تابوهات المثلية الجنسية وسياسات الهوية والاعتراف في بعض حججنا وتكتيكاتنا ضد المثليين والمعادين لهم

فئة :  أبحاث محكمة

تابوهات المثلية الجنسية وسياسات الهوية والاعتراف  في بعض حججنا وتكتيكاتنا ضد المثليين والمعادين لهم

تابوهات المثلية الجنسية وسياسات الهوية والاعتراف

في بعض حججنا وتكتيكاتنا ضد المثليين والمعادين لهم[1]

يهدف هذا الفصل إلى توضيح علاقة تابوهات المثلية الجنسية بسياسات الهوية والاعتراف، وبعض أهم الإشكاليات التي تتضمنها هذه العلاقة، بالإضافة إلى مناقشة بعض أهم الحجج «الشعبية» المستخدمة، في الدفاع عن المثلية الجنسية، أو الهجوم أو التهجم عليها، في الثقافة العربية، وبعض أهم التكتيكات «الشعبية» المستخدمة، في هذا الدفاع والهجوم أو التهجم. ومن الواضح أنَّ مصطلحات الدفاع والهجوم أو التهجم تضعنا في جو معركةٍ ما. وتزداد قوة الانطباع بوجود مثل هذا الجو، بل وبوجود حربٍ ما، إذا أخذنا في الحسبان مصطلح التكتيك وارتباطه الوثيق بمصطلح الاستراتيجية؛ فكلا المصطلحين قادمان من الميدان العسكري، ويحملان دائماً «روح» هذا الميدان، وبعض أهم سماته. وأرى أنَّ هذا الطابع القتالي/ العسكري/ الحربي، للمصطلحات المستخدمة هنا، يعكس أجواء «النقاش العنيف» السائد غالباً بين السوريين (والعرب عموماً)، حين يتناولون موضوع المثلية الجنسية وما يتصل به. ويتجسَّد عنف هذا النقاش في قيام كل طرفٍ غالباً بإظهار نفوره من الطرف الآخر وعدم تقبله، أو حتى قبوله، ليس مشروعية حجج الآخر ومنطقه ومنطلقاته فحسب، بل ومشروعية وجوده أيضاً. فهذه «الحرب الفكرية» قويةٌ، إلى درجةٍ تسمح بوصفها بالحرب الوجودية؛ بقدر ما يرى كثيرون من المنخرطين فيها أنه لا يمكن لوجودهم أو لــ «نمط حياتهم» أن يتحقق ويتشرعن ويستقر إلا من خلال قمع أو نفي أو إلغاء وجود الطرف الآخر أو «نمط حياته».

من الضروري الانتباه إلى أنَّ مصطلح «الدفاع»، المستخدم في العنوان، لا ينفي مصطلح الهجوم، بل يتضمنه. فكما هو الحال في الحروب العسكرية (وفي كرة القدم)، يكون الهجوم غالباً، أو في كثيرٍ من الأحيان على الأقل، أفضل وسيلةٍ للدفاع. وليس نادراً أن يتضمن دفاع كل طرفٍ عن موقفه هجوماً قويّاً على موقف الطرف الآخر، وإظهاراً للا-معقولية هذا الموقف، نظريّاً وعمليّاً، معرفيّاً وأخلاقيّاً. وفي حال هيمنة طرفٍ ما على المجال العام، يصبح تبني موقف الطرف الآخر أشبه بالتابو أو المحظور الذي ينبغي تجنبه بأيّ ثمنٍ. وهذا ما نراه قائماً في الثقافتين العربية والغربية المعاصرتين، على حدٍّ سواء.

1. تابوهات المثلية الجنسية وسياسة الهوية والاعتراف

بعد «الفترة الذهبية لليبرالية الغربية» التي سمحت بكسر كثيرٍ من المحظورات والتخلص منها أو تخطيها، أصبح انتهاك التابوهات القديمة وتجاوزها يترافق، منذ ثمانينيات القرن الماضي خصوصاً، مع ظهور تابوهاتٍ كثيرةٍ جديدةٍ، في إطار «سياسات الهوية والاعتراف» التي بدأت تهيمن، تدريجيّاً، في هذه الثقافة. وسنقوم فيما يلي بالإشارة إلى بعض سمات أو مضامين «سياسات الهوية والاعتراف»، في الثقافة الغربية، من أجل توضيح مفهومي «التمييز الإيجابي» و«التمييز السلبي» تجاه المثليين، وخصوصية التابو الجنسي عموماً، وتابو المثلية الجنسية (بين الذكور تحديداً) خصوصاً، في الثقافة العربية (و) الإسلامية.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا

[1] - البحث مقتطف من كتاب في فلسفة الاعتراف، د. حسام الدين درويش، مؤسسة مؤمنون بلاحدود.