تجديد المصطلح أو بناء المفاهيم عند الحبابي
فئة : أبحاث عامة
الملخص:
تمثل قضية التجديد في المصطلح وبناء مفاهيم جديدة تضاهي القديمة أو تقوم مقامها إحدى القضايا المهمة التي بدأ الفكر العربي المعاصر ينتبه إليها خاصة عند علمين من أعلام الفلسفة العربية المعاصرة، وهما: طه عبد الرحمن، ومحمد عزيز الحبابي، وهذا الدور يعبر في التحليل الأخير عن فعل اجتهادي يحاول الانتقال بالفلسفة إلى أفق أوسع وأرحب، فضلاً عن أنّه يمثل حقًّا أصيلاً من حقوق التفلسف والاختلاف مع الآخر أيًّا كان هذا الآخر.
ومن ثم فإنّ جهود الحبابي الفلسفية كانت تعتمد في جزء كبير منها على قضية تحديد المصطلح وبناء مفاهيم تقاربية مع الواقع اللغوي والواقع الفكري، وهما الواقعان اللذان كانا يشغلان الحبابي كثيرًا، حيث لا نجد لديه قضية فلسفية إلا وعالجها من ناحية التحديد الدقيق وبناء مفهومها في الأغلب الأعم؛ محاولة منه لربط المصطلح بمدلوله المناسب في جو مفعم بالتأمل الفكري والحياد الفلسفي وصولاً إلى مدلولات يحتاج إليها الفكر الفلسفي العربي للتعبير عن وجوده الفلسفي وبناء جدار من الخصوصية الفكرية وسط عالم أباح لنفسه هتك ستر هذه الخصوصية.
إنّ مشروع الحبابي الفكري الذي عبّر عنه في مختلف إنتاجه العلمي مرتبط بقوة بقضية تجديد المصطلح، وقد عبر عن هذا الربط في اهتماماته بتجديد المصطلح أو في بناء المفاهيم من خلال القضايا وثيقة الصلة بالفكر العربي المعاصر، ومن خلال تفهم واضح لعلاقة المصطلح بالفكر الغربي في بيئته الثقافية، لكي يزيل ما علق بالمصطلح في البيئة العربية من لبس وقصور لتفاديه والانطلاق إلى المقصد الحقيقي منه والمعبر عن بيئتنا الثقافية، كل ذلك في ضوء عمليات الإحاطة بالمفهوم وتصحيحه وإجراء عملية تقويمه، وهذا كله قاده إلى الإبداع في التعبير عن مجموعة كبيرة من المفاهيم التي ما زالت تلقى رواجًا على المستويين: العربي والغربي.
ومن ثم فإنّ هدف البحث الوقوف على كيفية بناء المصطلحات في البيئة العربية والإسلامية انطلاقًا من تجربة محمد عزيز الحبابي، خاصة أنّ الحبابي وضع من خلال تجديد المصطلح وبناء المفاهيم مجموعة من الأسس المهمة التي تصح أن تكون نواة لإرساء أي مفهوم أو مصطلح يلائم البيئة العربية، وهي الأسس التي تتفادى إشكاليات النقل، وإشكالية الرؤية الأحادية، وإشكالية البيئة الثقافية التي ظهر فيها المصطلح وغيرها من الإشكاليات. كما يهدف البحث إلى استقراء وجهة نظر الحبابي في العديد من المفاهيم التي أعاد بناءها؛ خاصة وأنّه أكد على تجديد مفاهيم: الشخصانية، والوعي، وتفتح الأنا، والمسؤولية والشمول، والقوامة، والواقع، والفكرلوجيا، والأصالة والمعاصرة، وغيرها من المفاهيم التي تغني الحركة الفكرية والفلسفية العربية. وأخيرًا يهدف البحث إلى الكشف عن الخطوات المنهجية التي اتبعها الحبابي وهو في سبيل بناء المفاهيم ومدى حظها من الأصالة والمعاصرة، بحيث تمهد السبيل إلى منهج محدد في بناء المفاهيم في الفكر العربي المعاصر.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا
