ترجمة فصل من كتاب بييرهادو

فئة :  ترجمات

ترجمة فصل من كتاب بييرهادو

ترجمة فصل من كتاب بييرهادو[1]

سلمى بنتاجة

نور الهدى كرموش

مقدمة

يعد كتاب "Qu’est-ce que la philosophie antique ?" لبيير هادو دراسة شاملة للفلسفة القديمة، ينطلق من الحديث عن الفلاسفة اليونانيين القدامى إلى الأفلاطونيين الجدد. مع التركيز على الأسئلة الأساسية والاحتياجات البشرية التي دعت إلى ظهور الفلسفة القديمة. يعدّ الكتاب مرجعًا أساسيًّا لفهم الفلسفة القديمة، حيث يقدم تحليلًا عميقًا للفلاسفة القدامى، مع إبراز هادو للتأثيرات الثقافية والدينية التي شكّلت هذه الفلسفة.

لذلك، سوف ننطلق من المدارس الفلسفية في الحقبة الإمبراطورية:

خلال الفترة الهلنستية وفي بداية الفتح الروماني، كانت المؤسسات التعليمية والمدارس الفلسفية، كما نعلم، مركزة بشكل رئيس في أثينا. أو بالأحرى، باستثناء مدرسة الأبيقوريين، يبدو أنها اختفت في نهاية الجمهورية الرومانية أو في بداية الإمبراطورية نتيجة لظروف تاريخية معقدة، من بينها تدمير أثينا على يد سولا (87 قبل الميلاد).

‎منذ ذلك الحين، بدأت المدارس الفلسفية تظهر في العديد من مدن الإمبراطورية الرومانية، خاصة في آسيا والإسكندرية، وأيضًا في روما. ونتج عن ذلك تحول عميق في أساليب تعليم الفلسفة.

كانت هناك أربع مدارس كبرى: الأفلاطونية، الأرسطية، الأبيقورية، والرواقية، ترافقها تيارات أخرى أكثر تعقيدًا مثل الشكية والكلبية.

بدءًا من القرن الأول قبل الميلاد، شهدت الأبيقورية والشك تراجعًا تقريبًا؛ بمعنى ستختفي تدريجياً لتفسح المجال لما يُسمى بـ الأفلاطونية الجديدة، التي تشكل مزيجًا من الأرسطية والأفلاطونية بشكل ملحوظ بدءًا من القرن الثالث الميلادي، خاصة عند فلاسفة مثل فرفوريوس ثم أفلوطين.

تحول التدريس الفلسفي: من النقد الحر إلى التقليد الأكاديمي

في البداية، كانت المدارس الفلسفية تشجع على التفكير النقدي والنقاش المفتوح حول الأفكار الفلسفية، مثلما كان يفعل الأكاديميون في العصور القديمة مثل أركسيلاوس وكارنيادس، الذين كانوا يركزون على نقد الأفكار والنصوص المختلفة. ومع مرور الزمن، أصبحت النصوص الفلسفية الخاصة بالفلاسفة القدماء، مثل أعمال أفلاطون وأرسطو، صعبة الفهم بالنسبة إلى الفلاسفة المبتدئين، مما أدى إلى تحول تدريجي في أسلوب التدريس.

في هذه الفترة، أصبح التدريس الفلسفي يركز على شرح النصوص الفلسفية “السلطوية” (les dialogues de platon) بدلاً من التشجيع على التفكير النقدي والنقاش المفتوح. وكذلك تركز التعليم على نقل العقائد المدرسية المعترف بها، مما قلل من تطوير فهم فلسفي شخصي، كما أن الفلاسفة المبتدئين أصبحوا يركزون على تحسين ثقافتهم العامة، بدلاً من الانخراط في الحياة الفلسفية الوجودية. رغم ذلك، كانت الفلسفة لا تزال تُعدّ وسيلة للتحول الروحي الداخلي.

