النَسويّة ومَقولة الجَنْدر

فئة :  أبحاث محكمة

النَسويّة ومَقولة الجَنْدر

النَسويّة ومَقولة الجَنْدر

لماذا النسوية؟

إنَّ المحاولة الجادة للإجابة عن هذا السؤال ستكون على جزأين؛ الأول هو لماذا ظهور النسوية؟ والثاني هو لماذا البحث النسوي؟ ولا شك أنَّ الإجابة عن هذين الجزأين من السؤال لا يمكن تلخيصها بإجابة سريعة، بل تتطلب بعض المراجعات والوقوف على مفاهيم غاية في الأهمية؛ لأنها تتعلق بصورة أساسية بمجرى البحث الذي لابد له من تأسيس معرفي على نحو تتطلبه إجرائية البحث.

1- النسوية / الحركة أو الحركات

من الصعوبة بمكان تحديد أولى البدايات لوقوف المرأة بوجه النظام الأبوي وسعيها إلى انتزاع مكانتها من سلطة الرجل، لإعادة تشكيل هويتها الأنثوية التي تراها قد تشكلت سلفاً وفق منظور ذكوري أبعدها عن هويتها الحقيقية؛ إلا أننا يمكن أن نشير إلى نوع من النشاط الذي كان دائراً في أوروبا منذ القرن الثالث عشر، كالحركات التي ناهضت سلطة الكنيسة والإقطاع، وتصدت لمحاكم التفتيش، وظهور مجموعة من الكاتبات اللاتي تصدينَّ بجرأة لبعض المفاهيم السائدة؛ وذلك بعد أول محاولة للكتابة والنشر، الأمر الذي كان يعدّ تحدياً للسلطة الأبوية، كما فعلت الكاتبة جين آجر في كتابة أول عمل عن القضية النسوية تحت عنوان حماية المرأة (1589)، إذ قدمت رؤية جديدة لسفر التكوين تختلف تماماً عمن سبقها؛ وهكذا تصدت مجموعات أخرى من الكاتبات إلى مراجعة النص الديني محاولة لإعادة تقديم فهم جديد يعيد إلى المرأة مكانتها الصحيحة[1].

ومع مطلع القرن العشرين، بدت تلك الحركات أو الموجات النسوية أكثر وعياً في تصديها للمشكلات التي تراها مؤسسة للعقل الأبوي، ويُؤرَخ لبداية هذه الموجة الأولى بعد صدور كتاب ماري ولستونكروفت «دفاع عن حقوق المرأة» عام (1792) وفيه الدعوة إلى العقلانية بجعل المرأة أكثر تعلماً ووعياً لترتفع بمكانتها الاجتماعية وتحصل على حقوقها، وكان بمثابة الصرخة المدوية التي تدعو نساء الطبقة المتوسطة لضم الصفوف وخصوصاً الأمهات، باعتبارهنَّ من عناصر النفوذ والتأثير الرئيسة في المجتمع[2].

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا

[1] - سارة جامبل، النسوية وما بعد النسوية، ترجمة: أحمد الشامي، المشروع القومي للترجمة، المجلس الأعلى للثقافة، مصر، ط1، 2002: 21 وما بعدها.

[2] - المرجع نفسه: 39- 40