. وتبدو بعض الأهداف معلنة وبعضها الآخر مُضْمَرٌ بين السطور، ويتعلّق الأمر بفكرة إبراز الإرث المشترك الوثني الأمازيغي- والإسلامي العربي، من خلال إثبات أهمّية تأثيرات مرحلة ما قبل بسط الديانة الإسلامية سطوتها على المغرب والجزائر، وذلك عبر التأكيد أنّ هذين البلديْن، وغيرهما، لم تَعْدَمْ ممارسات طقوسية ومعتقدات دينية وثنية قبْل دخول الإسلام إليها، واعتبرت الأشكال المستمرّة في الاحتفالات الشعبية والكرنفالات ذات الطابع شبه الديني معالم و"بقايا" للكشف عن أصول هذه المعتقدات البدائية السابقة.
كانت طقوس الاستمطار بالمغارب في الأصل حسب دوتّي طقوسا شفوية، ثم تحوّلت إلى ابتهالات ودعوات مع دخول الإسلام
يصعب إيجاد روابط واضحة بين هذه الممارسات والطقوس والمعتقدات القديمة التي اندثرت بشكل كامل بفعل عوامل متعدّدة، منها العوائق التي لا يمكن تجاوزها للعودة إلى الزمن ما قبل الفترة الإسلامية، وبالتالي صعوبة الحسْم في طريقة اندماج هذه الطقوس وتسلّلها داخل الممارسات التعبُّدية الإسلامية. وتبقى محاولات البحث عن سوابق قديمة لها في أماكن أخرى من العالم المتوسطي وغيرها، وكذا إيجاد الجذور لها في العوائد الموغلة في التاريخ من بين طروحات التي دافع عنها غالبية الباحثين الفرنسيين بمختلف تخصّصاتهم، في فترة الحماية وما قبلها. غير أنّ هذه الجهود لم يكتب لها النجاح الكامل، بالرغم من رواجها في عدد من الأوساط، إذ لم تكن مقنعة بشكل كبير، فالغموض مازال يرافقها. وعليه، فليس بوسعنا - حسب إدموند دوتّي - كتابة تاريخ دقيق عن معتقدات الأهالي بالمغرب الكبير[7]. كما أنّ هذه الطقوس والأعياد وكذا الحكايات والخرافات المرتبطة بها ستظلّ مستعصية عن إدراك كُنْهِها بشكل دقيق لقلّة الوثائق القديمة، بالرغم من التعدُّد المتعلق بالمناهج التي تَمَّ اتباعها أثناء التعامل معها، فهل يمكن القول إنّها ممارسات "بدون تاريخ"؟
لاشكّ أنّ "طقوس الماء" لجلب الاستسقاء نجدها لدى كثير من الشعوب البدائية، ولدى القبائل الأقلّ تأثرا بثقافة المدينة، ولهذا اتجه كُنه الحديث إلى إبراز تجلّيات الطابع البدائي التديّني لها، والبحث في الرموز عمّا هو كونيّ تخيُّليّ فيها.
إنّ الطقوس الموجهة لاستجلاب المطر بالمغارب كانت في الأصل - حسب دوتّي - طقوسا شفوية، ثم تحوّلت إلى ابتهالات ودعوات مع دخول الإسلام. ولهذا، نجد فيها - من منظوره - ذلك الامتزاج المتشابك بين الطابع السحري التعاطفي والطابع الديني الإسلامي، الذي استطاع، مع مرور الزمن، تعطيل هذه الطقوس والتقليل من آثارها[8]، لكنّها ظلت مع ذلك موجودة. ونتلمس استمراريتها تحديدا في الأرياف والبوادي أو حتّى في بعض المدن ذات الطابع القروي، والتي تتكوّن غالبية ساكنيها من وافدين قرويّين حافظوا على عاداتهم وجزء من ثقافتهم الأصلية. إنّ هذه الاستمرارية لم تستطع تعاليم الديانة الإسلامية إلغاءها بالكامل؛ فهي ما زالت تخترق عالم المزارعين في القرى المغاربيّة، وتقدِّم نفسها أنموذجا لثقافة شعبيّة استطاعت التعايش مع الثقافة العالمة في المجال القروي عكس المجال المديني الذي تغيب فيه بشكل شبه مطلق مثل هذه الممارسات. ولذا يمكن القول إنّ العلاقة التي يربطها العُرف مع الدِّين لا يمكن أن نَصِفَهَا دائما بالتشنّج والانشطار.
نلمس في هذا الطقس المسمَّى الاستمطار، وبشكل كبير، امتزاجا وتداخلا فعليّا مع الإسلام المسمّى عالِما (الإسلام المتعالي) بالعادات والتقاليد المحلّية التي أنتجت لنا نوعا من الإسلام المعروف بالإسلام الشعبي، أو إسلام العوَّام (الإسلام التاريخي)، وهو الموضوع الذي تناولته، بإسهاب، مجموعة من الأقلام، وعلى رأسها كتابات إدموند دوتّي وغيره من الباحثين المغاربة ممن نحا منحاه.
تنقل لنا هذه الكتابات، بكثير من الدقّة، أحد أهمّ الطقوس الشعبية التي انتشرت بكثرة في ربوع بلاد المغارب، وخاصة كتاب ألفريد بل، حيث اعتمد هذا الأخير بالأساس البحث الميداني والرواية الشفوية للتعريف بطقس الاستسقاء، الذي يحضر بصفة دوريّة ومستمرّة، وبأشكال مختلفة، لارتباطه بالمعيش اليومي، ويمتزج فيه بشكل كبير ما هو عُرفي قبَلي بما هو ديني تعبّدي، ليشكّل بذلك أحد أهم مظاهر التنوّع الذي تميّزت به منطقة المغارب. كما أنّ هذا العمل يدخل ضمن الحركيّة النشيطة غير المسبوقة التي عرفها ميدان الترجمة في السنوات الأخيرة بالمغرب، لسدّ الفراغ الكبير في حقل لم يكتب فيه المحلّيون الشيء الكثير، ونقصد مواضيع الحياة اليومية بالتحديد[9].
لم تسلم الطقوس المقدّسة في بلاد المغارب، بمختلف تلاوينها، بالرغم من انتظامها ضمن مجال موحّد هو الدين الإسلامي السُنّي، من تعدّد وتنوّع واختلاف، وبالخصوص الطقوس المرتبطة بالقوى الغيبيّة، كطقس الغيث مثلا، والذي له علاقة وطيدة بأحد أهمّ الأنشطة البشرية، إذ لم يعدم أيّ شعب مزاولة النشاط الفلاحي، وتزداد أهمية هذا الطقس في المناطق المعرضة أكثر لخطر توالي سنوات الجفاف.
إن طقس الاستمطار ليس طقسا احتفاليا بقدر ما هو طقس تعبّدي يقع بين طرفي الخوف والرجاء
ارتبط الطقس المعروف في اللهجة المحلّية بـ "طلب النو" أساسا بالمجتمعات الزراعية، وهو عبارة عن ممارسات ارتبطت بأقدم الأنشطة البشرية على الإطلاق. ولذا، فإنّه حافظ على التواجد بشكل كبير ربما أكثر من باقي الطقوس الأخرى، مثل طقس عاشوراء، الذي ظلَّ ينظر إليه بتوجّس كبير، إذ لم يُعترف به كطقس رسمي داخل منظومة الإسلام السنّي في منطقة شمال إفريقيا.
ظلَّت طقوس الاستمطار تُزَاوَلُ على حالها في عدد من المناطق، ولم تتغيّر بشكل كبير بسبب انتظام ممارساتها لدى الأجيال تباعا، وهي من الكثرة والتنوّع حيث يصعب منحُها صورة موحَّدة، ونجد كثيرا من التشابه بينها وبين طقوس عاشوراء في بعض المناطق وبالخصوص عادة رشّ المارة بالماء، غير أنّها تختلف عنها وعن باقي الأعياد الإسلامية الأخرى في التوقيت والشكل.
لا تُقام طقوس الاستمطار في وقت محدّد زمنيا كما هو حال الطقوس الأخرى (عاشوراء، بلماون..)، وإنّما يرتبط الأمر بانحباس المطر تحديدا، ولهذا فهو ليس طقسا احتفاليا بقدر ما هو طقس تعبّدي، يقع بين طرفي الخوف والرجاء؛ أي بين اتقاء غضب الإله، وطلب القبول عبر الابتهال والاستعطاف. ونجد له مرادفات في ممارسات أخرى أهمّها الصلوات اليوميّة التي تتضمّن الدُّعاء والتبتّل كركيزة أساسية ضمن الأركان المميّزة لها، والتي تقام في أماكن العبادة. وهنا تتشابه صلاة الاستسقاء بباقي الصلوات الأخرى التي تمارس في المسجد، ولا تختلف عنها سوى في الشكل "قلب الملابس"، غير أنّ الطقس الشعبي المرافق يتميّز عنها بالانتقال من فضاء العبادة إلى الفضاء العام.
لا يزال إلى اليوم طقس الاستمطار موجودا في عدد من البلدان الإسلامية، وبالأخصّ المغرب الذي اتخذ فيه منحى مغايرا، حيث يحضر هذا الطقس كأداة من أدوات التحكّم في الحقل الديني، فهو يظهر كأحد الميكانزمات التي تُسخِّرها السلطة لكسب مشروعيّتها الدينيّة والرمزية من خلال تكريس العلاقة بين بركة الشريف والأمطار، وهي البركة التي نجد لها جذورا في الطقس نفسه، حيث كان التوجّه الجماعي، للنساء والأطفال بمعيّة دمية "ثاسريث" أو ما يسمّى بعروس المطر، يتمّ نحو استجلاء عطف الأولياء المحليّين. وما أكثر الوظائف التي تُنْسب وما تزال للولي أو "الرجل الصالح"، وبالخصوص إن كان شريف النسب، ومن بينها: القدرة الخارقة على استجلاب الأمطار ببركته ودعوته. كما لا يزال الاعتقاد الذي يربط وقوع الجفاف بالآثام والمعاصي التي يرتكبها البشر منتشرا إلى اليوم. فالعلماء يفسّرون انتشار المجاعات والقحط بالغضب الإلهي لانتشار الظلم والمنكرات والفتن. أمّا العامّة، فيعتقدون بدورهم أنّ انحباس المطر وانتشار القحط سببهما كثرة الذنوب والخطايا والابتعاد عن الدين، لذلك كانوا يسارعون دائما إلى طلب الغفران من الله، ويبالغون في صلوات الاستسقاء، ويُكثرون من الصوم والتضرّع والابتهالات، ويزورون الأضرحة للتبرّك بها، إذ جرت العادة أن يلعب الصلحاء والشرفاء، الموتى منهم والأحياء، دور الوسيط المنقذ، وتكثر في كتابات وسِيَر الأولياء مناقب عجائبية نمطية في هذا المجال. وكان اليهود بدورهم يطلبون الغوث، ويلجؤون إلى الاستسقاء.
[1]- ألفريد بل، بعض طقوس الاستمطار في المغارب. آيت أومغار سمير (ترجمة)، منشورات الزمن، المغرب، 2016م، ص 30
[2]- إفلين باتلاجين، "تاريخ المتخيّل"، ضمن (جاك لوغوف: إشراف)، التاريخ الجديد، ترجمة وتقديم محمد الطاهر المنصوري، مراجعة عبد الحميد هنية، المنظمة العربية للترجمة، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، الطبعة الأولى، 2007، ص 513.
[3]- بشأن التاريخ من أسفل، يراجع: خالد اليعقوبي، خالد طحطح، التاريخ من أسفل، في تاريخ الهامش والمهمّش، منشورات الزمن، 2016، المغرب.
[4]- التوصيف المكثّف عبارة استعارها كليفورد غيرتز من الفيلسوف جيلبرت رايل، وهي تستعمل للإشارة إلى وصف السلوك الإنساني حين لا يكتفى بوصف السلوك الظاهر، بل يشرح السياق الذي جرى فيه هذا السلوك، ما يضفي معنى عليه لا يكون واضحا من مجرّد السلوك الظاهر، ويقرّر غيرتز أنّ هذه المنهجية هي التي يستخدمها في دراساته الإثنية، وقد شاعت هذه المنهجية فيما بعد في باقي العلوم الاجتماعية. كما تُسْتعمل اليوم في مدرسة النقد الأدبي المعروفة بــ"التاريخانية الحديثة". راجع: كليفورد غيرتز، تأويل الثقافات، ترجمة محمد بدوي، مركز دراسات الوحدة العربية، لبنان، الطبعة الأولى، 2009، ص 831.
[5]- اعتبر ادموند دوتّي أنّ الممارسات القديمة التي اندمجت في العقيدة تشكّل مهمّشات الدين، راجع مقالة دوتي، "السحرة والعرّافون بشمال إفريقيا"، ضمن: السحر من منظور إثنولوجي، ترجمات مختارة، قام بها محمد أسليم، دار إفريقيا الشرق، الدار البيضاء، الطبعة الأولى 2009، ص 96.
[6]- ترجم كتاب ألفريد بل من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية، سمير آيت أومغار، راجع، ألفريد بل، بعض طقوس الاستمطار في المغارب، آيت أومغار سمير (ترجمة)، منشورات الزمن، المغرب، 2016م.
[7]- حاول إدموند دوتّي تبنّي فكرة كولدزهير بخصوص وجود أصل قديم لزيارة الصلحاء بالمغارب، من خلال إثبات ميل البربر القدامى إلى السحر والتقديس، وقد خلص من خلال شهادات عدد من المختصّين إلى كون زيارة الأولياء وجدت في بلاد البربر منذ فجر التاريخ، واستمرت إلى اليوم، غير أنّه اعترف أنّ رسم مسار واضح لهذه الممارسة أمر متعذّر، وغير ممكن، لأسباب متعدّدة ذكرها بالتفصيل في كتابه عن الصلحاء، راجع: ادموند دوتي، الصلحاء، مدوّنات عن الإسلام المغاربي خلال القرن التاسع عشر، ترجمة محمد ناجي عمر، إفريقيا الشرق، البيضاء، الطبعة الأولى، 2014، ص 32- 35
[8]- ادموند دوتّي، السحر والدين في إفريقيا الشمالية، ترجمة فريد الزاهي، منشورات مرسم، مطبعة برقراق، الرباط، 2008، ص 401، ومن المعلوم أنّ معظم المهتمين بمجال السحر والشعوذة يربطون بين هذه الممارسات والدين، إذ يعتبرونها الوجه الثاني للعملة، وينطبق ذلك أيضا عندهم على الدين الإسلامي كما غيره من الأديان، فلا يوجد خطّ فاصل يميّز كلّيا مجال الدين عن السحر، إذ يميل كل مجال إلى الانصهار في الآخر والاندماج معه. راجع أيضا: دايفيد مونتغمري هارت (ايت ورياغر قبيلة من الريف المغربي، دراسة اثنوغرافية وتاريخية، ج1، ترجمة وتقديم وتعليق محمد أونيا، عبد المجيد عزوزي، عبد الحميد الرايس. الطبعة الأولى، الناشر جمعية صوت الديموقراطيين المغاربة في هولندا.ص217. وهو في الأصل أطروحة دكتوراه باللغة الإنجليزية سجّلها الباحث بجامعة أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية، وبدأ العمل فيها ابتداء من 1953م. عنوانها الأصلي: The Aith Waryagher of the Moroccan Rif –an Ethnography and History.
[9]- قائمة الأعمال المترجمة في هذا المجال متعدّدة، نذكر على سبيل المثال:
أوجست موليراس، المغرب المجهول، في جزأيْن، ترجمة عزّ الدين الخطابي، منشورات تيفراز، الجزء الأول - اكتشاف الريف، الطبعة الأولى، 2007-/ الجزء الثاني، اكتشاف جبالة، الطبعة الأولى، 2013
شارل دوفوكو، التعرّف على المغرب، 1883-1884، الجزء الأوّل: الرحلة، ترجمة المختار بلعربي، الطبعة الأولى، دار الثقافة، الدار البيضاء، 1999.
ادموند دوتي، السحر والدين في افريقيا الشمالية، م، س.
ادموند دوتي، الصلحاء، م س.
ادموند دوتي، مراكش، ترجمة عبد الرحيم حزل، منشورات مرسم، مطبعة أبو رقراق، الرباط، بدون تاريخ نشر.
جون وجيروم طارو، الرباط أو الأوقات المغربية، تعريب حسن بحراوي، منشورا كلّية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، سلسلة: نصوص مترجمة، رقم 16، الطبعة الأولى، 2012