المقدّمات الميتافيزيقيّة للعلم السياسيّ
فئة : أبحاث محكمة
المقدّمات الميتافيزيقيّة للعلم السياسيّ([1])
الملخّص:
تبعًا لمصادرته بأنّ التطرّف الدينيّ اقترن دومًا بالتطرّف السياسي، يدخل هذا الفصل ضمن اهتمام الباحث مصطفى بن تمسّك بالتعريف بالطرح الرشديّ بوصفه أبرز سندات هذا الموقف الفريد في الثقافة العربيّة الإسلاميّة. إنّ أهميّة ابن رشد من هذه الناحية أنّه ينخرط في سياق البحث عن حلول المشكلة اللاّهوتيّة في العالم الإسلاميّ، باتباع طريق الحلّ المنهجيّ والمعرفيّ بديلاً عن الحلول الإيديولوجيّة أو السياسويّة التي صارعها ابن رشد في زمانه مع ممثليها رجال الدين والسياسة. ومن هذا المنظور تصدّى ابن رشد لعمليّة التأصيل الأنطولوجيّة والمعرفيّة للوجود السياسيّ الإنسانيّ عبر إدراجه في نظام للكون يمنحه كلّ شروط أخلاقيّته. ومثّل هذا التأصيل جوهر اهتمام الباحث في هذا الفصل الأوّل من كتابه عبر شرح طبيعة النّظام الكونيّ الذي يخضع إليه هذا الوجود. إنّ قانونه الإلهيّ القائم على السببيّة، والوحدة والتوافق والنظام، هو القانون عينه الذي يسري على الإنسان، انسجامًا وتوافقًا بين الإنسان والطبيعة، يتحقّق أوّلاً من وحدته العضويّة، والذهنيّة التي تجعله يجني معرفته من اتّصاله بالعقل المطلق. بهذه الصورة تصبح الوحدة والتوافق بين الذات والموضوع على الصعيد الأنطولوجيّ، مصدرًا لتحقيق المعرفة من اتّصال العقل الإنساني بالعقل المطلق. إنّ هذه العلويّة للإنسان على سائر الكائنات هي التي تجعل منه حيوانًا سياسيّاً يحقّق بهذه الغائيّة المؤطّرة لوجوده، كلّ شروط الأخلاقيّة التي يسعى إليها بالعيش في المدينة.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا
[1] الفصل الأوّل من كتاب مصطفى بن تمسّك، ابن رشد السياسة والدين بين الفصل والوصل، نشر مؤسّسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث، 2015، ص ص 15-28