اليهود المغاربة في المِخْيَال الموَثَّقِ رقميا
فئة : أبحاث محكمة
اليهود المغاربة في المِخْيَال الموَثَّقِ رقميا
دراسة سوسيو- نِتْنُوغرافية في التمثلات الدينية لمغاربة الفايسبوك
قاوقو محجوبة
ملخص:
شَكَّل اليهود المغاربة تاريخيا جزءًا مهمًّا من التركيبة الاجتماعية للمجتمع المغربي، فجذورهم راسخة داخل حواضره وقُرَاه ومَدَاشِره، وفي مختلف المناطق التي تعايشوا فيها مع المغاربة المسلمين لقرون عدة. لكن منذ مغادرتهم المغرب في القرن الماضي نحو إسرائيل، فإن الكثير من الأمور قد تغيرت في التركيبة البشرية للمجتمع المغربي وفي البنية الذهنية لساكنته. لقد اقترن ذلك الرحيل ببداية صراع سياسي بالشرق الأوسط، وبتمثلاتٍ سادت حوله داخل المجتمعات العربية والإسلامية عموما، مع بداية بروز خطاب القومية العربية والأيديولوجيات الدينية الإسلاموية، وصولا إلى العصر الراهن بتحولاته السياسية الكبرى.
إن السؤال الذي يُطرح في هذا السياق هو: أيُّ مِخْيالٍ تَشكَّل لدى المغاربة حول الأقلية اليهودية المغربية في ظل تلك التحولات؟ كيف أثَّرت الفُرْقَة الجغرافية، وما رافقها من أحداث سياسية، على تمثلات المغاربة لتلك الأقلية؟ وإذا كان كل حديث للمسلمين عن اليهود، لا يتم بمعزل عن الدين الإسلامي ولا بمنأى عن تاريخ العلاقات بين أتباع الديانتين وتصورات النص الديني حولهما؛ فكيف يتدخل المحدد الديني والتاريخي في تشكيل ذلك المخيال؟ وإنْ كان اليهود المغاربة قد عكسوا - ولازالوا- عبر ثقافتهم التركيبة الاثنية للمجتمع المغربي، عبر مكونيْه الأمازيغي والعربي، فهل يتدخل المحدد الاثني هو الآخر كعامل مؤثر في توجيه مواقف وتصورات المغاربة-المسلمين لنظرائهم اليهود المغاربة، أم إنه يظل مغيَّبا؟
تسعى الدراسة إذن، إلى مقاربة هذه الأسئلة من خلال البحث في الآثار التفاعلية الإلكترونية المُوَثَّقة في الذاكرة الرقمية، أو ما أسميناه بالمخيال الموثَّق رقميًّا؛ أي تلك الآثار التي تأتي متضمِّنة لتمثلات وآراء وتصورات المبحرين المغاربة على الفضاء الرقمي بخصوص القضايا التي تُطرح للنقاش داخله. يتموقع موضوع الدراسة إذن داخل إشكالية التعددية الدينية، وما تثيره من تساؤلات عندما يتداخل الديني بالسياسي، والتاريخي بالاجتماعي والثقافي. اخترنا إذن أنْ نسلِّط الضوء على هذه الإشكالية من خلال مسألة اليهود المغاربة بالنظر إلى كونها أصبحت موضوعا بارزا في الفضاء الرقمي خلال العقد الأخير، وذلك في ظل التحولات التي عرفها المشهد السياسي المغربي منذ التعديل الدستوري لسنة 2011؛ وهي الإشكالية التي أضحت تطرح نفسها اليوم بإلحاح، أكثر من أي وقت مضى، في ظل التغيرات التي شهدتها علاقات عدد من البلدان الإسلامية بدولة إسرائيل، مع ما سيترتب عنها من آثار محتملة في المستقبل، القريب أو البعيد، جراء التَّماس الاجتماعي المباشر الذي سينشأ بين أطرافٍ لطالما كانت العلاقة بينها تُقارب على ضوء مقولتيْ الصراع والتوتر.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا