تجلّي الإله في مدونات التصوف (الإلهي في قلب الإنساني)
فئة : أبحاث محكمة
تجلّي الإله في مدونات التصوف
(الإلهي في قلب الإنساني)
مقدمة:
أنَزل علم الكلام الله من السماء إلى الأرض، ليكون طرفاً في الصراع بين المختلفين في الدين الواحد، بادعاء كل طرف أنه يملك الحقيقة المطلقة للدين، والحقيقة المطلقة لتصور الألوهية، لتنتقل الأديان من الحجاج الكلامي والجدل اللاهوتي إلى ممارسة العنف بين أتباع الأديان باسم الحرب المقدسة، وكذلك كان الصراع بين الفرق الإسلامية حول الشأن السياسي، ولكنه انتقل إلى الصراع حول ملكية حقيقة الألوهية، ومن يقف الإله بجواره في صراعه مع بقية الفرق الإسلامية في تنازعها، وتم توظيف الديني بين الفرق الإسلامية في معركة الخلاف السياسي على السلطة، ومن ثم فقد أدى تصور الألوهية في علم الكلام إلى أن يكون الله طريقاً للعنف والدماء، وأنزل الإله المقدس ليكون طرفاً في الصراع المدنس على الأرض.
وبالمقابل، كان تجلي صورة الإله في الفقه الإسلامي بوصفه المشرع الأول على الأرض، الذي يملك الحاكمية على رقاب الناس في التشريع، وكان الفقهاء هم نواب الله أو مشرعيه على الأرض الذين يتحكمون في ضبط حركة الاجتماع وأرواح الناس، وباسم نواب الله على الأرض، أصبح الفقه أداة صناعة الخوف في النفوس؟
وهنا اتجه التصوف إلى بناء طريق مغاير لعلاقة الإنسان بالله، طريق ينظر إلى الدين على أنه تجربة روحية فردية يقيمها الإنسان في علاقته بالخالق، وتقوم على المحبة، علاقة تقوم على ضرورة تطهير النفس الإنسانية من الداخل حتى تكون مرآة لتجلي الفيوضات الربانية عليها؛ فالعلاقة بين الخالق والمخلوق في التصوف هي علاقة أفقية أساسها المحبة، ولينقل التصوف بذلك علاقة الله بالإنسان إلى مسار مغاير لعلاقة الله بالإنسان في علم الكلام أو الفقه، والتي تؤسس على الخوف والصراع؛ فما عساها أن تكون صورة تجلي الإله في التصوف الإسلامي؟ وما مدى مغايرتها لما هو سائد في أنماط العلوم الإسلامية الأخرى؟
حاول التصوف أن يؤسس لعلاقة جديدة بين الله والإنسان، علاقة تقوم على الحضور الدائم لله في قلب الإنسان، باعتبار أن الله مصدر الوجود، ومصدر الجمال والجلال والرحمة والكمال والمحبة والتسامح، ومن ثم بدا الاعتقاد بالله لدى الصوفية هو الطريق لإقرار التسامح في علاقته بالآخر المغاير في الدين والثقافة، فماهي طبيعة وحدود العلاقة بين الله والإنسان في التصوف الإسلامي؟
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا
