الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي


فئة :  أبحاث محكمة

الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي

الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي

رسلان عامر

ملخص:

منذ انطلاقتها التي فاجأت العالم، أثارت ثورات الربيع العربي الكثير من الجدل حولها، واختلفت منها المواقف وفيها الآراء، فرأى فيها البعض ثورات مشروعة ومستحقة لشعوب المنطقة العربية للخلاص من الاستبداد والتخلف، وبناء الدولة والمجتمع الإنسانيين الحديثين، فيما اعتبرها سواهم انتفاضات جماهيرية عفوية غاضبة، لا ترقى إلى المستويات الثورية التي تستطيع فيها إحداث تغيرات سياسية واجتماعية جذرية في بلدانها، فيما ذهب آخرون إلى أنها مؤامرات خبيثة تستغل ما في المجتمعات العربية من بؤس وتخلف وتعصب للإجهاز على ما تبقى في هذه المجتمعات من عناصر القوة.

في جانب من هذا البحث، سيتم النظر في هذه المواقف من خلال تحليل واقع الثورات العربية وما فيه من عوامل موضوعية على صعيد البيئة الاجتماعية التي أنتجت هذه الثورات، وعوامل ذاتية داخلية في بنية وطبيعة هذه الثورات.

وفي الجوانب الأخرى منه، وعبر النظر إلى الثورة كعملية تاريخية جدلية موضوعية، وحتمية الحدوث عندما تستوفي شروطها الموضوعية وعواملها الذاتية، وتتكامل الأسباب اللازمة لقيامها، سيسعى البحث لبيان ما امتلكته ثورات الربيع العربي من العناصر الثورية المختلفة موضوعيا وذاتيا، وآثار ذلك على مجريات أحداثها والنتائج التي وصلت إليها، أو تسببت في حدوثها حتى الآن، والدروس التي يمكن للثوريين في المنطقة العربية استخلاصها والاستفادة منها للمستقبل.

كما سيسعي أيضا إلى بيان أن الثورات بما هي عمليات ديناميكية وديالكتيكية، وأنها تنتج من تراكم التناقضات والتوترات الاجتماعية، التي تصل بها إلى الحد الفاصل، الذي تنتقل فيه عند لحظتها الحرجة هذه من الحالة الكمية إلى الحالة الكيفية، وتتحول فيه إلى فعل انقلاب تغييري ونافٍ لما قبله، ما يجعل عودة هذا "الماقبل" المنفي أو "إعادة إنتاجه" أمورا مستحيلة، فهي -أي الثورات- دوما عمليات تغيير، يتكامل فيها رد الفعل النافي على الواقع الفاسد المستنفد لإمكانية البقاء، والفعل الإيجابي البناء الهادف لاستبداله بواقع جديد أفضل قابل للبقاء وصالح للاستمرار والتطور، وتتم عبر صراع أضدادها، الذي قد يقصر أجله أو يطول، وتختلف نتائجه تبعا لظروفه وعوامله، وبالتالي فلا يكون أمام الثورات إلا سبيلان اثنان: إما أن تحدِث التغيير المطلوب، أو تتجّدد وتتواصل إلى أن تحدِث التغيير المطلوب، والثورات العربية ليست استثناء من ذلك، فهي قد قامت لأنها امتلكت من العوامل الثورية ما يكفي لقيامها، لكنها لم تنجح بعد في إحداث التغيير المطلوب منها؛ لأنها لم تمتلك بعد العوامل الكافية لذلك، إلا أن هذا لا يعني أن هذه الثورات ستستمر وتتطور وتستكمل ما ينقصها لتحقيق تلك الغاية، وما لا شك فيه أن هذا الأمر الذي تغنيه التجربة الثورية نفسها، يحتاج وقته الكافي، وهذا تؤكده التجارب الثورية الكبرى في العالم.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا