تاريخ مقتضب للإلحاد الفلسفي
فئة : ترجمات
تاريخ مقتضب للإلحاد الفلسفي([1])
أندري كونت سبونفيل
ترجمة: حمادي أنوار
ملخص:
يفترض الإلحادُ فكرةَ الإله (Théos) مادام أنه ينفيها؛ ولذلك فالدين أقدم منه. وهذا الأمر صحيح، خصوصًا عند الفلاسفة. لم يترك لنا اليونانيون، الذين كانوا يتبادلون في ما بينهم تهمة الإلحاد بصدر رحب، (إذ كان يكفي ألَّا تُؤْمِن بالآلهة نفسها التي يؤمن بها الآخرون، حتى تستحق هذه التهمة) سوى القليل من الفلسفات الملحدة. ترِدُ هنا عبارة جميلة لبروتاغوراس، حيث يقول: «لا يمكنني أن أقولَ أي شيء بخصوص الآلهة، لا يمكن أن أقول بوجودها أو بعدمه، إذ إن كثيرًا من الأشياء تحول دون معرفة ذلك: أَوَّلُها غموض السؤال، ثم قِصَرُ الحياة الإنسانية.» يبدو، كما نرى، أن الأمر يتعلق باللاأدرية أكثر من أنه إلحادٌ. نستحضر مثلًا ديموقريطس، دياغوراس من ميلوس، كريتياس، ثيودوروس القوريني، إقيمير الميسيني...إلخ، الذين لم يكن اختفاء أعمالهم صدفة دون شك، والذين لا نعرف شيئًا عن أفكارهم تقريبًا - باستثناء ديموقريطس، الذي نُوقِشَ إِلْحَادُه، غير الموثوق منه، من طرف المتخصصين. أما في ما يخص أبيقور، الذي وَسَّع المذهب الذري الديموقريطي وغَيَّره، فإنه لم يكن مُلحدًا. إذْ كان يرى أن الآلهة توجد حقًّا، لكن ليس على هذه الأرض: إنها كائنات مادية، خالدة، سعيدة جدًّا، تعيش بين العوالم ولا تكترث بنا. إذن، غيرُ مُجْدٍ أمرُ خشيتها، أو استجداء شيء منها كيفما كان، بل حَريٌّ أن يُقتَدى بسكينتها الكاملة، فالحكمة تحل محلَّ الدين.
مراجع
([1])- Comte-Sponville, André (2019): «Brève histoire de l’athéisme philosophique» in: «Contre la peur et cent autres propos», Editions Albin Michel, Paris. p-p: 109- 117
للاطلاع على الملف كاملا المرجو الضغط هنا