بيـن "الـوقعَـنَة" و"التَـعاصُـرْ": قـراءة مُقارِنَـة لمشروع محمد شحرور التأويـلي للقرآن
فئة : أبحاث محكمة
بيـن "الـوقعَـنَة" و"التَـعاصُـرْ":
قـراءة مُقارِنَـة لمشروع محمد شحرور التأويـلي للقرآن[1]
ملخص:
تقدم هذه الورقة بحثاً مُقارنأً بين مشروعين تفسيريين يتعلّقان بمقاربة وتأويل النص الديني: الأول مأخوذ من فضاء علوم القرآن في الفكر الإسلامي العربي، والثاني مأخوذ من فضاء علوم التفسير الكتابي في الفكر المسيحي الغربي. تقرأ المقارنة مشروع الباحث القرآني الراحل محمد شحرور ودعوته لعصرنة قراءتنا للقرآن محاولةً أن تسبر بعض التشابهات بين منهجيات مقاربته للنص القرآني، وبعض الخلاصات المفاهيمية والهرمنيوتيكية التي يركبها شحرور. تدَّعي الورقة أن هناك تشابهات لا يمكن تجاهلها أو عدم التوقف عندها ما بين مشروع شحرور ومشروع هرمنيوتيكي آخر قام به عالم الكتابيات واللاهوتي والفيلسوف الألماني الذائع الصيت في العالم المعرفي الغربي في القرن العشرين، رودولف بولتمان.
تتوقف الورقة عند مشروع محمد شحرور أولاً، وتدرس في تضاعيفه بعض نقاط انطلاقه المنهجية والمفاهيمية الناظمة، ومن ثم تبحث الورقة في مشروع رودولف بولتمان، وتدرسه أيضاً مسلطةً الضوء على النقاط الناظمة له والمركزية فيه، والتي تتشابه بشكلٍ لافت ويكاد يكون متطابقاً مع ما نجده في مشروع شحرور. تأمل الورقة أن تخدمنا مثل هذه المقاربة المقارنة في فهم مشروع شحرور المثير للجدل بشكلٍ أفضل وأعمق وسعة أفقٍ أكبر من خلال مقابلته بمشروعٍ لم يكن أقل إثارة للجدل في فضاء الفكر اللاهوتي والكتابي المسيحيين، علّنا بهذا نتمكن من الخروج من دائرة إما مهاجمة شحرور ومشروعه ومعارضتهما بلا حدود، أو قبول وتبنّي واحتضان هذا المشروع بلا تحفظات، ومن ثم نتعامل مع المشروع من زاوية تفكيكية وتحليلية مقارنة تُقدِّم لنا فهماً علمياً وموضوعياً أعمق وأشمل لمسألة مقاربة النص الديني عموماً، والتعاطي هرمنيوتيكياً مع الخطاب الديني النصوصي في زمانه وآلياته اللغوية والفيلولوجية.
[1] مفردة "وقعَـنَة" هي ترجمتي العربية الخاصة للمفردتين، الإنكليزية ‘demythologization’ والألمانية ‘entmythologesierung’. هناك ترجمة عربية موجودة لتلك المفردة التقنية ألا وهي "نزع الأسطرة". إلا أنني أفضِّـل ترجمتي المقترحة؛ لأنها تنقل بشكلٍ فيلولوجي أفضل مضامين المصطلح الألماني الفلسفية والمفاهيمية، والتي لا تبغي نزع الخرافة والترميز الأسطوري عن خطابٍ ما وتخليصه منها، وإنما تبغي إعادة تفسير الرموز والتعابير والمصطلحات ذات الطبيعة الأسطورية في الخطاب المدروس بشكلٍ يعطي لها معانٍ وفهمٍ يتناغم مع ويخاطب الواقع المعيش. من هنا اخترت "وقعَـنَة" اشتقاقاً من "واقِع" و"وقائع" في اللغة العربية. أما مفردة "تعاصُـر"، فهي ترجمتي العربية للمصطلح الإنكليزي، ‘synchronization’، والذي يدعو محمد شحرور لتطبيقه في مقاربة القرآن هرمنيوتيكياً.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا