النزعة العقلانية عند ابن رشد
فئة : أبحاث محكمة
النزعة العقلانية عند ابن رشد
ملخص البحث
بداية نشير إلى أن الاشتغال على فلسفة ابن رشد ليس بالأمر اليسير، حيث واجهتنا صعوبة تفكيك اللغة الفلسفية الرصينة للرجل، بالإضافة إلى تعدد مستويات خطابه بين المؤلفات الخاصة وشروحاته على أرسطو، حيث يبدو الأمر وكأننا أمام خطابين متقابلين، مما يجعل القارئ والباحث في حيرة من أمره، وهذا ما دفعنا إلى الرفع من منسوب جرأة القراءة، حتى نتمكن من الوقوف على الخيط الناظم الذي يجمع فلسفة ابن رشد. وقد خصصنا هذه المقالة لمعالجة مسألة تبدو لنا في غاية الأهمية لم تنل ما يكفي من الاهتمام من قبل المهتمين بالفلسفة الإسلامية، خاصة من لدن الباحثين في العالم الإسلامي، يتعلق الأمر بالنزعة العقلانية لدى ابن رشد، فإذا كان الكثير من الباحثين سواء الأجانب أو العرب يدرجون فكر ابن رشد ضمن النسق الفكري الوسطوي (نسبة إلى العصر الوسيط)، حيث هيمنة النقل على العقل أو التوفيق بينهما في أفضل الأحوال، فإننا على النقيض من هذا الطرح حاولنا الدفاع على فكرة أساسية مفادها أن ابن رشد، رغم كونه ابن العصور الوسطى، فقد أسس لنفسه منهجا فلسفيا عقلانيا جعل فكره أقرب إلى الأزمنة الحديثة، وقد دافعنا عن هذا الطرح من خلال العودة إلى النصوص الفلسفية الأصلية لابن رشد، بالإضافة إلى القراءات المتعددة التي أنجزت حول فلسفته، مبرزين أن الفيلسوف أبو الوليد ابن رشد اختص عن غيره من فلاسفة العصر الوسيط بتوجه عقلاني فريد يتمثل في إعلائه من شأن العقل، سواء في مقاربته للقضايا الإلهية أو الطبيعية؛ ففي مجال الإلهيات تناولنا قضية قدم العالم التي دافع عنها ابن رشد بشكل جريء دون إنكار وجود الصانع، ثم قضية المعجزة التي أدخلها إلى مجال المعقولية، باعتبارها يسري عليها ما يسري على ظواهر الكون وتمييزه إياها عن الخوارق، كما ميز بين المعجز العقلي والمعجز الحسي مع الإعلاء من شأن المعجز العقلي. أما في مجال الطبيعيات التي اتضح فيها المنزع العقلاني لابن رشد، فقد تناولنا قضية السببية التي اعتبرها ناموسا وقانونا إلهيا ثابتا يسري في الكون معتبرا أنه من دون السببية يستحيل قيام المعرفة، وأن في معرفتها تتمثل الحكمة الإلهية، وأخيرا قضية المعاد التي قاربها فيلسوف قرطبة ومراكش بجرأة عالية لا مثيل لها، فرغم حساسية الموضوع من الناحية الدينية إلا أن فيلسوفنا لم يتخل عن منزعه العقلاني، حيث اعتبر أن الأجسام التي تبعث هي شبيهة لأجسامنا التي نحملها في الدنيا دون أن تكون هي نفسها؛ لأن المعدوم يستحيل أن يعود.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا
