المفكر العراقي حسن مجيد العبيدي: كل تكفير للذات هو تسويغ وهدم لمنجز الآخر الحضاري والثقافي
فئة : حوارات
المفكر العراقي حسن مجيد العبيدي:
كل تكفير للذات هو تسويغ وهدم لمنجز الآخر الحضاري والثقافي([1])
حاوره: د. محمود كيشانه
يموج العالم من حولنا بألوان شتى من العنف والإرهاب، وشيوع ثقافة التكفير، وجذب الشباب خاصة إلى نوع من الهجرة إلى أرض يحسبونها الجنة، وهي أرض تمثل قطعة من نار، وقد استوقفنا ما يدور في عالمنا العربي الآن، والعراق خاصة، لذا حاولنا أن نستقصي وجهة النظر الفلسفية لما يحدث فيها من الإرهاب بكافة أشكاله، وما يقوم عليه من قتل في صورة لا تحترم آدمية الإنسان، كما لا تحترم الشرائع السماوية التي حرمت إزهاق أرواح الناس دون ذنب. إن القتل أصبح أداة تستند إلى مبدأي: التكفير والهجرة، الذي يفسره البعض حسب أهوائه وأطماعه ومصالحه، إذ يمكن رد كل مظاهر العدوان على الآخر إلى هذين المبدأين. وعليه، فقد حاورنا في هذا الملف واحدا من أعلام الفلسفة العربية، والذي له جهوده الفلسفية والفكرية التي تؤخذ بعين الاعتبار من قبل المتخصصين، فضلاً عن كونه شاهد عيان على ذلك الدمار الذي خلفه مفهوم التكفير والهجرة على المعنى الداعشي في العراق وغيره. إنه المفكر العراقي حسن مجيد العبيدي، أحد أساتذة الفلسفة في دولة العراق.
حاولنا من هذا الحوار، أن نفهم التفسير الفلسفي لظاهرة الإرهاب المبنية على فكرة التكفير، وأثرها على الدول العربية والإسلامية، وأخصها بلده العراق.
والدكتور حسن مجيد العبيدي من مواليد الكرخ - بغداد - العراق عام 1955، حاصل على الدكتوراه في الفلسفة/ كلية الآداب/ جامعة بغداد عام 1993، وعلى درجة الأستاذية في تخصص فلسفة/آداب عام 2003، شغل عدة مناصل، منها: نائب رئيس الاتحاد الفلسفي العربي ببيروت من 2004 إلى الآن، ورئيس قسم الدراسات الفلسفية، والمشرف على الفريق الاستشاري للقسم ببيت الحكمة، بغداد/ العراق، ورئيس اللجنة العلمية للدراسات العليا بقسم الفلسفة/ كلية الآداب/ الجامعة المستنصرية، 2006/2007، عضو في ورشة دور الفلاسفة في الحرب والسلام، منظمة اليونسكو، الأمم المتحدة، منذ عام 2006.
من بين مؤلفاته: "الفلسفة السياسية، شخصياتها ومذاهبها" بغداد 2002، و"الفلسفة والمنطق" كتاب منهجي، جامعة النهرين، بغداد 2004، و"فلسفة الحرب، مدخل مفاهيمي" بيت الحكمة، 2016. إضافة إلى مجموعة كبيرة من الترجمات، من ضمنها ترجمة كتاب "الفكر السياسي في الإسلام الوسيط" للمستشرق ارفن روزنثال.
محمود كيشانه: ظهرت في العقود الأخيرة بعض الفرق الإرهابية التي تستند بالأساس على مفهومي التكفير والهجرة، في الوقت الذي تدعي فيه التمسك بالدين مع أنها في الحقيقة عامل هدم لكل ما هو حضاري، ما رأيكم في هذا الطرح؟
حسن مجيد العبيدي: هذا السؤال يحمل في طياته أكثر من تساؤل يستحضر فيه التاريخ العقدي للإسلام بقوة وحتى اليوم، فمثلاً إن تسمية (الفرق بالإرهابية)، إنما أتى من خصومها دوما في الدين، فهي لا تدعي أنها إرهابية، بل هي ترى خلاف ذلك، وتنظر إلى أفعالها وأفكارها أنها التطبيق الصحيح والأمثل والأعدل للشريعة السمحاء.
أما مفهوم التكفير والهجرة لهذه (الفرق الإرهابية) فهو مفهوم عام ومشترك بين جميع الفرق الإسلامية عبر التاريخ العقدي في الإسلام الذي ورثناه عن الأقدمين وحتى اليوم، والمستند على النص القرآني والأحاديث النبوية الشريفة التي تعدّ منبعاً ومصدراً لكل الذي حدث ويحدث، إذ كل الفرق ترى في نفسها ناجية، والباقية خارجة عن الدين ومارقة ويوجب نفيها من الأرض، حتى شكل هذا ثقافة عميقة في نفوس أصحاب هذه الفرق والمنتمين إليها، وصل بهم إلى حد الموت في سبيل تلك العقيدة، مع نفي الآخر واعتباره ضدّاً نوعياً على كافة الصُّعد.
أما مقياس الهدم الحضاري لأفعال تلك القوى التي تدعي التكفير والهجرة لغيرها، فهو واقع لا خلاف عليه، فكل تكفير للآخر هو تكفير للذات من باب آخر، وكل تكفير للذات هو تسويغ وهدم لمنجز الآخر الحضاري والثقافي، ويكون ذلك من خلال استعمال فتاوى التكفير التي جاءت عبر تراكمات حضارية وسياسية وثقافية وعقدية ونفسية، شكلت فيما بعد مرجعاً للهدم الحضاري لهذه الفرق التي تدعي وجود الضد النوعي في ثقافتها وفكرها السياسي والعقدي. والمصاديق على ذلك كثير، فواقعنا اليوم في عالمينا العربي والإسلامي يشي بهذا بكل وضوح وقوة.
محمود كيشانه: هناك فرضية ترى أن الجماعات المتشددة صنيعة غربية أمريكية، هل تتفق مع هذه الفرضية؟
حسن مجيد العبيدي: أنا لا أومن بنظرية المؤامرة في حالات عدّه، ولكن في حالة ظهور الجماعات المتشددة اليوم في العالمين العربي والإسلامي، أرى أن ظهور هذه الجماعات، إنما هو ردّ فعل لإخفاقات النظم السياسية العربية المعاصرة، والتي قامت على فكر سياسي قومي وعروبي في بداية الخمسينيات من القرن المنصرم، واستمرت حتى الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، تلك النظم السياسية التي نادت بالديمقراطية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية في أول قيامهما، ثم تحولت مع مرور الزمن إلى أنظمة تسلطية استبدادية عسكرتارية بامتياز، هذا من جهة، ومن جهة أخرى وجود محركات خارجية غربية وأمريكية وصهيونية فاعلة بقوة غذت هذه الجماعات المتشددة في الإسلام، إذ وفرت لهؤلاء المتشددين النصوص المتشددة جدّاً في التاريخ الإسلامي على مستوى الفرقيات والأحاديث والآيات القرآنية التي تدعو إلى استعمال العنف والقوى ضد الخصوم، ولكن الخصوم هذه المرة، أضداد نوعية من ذات الدين، اختلفوا معهم في التأويل فضربوهم عليه، وكفروهم واستحلوا دماءهم وأموالهم وأوطانهم. وخير شاهد على ما فعلته (داعش) في العراق بعد احتلال الموصل من قبلها؛ فالنظر للعلاقة بين ظهور هذه الجماعات المتشددة والمغذيات الخارجية الغربية والأمريكية والصهيونية لا تشكل إلا نصف الحقيقة، والنصف الآخر هو سبب داخلي بامتياز كما بينا.
محمود كيشانه: هل ماتت جماعة الدواعش بموت قادتها في العراق، أم إن الأمر محل شك؟
حسن مجيد العبيدي: الدعشنة فكر قبل أن تكون جماعة مسلحة تنفذ هذا الفكر على الأرض، وهي بنت ولدت في أحضان القاعدة وتربت على أفكارها ومبادئها، وإن اختلفت عنها في بعض الجزئيات في التطبيق، لكن يبقى المنطلق والمآل واحداً، والوسائل واحدة في التطبيق والغاية واحدة. وبالتالي حتى وإن اندحرت في العراق عسكريا وسياسيا وإعلاميا وغير ذلك، لكن سيبقى لوجودها الفكري ونشاطها في هذا الجانب حضوره ما لم يتم اقتلاع الفكر المغذي للدعشنة من جذوره، وحجب التواصل عنه وفيه بكافة الطرائق والوسائل، ومنها الميديا ووسائل التواصل الاجتماعي، التي تشكل اليوم العمود الفقري لانتشار الفكر الداعشي بين الناس؛ فالدعشنة تقدم نفسها اليوم حلاً كما يدعي أصحابها، إذ يؤدي الإيمان بها وبفكرها إلى قيام الفردوس الأرضي الذي نادى به الأنبياء والرسل من قبل، وتعد أصحابها بالحور العين والجنة وما فيها بعد الشهادة. وهذا أمر يجد له صدى بين المؤمنين به، نظراً لإخفاق النظم السياسية التي تدعي اليوم الأسلمة في تطبيقاتها ونظرياتها من التي قامت بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، ولاسيما في تونس وليبيا واليمن ومصر إلى حد ما، والعراق نموذج صارخ لإخفاق المتأسلمين في قيام نظام سياسي يحقق العدالة والرفاهية الاجتماعية والاقتصادية، إذ تحول العراق، في ظل حكم هؤلاء، إلى نموذج للفساد على كافة الصعد، ونهب للمال العام، وتحطيم للدولة وكيانها.
محمود كيشانه: ما التأثيرات المباشرة وغير المباشرة لهذا النوع من التوجه الأيديولوجي الخطير؟
حسن مجيد العبيدي: إن التأثيرات متنوعة ومتعددة، ففي ظاهرها المباشر واضح الملامح وملموس، ولا يمكن لأي إنسان عاش هذا الوضع في ظل وجود هذه الحركات المتشددة أن ينكره. أما في أثرها غير المباشر، فالأمر جد خطير، لأن المشكلة تتعلق بالفكر الذي تحمله هذه الحركات المتشددة، إذ إنها تصادر على الآخرين حق الوجود في الحياة ما لم يكونوا معهم، ويؤمنوا بهم، ولهذا فهي تعتقد جازمة أن أيّ فعل تقوم به إنما هو تقرب إلى الله ورسوله، وهذا أمر خطير، وخطير جداً، وهذا لا يشمل داعش وأخواتها، بل يشمل كل الفكر الإسلامي المعاصر اليوم، ومن كل المذاهب الإسلامية على اختلاف مسمياتها، إذ إن هذه الحركات الإسلامية لا تؤمن بوجود الضد النوعي معها، بل تعتقده كافراً محلا دمه.
أما التأثيرات غير المباشرة، فلا يمكن أن تظهر اليوم، ولكن ستبقى حتى حين، وتفعل فعلها في السلوك والقيم والمواقف على كافة الصعد. وسيأتي جيل آخر يؤمن بها، ويطور من إمكانياتها، ويفيد من أخطائها التي وقعت فيها، ويطور من فكرها ومواقفها السياسية والعقدية، ويأتي بالمرجعيات الفكرية والدينية التي تتناسب وطروحاته الجديدة، ويفيد من تطور العلوم والمعارف ووسائل التواصل الاجتماعي، فيخترق الآفاق بأسلوب ولغة جديدة غير معهودة من قبل، ويستعمل كافة الإمكانيات المتاحة للوصول إلى غاياتها وبكل الأساليب والطرائق. وهذه المرّة، سيكون للآخر الخارجي على اختلاف مسمياته دوره الذي يلعبه بقوة مع هؤلاء، ويمكنهم في الأرض حتى حين.
محمود كيشانه: هل يمكن إصلاح الفكر ذي المرجعيات الدينية؟
حسن مجيد العبيدي: على وفق ما أرى، لا يمكن، والسبب أن المرجعيات الدينية قام فكرها على عقيدة دوغمائية وثوقية ترى في نصوصها ومصادرها كل الصحة، وفي غيرها احتمال الخطأ كبير، فضلاً عن النفوذ المالي والاقتصادي الذي توفره لها، وبالتالي تصبح عملية إصلاح الفكر الديني لديهم بالأمر الهين، ولا نظن أن الذي حدث في أوروبا إبان عصر النهضة وتفكيك السلطات الكهنوتية المسيحية وحصرها في الكنيسة سيحدث عندنا، وذلك لأن الدين عندنا يختلف في مرجعياته ومواقفه، والسبب هو النص المقدس (القرآن الكريم) الذي يعد منزلا من الله، ويحمل الحق كل زمان ومكان، وهذا الأمر يعتمده رجالات الدين بقوة في بلداننا العربية بخاصة، لجعل الناس فقيرة في فهمه، وهم الأقدرون والأعلمون بإدراك ما فيه. فضلاً عن أن المقدس الأرضي الذي هو رجل الدين قد أخذ قداسته من النص الديني، وبالتالي، فلا يقوم تنوير مهما كان ولا ثورة دينية ولا فكرية ضده، فهو متحصن بقوة، ويتلون مع تلون الأنظمة السياسية في بلده، ويأتي مع كل نظام بنصوص وأحاديث تتناسب مع الوضع الجديد، فهو سوفسطائي بامتياز. وبهذا، يكون خادماً للسياسي مدافعا عنه، وعندها سيقوم السياسي بحمايته بالقوة من أية عملية تغيير فكري أو تنوير أو ثورة إصلاحية ضده.
ولكن إن كان ثمة إصلاح للفكر، فإنما يكون من داخل المرجعيات الدينية نفسها، لا من خارجها، وهذا أمر لربما فيه مخاطر كبيرة على رجل الدين نفسه، ولنا في نماذج مميزة وكبيرة ظهرت في العالم العربي والإسلامي قامت بالإصلاح والتنوير، لكنها أخفقت في إحداث شرخ كبير في هذه المرجعيات الفكرية، واتهمت بالزندقة والإلحاد وإحداث الفرقة والتناحر، بل وقتلت وذبحت على مسرح الفكر الديني، وبموتها مات معها التنوير والتثوير الفكري للمرجعيات الدينية، والسبب أن مشروعها شخصي فردي، لا مشروع اجتماعي ثقافي تربوي فكري له أنصار يكملون الطريق من بعده.
محمود كيشانه: ما الظروف التي أنتجت مثل هذه الجماعات الدينية؟
حسن مجيد العبيدي: الظروف متعددة ومتنوعة ومتلونة، ولها مصادرها ومراجعها التي نهضت منها، وأهم ذلك التاريخ الذي ورثناه عن الأقدمين، والذي يعدّ تاريخا مثاليا نموذجيا للعدالة الاجتماعية، والأحاديث النبوية عن ذلك كثيرة، على اعتبار أن قرنه أفضل القرون ثم يليه فيليه.... وهكذا. كل الجماعات الدينية اعتمدت هذا التاريخ وشربت منه حتى الثمالة، فأصبحت حركات على اختلاف مذاهبها ومشاربها حركات أصولية بامتياز، ترى في العودة إلى السلف هو الحق والصحة، ولا يشذ عن ذلك أية حركات دينية، سواء السلفية المتشددة أو الأصولية التنويرية أو غيرهما، من التي ظهرت في العالمين العربي والإسلامي من القرن الثامن عشر واستمرت حتى اليوم. فإن قلنا إن سبب إنتاج هذا الخطاب الديني المتشدد اليوم هو: الظرف السياسي، وفشل الأنظمة العربية في إحداث التنوير والتثوير على كافة الصعد، وفي إحداث التنمية الحقيقة في المجتمع، فهذا لا يكفي. وإن قلنا إن طرائق التربية والتعليم واعتمادها على التلقين والحفظ ونبذ الإبداع والتفكير الحر المبدع، هي السبب، فهذا الآخر لا يكفي، بل يجب أن تؤخذ المسألة ببنيتها المتكاملة. ويبقى للتاريخ كلمته الفصل في هذا فهو الهيولى التي تقوم عليها كافة الصور وتتبدل.
محمود كيشانه: كيف تواجه القيادة السياسية والقيادة الدينية مثل هذا التيار؟ بمعنى آخر: ما الجهود التي يجب أن تبذل سياسيًا ودينيًا لمواجهته؟
حسن مجيد العبيدي: إن أية مواجهة تقوم بها القيادة السياسية، فإنما تعتمد القوة المفرطة النافذة والأساليب البوليسية المعروفة، وبالتالي يجعل هؤلاء أصحاب حق فيما يذهبون إليه وما يدعون، لأن من خلال الممارسات العملية التي قامت بها الأنظمة السياسية في عالمنا العربي تجاه هذه الحركات الدينية فشل كله، لأنه اعتمد الحل البوليسي في مواجهتهم. ولم يستعمل أساليب تفتيت قوتهم من داخلهم، إذ لا يوجد لدى الأنظمة السياسية هنا أي اعتماد على المفكرين التنويريين العقلانيين في مواجهة هكذا حالات وطرح البدائل، لأن الأنظمة السياسية هي الأخرى تخاف من هؤلاء المفكرين ولا تثق بهم.
وإن أرادت القيادة السياسية مواجهة هذه الجماعات الدينية، فيجب أن تعتمد أساليبهم ذاتها، التي يعتمدونها في الوصول إلى غاياتهم، وقراءة فكرهم وما يطرحون من رؤى وتصورات عن كيفية قيادة السلطة والمجتمع، واستعمال المنطق العقلي والحجة بالحجة، وتثوير طرائق التربية والتعليم، وإحداث التنمية على كافة الصعد، حتى تستطيع القيادة السياسية أن تُحْيِّد المجتمع لصالحها ضدهم، وفتح المجال للحريات الفكرية والثقافية أن تبرز بقوة بين الناس، حتى يستطيعوا أن يميزوا بين الغث والسمين وبين الصالح والطالح وبين النافع والضار.
محمود كيشانه: كيف تساهم الفلسفة بٍرأيكم في إزالة تلك الصورة المغلوطة التي رسخها العقل الإرهابي في نفسية المواطن والمثقف الغربي؟
حسن مجيد العبيدي: تساهم الفلسفة في ترسيخ الفكر العقلاني التنويري والتثويري بين الناس، ولكن للأسف، فالتفلسف في عالمنا العربي لم يأخذ مداه بعد، ولن يأخذ مداه، بسبب فتاوى جعلت التفلسف زندقة وكفراً، ودفعت المتفلسف إلى دائرة الظل في هذا الوسط.
وإن أراد أهل الاختصاص من المتفلسفين الإسهام في إزالة الصورة المغلوطة التي أحدثها العقل الإرهابي في نفوس المواطنين، فهذا سيعتمد أولا على جعل هؤلاء المتفلسفة ذوي المكانة المعترف بها في أوساط الناس والمثقفين، وجعل الفلسفة خطابا مقبولا بين رجال الدين أنفسهم، لا النظر إلى الفلسفة كخطاب مريب وخطير. ولن يحدث هذا بدون دعم السياسي صاحب النفوذ والقوة والإعلام في الجمهور، لأنه من دون القائد السياسي لن تقوم للفلسفة في عالمنا العربي والإسلامي قائمة، والتاريخ الإسلامي يحدثنا بشواهد كثيرة عن ذلك.
[1]- مجلة ذوات العدد 48