بنية المقدَّس في النصّ السلطانيّ
فئة : أبحاث محكمة
بنية المقدَّس في النصّ السلطانيّ
المقدّمة
إنّ المتتبّع لنسق تطوّر التأليف في موضوع الآداب السلطانيّة ينتبه بلا شكّ إلى حضور دائم لمجموعة من الآثار والكتب والمدوّنات تمثّل حجر الزاوية في النصّ السلطانيّ، فمنها ينطلق الأديب، وعليها يعوّل في بناء نصّه وهندسة حجاجه وإقناع محاوره. وليس خافيا أنّ النصوص الأوْلى بالتقديم هي تلك التي تنهل من النبع المقدّس. والمقدّس ليس بالضرورة النصّ المكتوب المحفوظ، كما أنّه ليس القرآن والسنّة فقط. وإنّما يشمل المقدّسُ الأخبارَ والحكاياتِ والمواقف التي تعلّقت بالنبيّ محمّد (ص)، مثلما يتجاوز مقدّسات المسلمين إلى كلّ الكتب المقدّسة الأخرى شأن الإنجيل والتوراة. ومع اقتناعنا بأنّ الاعتماد على النصّ القرآنيّ وسيرة الرسول محمّد (ص) كان أوسع وأشمل، إلاّ أنّ ذلك لا ينفي الاستئناس بسِيَرِ أنبياء آخرين وكتب سماويّة أخرى.
إنّ النصوص المقدّسة -وفق تصوّر الأديب السلطانيّ- أوْلى بالتقديم والتعظيم؛ لأنّ حكمها نافذ وحجّتها غالبة وحكمتها غير قابلة للمراجعة. وبهذا فقد "كانت المرجعيّة الدينيّة فاعلة في العرض والشرح والإقناع"[1]، وهو ما ساعدها على تأسيس نصّ متعالٍ خارق لمقولة الزمان يسعى إلى تثبيت شرعيّة سماويّة لخطابه تكون أقدر على إفحام المخاطب.
ووفق هذه المقاربة، سنسعى إلى رصد أهمّ النصوص المقدّسة التي اعتمد عليها الأدباء السلطانيّون وأهمّ القضايا التي استمدّوها من هذه المؤلّفات، ودلالات اختياراتهم.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا
[1]- بنخود، نور الدين، فنّ السيرة في التراث العربيّ، المملكة العربيّة السعوديّة، جامعة الإمام محمّد بن سعود الإسلاميّة، ط1، 2016، ص609