النقد الدنيوي للدين عند إدوارد سعيد: مدخل تأسيسي لمنظورية تاريخية
فئة : أبحاث عامة
النقد الدنيوي للدين عند إدوارد سعيد*:
مدخل تأسيسي لمنظورية تاريخية
محاور الدراسة:
-فرش إشكالي
-مسار التحليل
-خلاصة
ملخص الدراسة:
لم تكن مؤلفات إدوارد سعيد المختلفة والمتنوعة، والتي تحوز على قابلية الشرح وإعادة التحليل، بَلْهَ إعادة تأويلها والدفع بها إلى أقصى حدودها المعرفية، مجرد نصوص معرفية كُتبت لذاتها، من أجل تحقيق مآرب خاصة بها، تستمع فقط إلى صوتها، وكأنها أحادية المعنى والجهة، وإنما هي أعمال متعددة الأبعاد، برؤوس متكثرة، وبزوايا نظر منفتحة، بالرغم من وجود بعض الخيوط الناظمة لفكره، مثل "الاستشراق" و"المثقف" و"النقد الدنيوي" و"المنفى" و"المقاومة"، لأنّها مفاهيم تشتغل في غالب أمرها بصورة سافرة، وأحياناً أخرى متخفية عن أنظار الفكر الذي يعشق الترصد، وبمستوى مكثف من الإضمار، إذ نستطيع أن نتحدث عن نشاط ترحالي للمفهوم الإدواردي، مما يشي بوجود مقدرة عالية من التحكم المعرفي في رؤيته المعرفية، تتجلى في تنقيبه الدائب عن مدى حضور الأفق السياسي الذي يسكن وبسرية متواترة في النصوص الأدبية والفلسفية، والعلمية، وفي غيرها؛ أي في كلّ ممارسة ثقافية، اجتمع فيها خطاب السلطة بآلية استنبات المعرفة.
في هذا الأفق الرملي من المفهمة، والذي يبدو لنا متحركاً، وكأن الريح تحته، نبدأ في استشعار قلق الخوف من صعوبة القبض على معنى ثابت عند إدوارد سعيد، فكلّ من يعتقد أنّه فهم وأدرك نصوصه، فهو واهم، أو أنّه وصل إلى المعنى النهائي، فهو شخص تعب من هكذا نص ومن الرؤية الإدواردية وأرهقته، فقرر الانتهاء منه، والتخلي عنه في أوّل منعطف معرفي. يكفيه في هذا الوضع أن يلتقي بشروحات وهوامش يرى فيها أنها تغنيه عن المتن. أمّا ما هو منتشر في نصه المتوعر، ليس من جهة أسلوبه الكثيف، أو من ناحية غزارة معارفه فحسب، وإنما من زاوية الربو الاشتغالي الذي يشهده ترحاله في فضاء المسائل الفكرية، من أدب، وفلسفة، وسياسة، وموسيقى، واستشراق، وأنثروبولوجيا، وفن، وشعر، وسير، وتاريخ، وأنظمة خطاب، وممارسات إعلامية، وأمكنة...
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا
*- هذا نص المداخلة الذي ألقي في ندوة "الوحي والمقاربات الحداثية: بين تطوير الفهم واستعاب المعنى" التي نظمتها مؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث، بتاريخ: 29ـ 30 أكتوبر2013، في مدينة الرباط، المغرب.