تحليل الخطاب القيمي لدى أوليفيي روبول


فئة :  أبحاث محكمة

تحليل الخطاب القيمي لدى أوليفيي روبول

تحليل الخطاب القيمي لدى أوليفيي روبول

الملخص التنفيذي:

يطرح كل حديث عن الخطاب القيمي العديد من الإشكالا ت، خاصة في سياق التربية والتعليم؛ لأن كل خطاب بيداغوجي هو خطاب قيمي بالضرورة، وكل خطاب لغوي سواء كان بيداغوجيا أم لا هو خطاب أيديولوجي رغما عنه، ولفك شفرات الأيدولوجيات التي يحملها كل خطاب في ذاته، آنذاك سنكون في حاجة ماسة إلى محلل للخطابات. لهذا اخترنا الفيلسوف الفرنسي أوليفيي روبول كنموذج، ذلك أنه استطاع من خلال منهجية تحليل الخطاب أن يقوم بتنزيلها على الخطاب البيداغوجي القيمي، لهذا انطلاقا من تخصصه في فلسفة إيميل شارتييه المعروف بألان، واهتمامه بكل من كانط ونيتشه، وبدايته الأولى في تحليل الشعارات، ونقده اللاذغ للبيداغوجيا التلقينية، واهتمامه بالبعد الأيديولوجي للغة، ومحاولة الإجابة عن سؤال ما التعلم؟ ليقوده ذلك إلى البحث في لغة التربية، التي تؤدي بدورها إلى فلسفة التربية؛ لأنه لا وجود للغة للتربية بدون فلسفة للتربية، ولا يمكن أن توجد، كما لا يمكن للغة التربية أن تنفصل عن خطابة الخطاب البيداغوجي؛ لأن الطريقة الوحيدة لتجنب الوقوع في فخ الخطابة هو معرفتها، بعد كل هذه الأدغال المليئة بأشجار الغابات الضخمة والنباتات الكثيفة الملتفة، نكون قد وصلنا إلى الحديث عن قيم التربية، والتي حددها روبول في: الاحترام والتقدير والتضحية وتحمل المسؤولية والحب ومحبة الحكمة والبحث الدؤوب عن حقيقة الحقيقة.

على سبيل التمهيد:

كان ينبغي لهذا البحث أن يكتب باللغة العربية منذ أمد بعيد، نظرا لأهميته في الحقل القيمي؛ لأنه يعيد تناول مسألة القيم التي جرت العادة أننا ننظر إليها بشكل بديهي، وهنا يكمن المشكل؛ ذلك أننا لم نتساءل بعد في بداهة القيم، ولم نعمل على تحليل هذا الحقل المتشابك، فنغض الطرف عنه، وتبدو القيم في العادة كمألوفات مسلم بها، نظرا لتعالقها مع الحقل الديني، ويقع هذا البحث موقع مساءلة القيم خاصة في الحقل الذي تنتمي إليه وتنشط فيه، أقصد هنا حقل التربية والتعليم.

ويبدو حريا بنا في أوقاتنا هذه أن نحاور ما يتضمنه كتاب "قيم التربية" لصاحبه الفيلسوف الفرنسي أوليفيي روبول، نظرا لكونه يتضمن أفكارا جريئة تفكك وتحلل المألوف وتقوض الأساس الذي تقوم عليه القيم، فهو كتاب يبحث في مسألة في غاية الأهمية، وهي مسألة القيم التي نستقيها في ثقافتنا العربية الإسلامية من الدين الإسلامي، ولو أننا نتحدث عن القيم التربوية والتعليمية التعلمية التي على المتعلم أن يتبنّها، هكذا فنحن نتحدث عن مسألة القيم في سياق التعليم، وفي علاقة المعلم بالمتعلم، وهذا الأمر من وجهة نظرنا يكتسي من الأهمية مالا يتصور، حيث إن علينا جميعا أن نعيد مساءلة هذه القيم التي تؤطر تعليمنا ونسقنا التربوي، وتتحكم فيه وتشرطه. أما عن طبيعة مساءلتنا، فيفضل أن تكون عميقة الأثر، وتكون لدينا شجاعة السؤال عن قيمنا في التربية والتعليم.

أيّ قيم نريد لتعليمنا، وما القيم التي يمكن لمتعلمينا تبنيها، أهي قيم خصوصية محلية تخص ثقافتنا العربية الإسلامية أم قيم كونية شمولية عولمية؟ كما يجب التفكير في مساءلة القيم على جميع مستوياتها وامتداداتها أيضا.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا