تجلّي الإله في مدونات الفقه وأصوله (الإلهي في وعاء الاجتماعي)


فئة :  أبحاث محكمة

تجلّي الإله في مدونات الفقه وأصوله (الإلهي في وعاء الاجتماعي)

تجلّي الإله في مدونات الفقه وأصوله

(الإلهي في وعاء الاجتماعي)

مقدمة:

إن تجلّي صورة الإله في الفقه الإسلامي، هو تجلّ للإله بوصفه مشرعاً، عبر تعاليم الشريعة التي جاءت في الكتاب والسنة، ثم اجتهادات الفقهاء عبر التاريخ الإسلامي، ومن ثم فإذا كان تجلي صورة الإله في علم الكلام ترتكز على معاني الألوهية والربوبية، والخلاف اللاهوتي بين الأديان، والخلاف العقائدي بين الفرق والمذاهب الأخرى، فإنه من خلال الفقه وأصوله تتجلى صورة الإله بوصفه مشرعاً للاجتماع البشري، وللجماعة المسلمة، ومن ثم فإن حديثنا عن تجلّي صورة الإله في الفقه الإسلامي هو حديث عن علاقة الألوهية بحركة الاجتماع البشري، وحركة الجماعة المسلمة في التاريخ وعلاقتها بالتشريع والفتوى.

وعلى الرغم من أن القرآن الكريم لم يحمل لنا في مسألة التشريع إلا ستمائة آية فقط كما أقر بذلك فخر الدين الرازي، باعتبار أن القرآن هو كتاب للهداية والأخلاق وصناعة الضمير، فإن ذلك ينبئ لنا بأن الشريعة الإسلامية في النص القرآني والسنة النبوية محدودة جدّاً قياساً بحركة الجماعة المسلمة في التاريخ، وهذا الأمر استدعى ظهور الفقهاء في حضارة الإسلام، لكي يوسعوا في دوائر التشريع وفقاً لاحتياجات البشر وتغير أحوالهم، وتغير زمانهم، وهذا ما منح الفقهاء مكانة مركزية في ثقافة الإسلام، ومنح علم أصول الفقه مكانته البارزة في تشكيل آليات العقل المسلم وعمله في التاريخ.

يحاول هذا البحث أن يناقش مجموعة من القضايا المهمة، ويجيب عن مجموعة من الأسئلة المركزية، وهي: ما هو الدور الذي قام به مشرعو الله على الأرض؟ وكيف رسخ الفقهاء لتقييد عمل العقل المسلم في إطار النص؟ وكيف سيطر الفقهاء على المجال العام الاجتماعي بوصفهم مشرعي الإله على الأرض؟ وما هي الصورة التي رسخها الفقهاء في بناء علاقة المسلم بالآخر المغاير له في الدين؟ وماهي طبيعة علاقة المسلم بالآخر المغاير له في المذهب الديني؟ وهل استطاع الفقهاء أن يقفوا ضد رياح تطوّر حركة الاجتماع ودخول الحداثة كنواب الله على الأرض في عملية التشريع؟

يحاول هذا البحث الإجابة عن تلك الأسئلة المهمة، والتي تكشف لنا عن دور الفقهاء في ضبط حركة الاجتماع لصالح سلطتهم على رقاب البشر، ولصالح السلطة السياسية التي تتحكم وتسير حركة الاجتماع البشري في الدولة الإسلامية؟

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا