برقليس وأثره في الفلسفة الإسلامية: نموذج الفارابي
فئة : أبحاث محكمة
الملخص:
التأمل في طرق انتقال الفكر وتتبع مساراته ورصد حركاته ليس بالأمر اليسير، خصوصاً عند العلم أنّ الأمر يتطلب وضع اليد على حركة لم تخلف آثاراً كثيرة، وما تركته متن قليل مخروم ضاع أغلبه، وما بقي لا يشفي الغليل. ولعلنا لا نذيع سراً عندما نقول إنّ هذا هو الدافع الذي دفعنا للنظر في هذا الموضوع رغم قلة البحث فيه، إن لم نقل انعدامه.
عند القول بتأثير فكر برقليس في فلسفة الفارابي لا نقلل من قيمة المعلم الثاني أو نجعل تفلسفه مجرد استعادة لهذا العلم، بل على العكس إنّنا نبرز رحابة فكر الفارابي وانفتاحه على كلّ مصادر المعرفة المتاحة أمامه في وقته، حتى ما تعلق منها بالأفلاطونية المحدثة التي أخذ عنها نظرية الفيض كاملة، بل إنّنا نزعم أنّها السبب المباشر والدافع الأقوى الذي جعله يفكر في جمع رأيي الحكيمين: أفلاطون الإلهي وأرسطو المشائي، متغافلاً عن الاختلافات البارزة بينهما، وحتى عند تشكيكه في انتحال بعض الكتب عن أرسطو وهي ليست له، إلا أنّه يعود فيفند تلك النظرية ويرجح اختلاف الشراح والتأويل، لذا سلك سبيل التسوية بينهما عن طريق تأويل نصوص اختلفا فيها، والذي جعله يقيم هاته التسوية اطلاعه على الأفلاطونية المحدثة خصوصاً نصوص برقليس (الخير المحض) التي ثبت أنّها ظلت موجودة في عصر الفارابي وقبله وبعده تؤثر في ابن سينا وإخوان الصفا، لكنّها لم تعرف باسم صاحبها بل باسم أرسطو فاختلطت به ونقلت مع كتاباته دون أن يميز الناقلون بينه وبين كتب أفلاطون وأفلوطين والمدرسة الإسكندرية بصفة عامة، ودليلنا أنّ الناقلين والمترجمين للكتب اليونانية لم يكونوا محققين قادرين على تمييز الكتب.
وحتى نثبت هذا الطرح استعنا بكتب التراجم والأعلام ننظر فيها ونرى مدى حضور برقليس فيها، ثم نعبر لإيضاح أثره المفترض في فكر الفارابي عن طريق بسط النصوص وفتحها على بعضها بعضاً. فهل عرف الفكر العربي المسلم برقليس؟ وكيف حضر في كتب التراجم؟ ثم إلى أي حد أثر برقليس في الفارابي؟
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا