المفاهيم في التداول الفكري المعاصر


فئة :  مقالات

المفاهيم في التداول الفكري المعاصر

المفاهيم في التداول الفكري المعاصر*


بعد شكر المؤسسة على هذه الدعوة الكريمة، أود أن أقدم للموضوع ببيان تأكيدي على أهمية مفاهيم المصطلحات ودلالات الألفاظ في بناء المعارف والأفكار، وكونها مداخل ومفاتيح أساسية للعلوم في الاختصاصات المختلفة، وتعبيراً عن الذوات والهويات المتعددة والمتنوعة، هذا فضلاً عن إمكاناتها التواصلية والتعارفية والتدافعية بين الأمم والشعوب.

ومن ثم، كانت العناية ببناء اللفظ/ المصطلح ودلالته أو مفهومه، من أدق وأخطر الصناعات الفكرية والمعرفية. ولقد كان يطلق عليها د.إدوارد سعيد لفظ "الدمغات" و"الأختام" التي يشترك في صوغها أخصائيون من مختلف الاختصاصات لضمان أعلى نسبة من الرواج والتأثير والتداول، في النفس والمجتمع وعوالم الأفكار والمعارف والعلوم والاقتصاد والسياسة والإعلام وما إلى ذلك. وربط هيمنة "الثقافة الإمبرالية" كغيره من النقاد بهيمنة وتوسع مفاهيمها أولاً.

1- المفاهيم بين الحياد والانتساب الهوياتي:

إن الأصل في كثير من الألفاظ والمصطلحات الحياد وعدم التحيز، هذا إذا بنيت دلالاتها ومفاهيمها منسجمة مع هذا الأصل، ولهذا فبقدر تحرر المفهوم من التحيز بقدر ما تكون إمكاناته التواصلية أكبر. وليس المشترك الديني أو الثقافي أو المعرفي إلا تعبيراً عن هذا الإمكان. إمكان أن تكون المفاهيم مستوعبة لتشكلات دينية وحضارية وثقافية مختلفة. والعكس صحيح كذلك، فبقدر ما تتحيز المفاهيم لخصوصيات معينة محلية بقدر ما تضيق وتتقلص دائرة التواصل فيها.

و ليس معنى هذا أن تكون كل المفاهيم عامة، وأن لا تكون تعبيراً عن خصوصيات معينة. فالهوية نفسها دوائر تراتبية تبتدئ من الوحدات الصغرى إلى الوحدات الكبرى. ولنقل من الخصوصية إلى العالمية أو من المحلية إلى الكونية، دون أن يشكل ذلك تعارضاً أو تناقضاً بينهما، بل العكس هو الصحيح؛ أي أن تكون العالمية تعبيراً عن خصوصيات متعددة، وأن تكون دوائر الهويات الكبرى انعكاساً للصغرى، وأن تكون الكونية تعبيراً عن محليات متعددة، وإلا فما معنى كونية أو عالمية يحكمها ويسودها نمط ونموذج واحد في كل شيء. سنكون حينئذ إزاء ظاهرة أخرى تعكس الهيمنة والواحدية والاستفراد، وليس الغنى والتنوع والتعدد والاختلاف، شأن العولمة اليوم في نزوعها إلى هذا الاتجاه.

مخطئ من يظن أن بإمكانه أن يعيش كونية وعالمية من غير خصوصية، تماماً كما هو مخطئ من يظن أن بإمكانه أن يعيش خصوصية ومحلية منعزلة عن الكون والعالم. ويبقى كل الطقم المفاهيمي المعبر عن الذات والهوية والخصوصية والمحلية والتراث...لا معنى له من حيث التواجد والتأثير والتفاعل والبناء والعطاء، ما لم يكن منفتحاً على غيره مما يماثله في اتجاه بناء المشترك والعام، كما يبقى الطقم المفاهيمي المعبر عن العالم والكونية والإنسانية والعام...لا معنى له من حيث التعبير عن المشترك والتنوع والغنى والتعدد، ما لم يكن متعرفا بوحداته وعناصره المختلفة المكونة له، سامحا لنا في فضاء من الحرية والمسؤولية بالتعارف والتدافع الإيجابي.

إنها معادلة صعبة في ضبط نسب التوازن والجمع بين ما يبدو متناقضاً أو متعارضا؛ أي كيف يكون الخاص خاصاً وعاماً في الوقت نفسه، والهوية ذاتاً وآخر في الوقت نفسه. وكي لا نسقط في العدمية أو ما يسميه المتكلمون والفلاسفة ببطلان الدور أو التسلسل، فلا بد من الذات أولا أن تكون، كاملة الكيان مؤمنة بذاتها ككيان. ثم لابد لها أن تنضاف إلى غيرها مؤمنة به إيمانها بنفسها لبناء الكيان العام المشترك. وهل يستطيع أن يكون إضافة من لم يكن أصلاً؟ أو كان، لكنه نسخة طبق الأصل أو باهتة الشكل عن كيان كائن؟

نحن هنا إزاء مفهومين يستوجبان إعادة بناء ونظر بما يجسر وييسر العلاقة بينهما، ويزيح العوائق والموانع الوهمية أو المصطنعة أمامها، مفهوم الخصوصية أو الهوية ومفهوم العالمية أو الكونية. من وجهة نظرنا، هناك علاقة جدلية بين المفهومين، لا يقوم بل لا يكون أحدهما إلا بالآخر. فلا تتحد معالم الخصوصية والهوية الذاتية إلا منظوراً إليها إزاء خصوصيات وهويات مغايرة ومختلفة، ولا يمكن الحديث عن عالمية وكونية حقيقية إلا من جهة استيعابها وتمثيلها للخصوصيات والهويات المختلفة. ونظن أن التجربة الإسلامية الأولى في بنائها لذاتها المنفتحة والمتواصلة مع الآخر، جسدت هذا المنظور، حيث استطاعت أن تتفاعل وتتلاقح علوماً وثقافة وحضارة... مع غيرها، مما جعل حظوظ إسهامها في بناء المشترك الإنساني أوفر، ودائرة استيعابها أوسع. لكن لما كثرت الحدود والرسوم والتعريفات والتصنيفات المتمركزة حول نفسها دون الاعتراف حتى بمخالفها من داخل دائرتها، ضاقت هذه القنوات واختنقت وكان لذلك آثاراً جد وخيمة على حركة التجديد والاجتهاد في تطور العلوم والفكر والثقافة.

2- في خطورة المصادرة على المفاهيم وتقاطبها الثنائي:

إذا كان الأصل في المصطلحات والمفاهيم إفادة العموم في الغالب، وإنما يدخلها التخصيص من جهة التداول. وإذا كان هذا التخصيص التداولي لا بأس به مادام يؤسس لدائرة أو دوائر منفتحة ذات إمكانات تواصلية وتعارفية، فإن العمل الخطر في هذا السياق هو أن تتم المصادرة على المفاهيم من جهة وأن يتم مقابلة بعضها ببعض من جهة أخرى.

لقد تعامل كثير من الباحثين للأسف مع المفاهيم تعاملا إقطاعيا وكأنها حيازات وملكيات خاصة، وتم تضمين هذه المفاهيم حمولات صراعية وعدائية، مما جعل الساحة الفكرية تعيش حالة حروب وصراع دائمة.

ما معنى أن تصادر طائفة على مفهوم الحداثة أو المعاصرة... وما في معناهما، حيث تصبح ناطقة باسمهما وكأنهما حيازة أو ملكية خاصة، ولا تسمح لغيرها بهذا الاستعمال إلا أن يكون فكره وسلوكه كفكرها وسلوكها؟ ! ولنقل الشيء نفسه فيمن يتحصن تحد مسمى الأصالة والتراث... وما في معناهما وكأنهما إرث خاص لا نصيب فيه للغير؟ ! فكل ذلك أوهام وقصور نظر مضر ومخل بتلك المفاهيم كلها. إذ لا حق لأحد لا في الحيازة ولا الملكية ولا المصادرة ولا التمثيل... فالحداثة والمعاصرة والأصالة والتراث والعلم والعقل... مفاهيم للتداول العام لا الخاص.

إن التحدي الأكبر هو في المعادلة الصعبة؛ أي إيجاد مركز الثقل الجامع الذي تلتقي عنده تلك المفاهيم فتتكامل ولا تتقابل، وتشتغل إزاء بعضها لا منفصلة عن بعضها، لأنه لا مناص من القديم للحديث ومن المعاصرة للأصالة ومن العقل للنقل ومن الأنا للآخر... وذلك في سائر الثنائيات المتقابلة.

إن التحدي الأكبر هو في الإزاحة التدريجية لصور وأوجه التقابل والتناقض تلك من خلال توسيع دائرة العمل المشترك وتقريب وجهات النظر والإفادة من كل إمكانات الدعم والبناء التي تتيحها مفاهيم الذات أو مفاهيم الآخر. ولو تمكن جيل الباحثين اليوم من تهيئ أرضية في هذا الاتجاه للأجيال المقبلة، فبالتأكيد ستقل حالات الاحتراب والنزاع فيما بين مكونات الأمة الفكرية وستتجه إلى البناء لا الهدم.

أليس من العبث أن يحارب أناس الحقائق الكونية والوجودية في الأنفس والآفاق؟! هل نستطيع حجب نور الشمس أو القمر أو زحزحة الجبال! فالذين يحاربون الدين والتدين واهمون، مثلهم كمثل الذين يحاربون التطور والمعاصرة، لا يختلفان من المنظور المعرفي في كونهما يمثلان التناقض المصطنع بين طرفي الثنائيات. ولم لا نقول يمثلان مصالح ذاتية ارتبط بهذا الاتجاه أو ذاك، حيث لو تنحى عنه أو غير وجهته فقد مصالحة أو امتيازاته. ولو كانت تلك المصالح رصيداً من "النضال" أو "الدفاع" عن هذه الجبهة أو تلك.

لقد بذلت وتبذل جهود مقدرة في البناء المعرفي لما أسميناه بـ "المعادلة الصعبة" أو "مركز الثقل" في اتجاه الجمع بين ما يبدو تقابلاً أو تناقضاً: يكفي أن أشير إشارات إلى منهج د. الجابري رحمه الله في "تبيئة المفاهيم"، ود.طه عبد الرحمن في "التقريب التداولي للمفاهيم"، وما عبر عنه كثيرون بـ "الدمج" و"الاستيعاب" و"التجاوز"... لكنها قطعاً ما تزال دون المطلوب من حيث تأثيرها في حركة الفكر ومسار الثقافة.

وإذا كانت عملية تبيئة أو دمج أو تقريب مفهوم منقول أو مستعار بشكل علمي تكتنفها كثير من الصعوبات، فكيف بذلك مع نظم وأنساق فكرية، بل وأحيانا ثقافة كما يتوهم البعض؟ شأن هؤلاء شأن من يظن أو يعتقد في إمكان استرجاع تجارب وأحوال بصورها وبرسومها وبحدودها الجزئية التفصيلية... من سلف الأمة الماضي، والتي تبتدئ من عادات الأكل واللباس... وتنتهي إلى الحكم والخلافة.

فالنموذجان مغتربان حقا عن حاضرهما، زمانا في التاريخ الماضي ومكانا في حاضر آخر، حيث يبقى حاضر الذات جبهة مفرغة بحاجة الى عقول وسواعد تحقق كسبها تفاعلا مع الماضي والآخر على حد سواء.

3- القرآن الكريم: إمكانات هائلة في البناء والتقويم المفهومي

للأسف ثمة مساحات كثيرة من الإمكانات التي يقدمها القرآن الكريم في مجال التداول المفهومي لم تستثمر بعد؛ فالقرآن المجيد خضع بدوره لمنطق اختزالي كبير من حيث التعامل العلمي والمعرفي معه. وذلك بعد عصر التدوين خصوصاً، حيث قعدت العلوم وضبطت المناهج ورسمت الحدود والفواصل... وللأسف كل ذلك في اتجاه التضييق من الإمكانات الإجرائية والوظيفية الكلية والمستوعبة لمفاهيم الوحي، ومدى تأثيرها وتوجيهها لحركة التاريخ والمجتمع وارتباطها النسقي السنني بآيات الأفاق والأنفس، حيث بدأت حركة الجمود والتقليد و"استقالة" أو "استراحة"، العقل المسلم ترخي بظلالها على كل شيء.

ألم يكن القرآن نفسه ثورة مفاهيمية كبرى، قلبت أوضاعاً وغيرت أحوالاً وأنشأت أجيالاً وأناساً لم يكونوا قط، وعلوماً وحضارة لم تكن قط. وذلك من خلال منظومة القيم الجديدة، عندما حلت في الإنسان فجعلت منه كائناً آخر، وفي العلم فجعلت منه كيانا آخر، وفي الحضارة والمجتمع فجعلت منها كيانات بعلاقات أخرى.

لم تتمركز مفاهيم القرآن في النص على النص، بل امتدت لتشمل آيات الآفاق والأنفس، لتكون معادلاً موضوعيا لهما، وتدلك وتحيلك عليهما، كما يدلانك ويحيلانك عليها. ومن ثم كان الإعلاء من قيمة العقل والتعقل، والفكر والتفكر، والنظر والاعتبار، والبصر والإبصار، أيما إعلاء. كان العلم، أي علم، مدخلاً للإيمان، والإيمان حاضا وباعثاً عليه، كانت الشريعة ليس فقط الأخت الرضيعة للحكمة، كما ذهب ابن رشد، بل هي عينها متماهية معها. وكان العقل ليس فقط غير معارض للنقل إذا ثبتت الصراحة في الأول والصحة في الثاني، كما ذهب ابن تيمية، بل هما في تماه تام، أحدهما مرشد مسد والآخر مبدع مجدد.

نعتقد أن كل مفهوم قرآني له كل الخصائص الإعجازية التي للقرآن، من إطلاقية واستيعاب للزمان والمكان... فهو من كلام الله تعالى وليس من كلام البشر. فالتفاعل الإيجابي في المرحلة التأسيسية مع هذه المفاهيم هو الذي أحدث تلك النقلة (العالمية الأولى) في عالم الإنسان والحضارة. ولما تخلف الإنسان عن التفاعل مع تلك المفاهيم / القيم لأسباب ذاتية وخارجية كثيرة ليس هذا مجال التفصيل فيها، وقع النكوص والتراجع والارتخاء.

لقد أقيمت أصول جديدة أسستها المعارف الإنسانية حلت محل أصول الوحي نفسه، وتم رسم حدود لمفاهيم الوحي حدت من قدراتها الإبداعية والتجديدية. انظر مثلا إلى مفهوم الفقه، ومفهوم العلم، ومفهوم الإيمان، ومفهوم الفكر، ومفهوم الأمة، ومفهوم الحرية، ومفهوم الأمن، ومفهوم الأمانة، ومفهوم الأخوة، ومفاهيم: الوسطية والشهادة والاستخلاف والتزكية... إلخ. هل تجد لذلك، تمثلاً في عالم المسامين اليوم؟ قارن بين إعمال القرآن لهذه المفاهيم ودلالاتها في سياقاتها المختلفة، وبين تداولها وتطورها في التاريخ، ستجد من الأمر عجبا ! كيف وقع كل هذا الانعطاف في الأمة في مجال بناء علومها ومعارفها وتدينها العام.

يخطئ كثير من الباحثين حينما ينظرون إلى القرآن الكريم، باعتباره نصا "مغلقا"، وأن الإحالة عليه تضييق من مجال العلم والمعرفة والفن والأدب... إلخ. وكل تلك ظنون وأحكام قيمة تسقط مسبقات ذهنية من التداول التاريخي للأمة ذاتها، أو من التداول الأجنبي المستعار من تجارب الغير، وخصوصا تجربة الكنيسة الممثلة للدين مع العلم والفكر والدولة.

فإحالة المفهوم إلى مرجعية القرآن، النص الأصل المؤسس في ثقافتنا الإسلامية، وإلى بيانه في السنة البنيوية، هو استعادة لإطلاقية واستيعابية وتفاعلية المفهوم؛ أي توسيع من مجاله التداولي وليس تضييق. فإذا كان المفهوم يحيل على كل الإمكانات والممكنات على مستوى الأفق الإنساني علماً وفكراً ومعرفة، وعلى مستوى المجال الكوني جمالاً وجلالاً، فكيف يكون تضييقاً؟!

طبعاً، يمارس المفهوم القرآني في سياقات معينة تقويماً وتسديداً وإرشاداً؛ فهو خطاب هداية من الخالق إلى المخلوقات من أجل سعادتها في الدارين، أولى وآخرة. وهذه أيضا من خصائصه المعرفية التي تميز بها؛ أي جمعه بين عالمي الغيب والشهادة، في التنظير لكل القضايا.

وأود أن أختم بضيق النموذج المعرفي الغربي كذلك من حيث مركزيته وتحيز مفاهيمه. فإذا كان ما تقدم نقداً ومراجعة لحركة التضييق الذاتية، فإن هناك حركة تضييق خارجية محكمة أكثر. تمارسها الحضارات والثقافات المتغلبة حفاظاً على مركزيتها في مجال العلوم والفكر والمعارف عموماً. فكيف يكون إنسانياً عالمياً كونياً... من لا يؤمن إلا بنفسه ووجوده ومصالحه. وكيف يكون مؤمنا بالتعدد والغنى والتنوع والاختلاف في الأديان والثقافات والحضارات من يسعى جاهدا لفرض نموذجه واختياره فحسب، ولو أدى ذلك إلى خراب ودمار البصرة وبغداد.

يعاني النموذج المعرفي الغربي للأسف حالة انسداد حادة في شرايين المعرفة والثقافة والتواصل، والقيم الإنسانية الحقة بتكافؤ في الفرص والإمكانات. ونعتقد أنه بحاجة هو بدوره إلى حركة نقد وتصحيح، يمارسها الآن نقاد كثيرون في الغرب نفسه لكنها هي أيضا ما تزال بحاجة إلى دعم وتأييد.

إن ما سبق ليس رؤية عدمية للتاريخ والتراث، فتلك لا محل لها في تقديرنا لا في الفكر ولا في الواقع، وكل منجزات التاريخ مقدرة، لكن ينبغي أن تحتل موقعها كإنجاز في التاريخ لا أن تتحول إلى مطلق، لأنها بكل بساطة ليست وحيا، وصمودها واستمرارها هو من قوة استمدادها واستنادها إلى هذا المطلق. كما أنه ليس تنكراً لمنجزات الغرب الهائلة في العلوم والصناعات والأفكار التي لا يمكن حجبها بغربال، وإنما نفي ونقد لآفة التمركز والتحيز والتوظيف النفعي القاصر على الذات والمهيمن على ما تبقى من الذوات معتبرا إياها هوامش وأطرافاً ليس إلا.


*- هذا نص المحاضرة التي نظمتها مؤسسة مؤمنون بلا حدود، والتي ألقاها الدكتور سعيد شبار، تحت عنوان: "المفاهيم في التداول الفكري المعاصر"، بمدينة الرباط بتاريخ 04-01-2014