تطور تدريس الفلسفة في العصور القديمة:

شهد تدريس الفلسفة انتقالًا من التعليم غير الرسمي إلى التعليم المؤسسي. في البداية، كانت الفلسفة تُدرّس في أثينا بشكل غير رسمي، لكنها أصبحت جزءًا من البرامج الدراسية في مؤسسات مثل “الإفيبيا الأثينية”. خلال العهد الإمبراطوري، دعم الأباطرة تدريس الفلسفة، كما فعل ماركوس أوريليوس بإنشاء كراسي إمبراطورية لتدريس المذاهب الكبرى (الأفلاطونية، الأرسطية، الرواقية، الأبيقورية). بالإضافة إلى المؤسسات الرسمية، ظهرت مدارس خاصة مستقلة أسسها فلاسفة مثل بلوتارخ وسيريانوس، وكانت مدعومة بتمويل خاص، بعيدًا عن السلطة الإمبراطورية. هذه المدارس ركزت على استمرارية الفلسفة كممارسة حياتية وفق تقاليد فيثاغورية وأفلاطونية. ومع ذلك، انقطعت الروابط الحية بين هذه المدارس وأسلافها العظماء، ولم تعد مكتباتها تحتوي على النصوص الكاملة لتلك العصور.

طرائق التدريس: عصر التعليق

شهدت طرائق تدريس الفلسفة تحوّلًا جذريًّا بدأ في نهاية القرن الثالث قبل الميلاد، حيث انتقل التعليم الفلسفي تدريجيًا من الحوارات والنقاشات المباشرة إلى أسلوب التعليق على النصوص الفلسفية. ويُعد هذا الأسلوب الجديد انعكاسًا لتغيرات ثقافية ومعرفية عميقة في تلك الفترة. على سبيل المثال، نعرف أن كراسوس، رجل الدولة الروماني، درس في أثينا عام 110 قبل الميلاد تحت إشراف الفيلسوف الأكاديمي تشارماداس، حيث قرأ نصوصًا لأفلاطون مثل “جورجياس”. كما قام الفيلسوف الأفلاطوني كرانتور حوالي عام 300 قبل الميلاد بكتابة تعليق على “طيماوس” لأفلاطون، ما يُظهر جذور هذا الأسلوب في الفكر الفلسفي. وبحلول القرن الأول قبل الميلاد، أصبح التعليق على النصوص الشكل الأساسي لتدريس الفلسفة، وهو ما أكدته شهادات لاحقة، منها شهادة كاتب لاتيني من القرن الحادي عشر الميلادي، أشار إلى حنين الفيلسوف الأفلاطوني في أثينا إلى الانضباط القديم للمجتمع الفيثاغوري، مقارنةً بتوجه التلاميذ المعاصرين الذين أرادوا التحكم في ترتيب تعلمهم للفلسفة.

يعكس هذا التحول تطورًا في طبيعة التعليم الفلسفي، حيث أصبح النص المكتوب محورًا للتأمل والتعلم.

ارتباط الفلسفة بقراءة النصوص:

بالنسبة إلى الأفلاطونيين، تعني الفلسفة قراءة أفلاطون، وبالنسبة إلى الأرسطيين تعني قراءة أرسطو، وللرواقيين قراءة كريسيبوس، وللأبيقوريين قراءة أبيقور.

كان الهدف من هذه القراءة هو تحقيق تقدم روحي وأخلاقي، مثل أن يصبح الإنسان أكثر اعتدالًا وأفضل أخلاقيًّا، لكن يبدو أن ذلك لم يكن دائمًا هدف التلاميذ، الذين سعوا أحيانًا إلى تحسين أسلوبهم اللغوي أو اكتساب المزيد من السحر الشخصي.

كان هناك تنظيم يصاحب هذه القراءات؛ فمثلا في مدرسة برج الثور، كانت قراءة أفلاطون تتم وفق ترتيب معين يتماشى مع برنامج التدريس الذي يهدف إلى مراحل من التقدم الروحي. هذا الترتيب يشير إلى أن العملية التعليمية كانت موجهة بشكل منهجي إلى تحقيق غايات أخلاقية وفكرية. وأصبح هناك تركيز كلّي على القضايا بدلا من النصوص.

لم تعد القضايا الفلسفية تُناقش بشكل مباشر، بل أصبحت النقاشات تدور حول ما قاله الفلاسفة الكبار (مثل أفلاطون وأرسطو) عن تلك القضايا.

على سبيل المثال، بدلًا من سؤال “هل العالم أبدي؟”، أصبح السؤال “هل يعتبر أفلاطون العالم أبديًّا وفقًا لما جاء في طيماوس؟”. الشيء الأساسي في هذا النظام هو أن النصوص أصبحت دائمًا نقطة البداية لأي نقاش أو تحليل.

التعليق على النصوص كأسلوب حياة:

إن دراسة الفلسفة، حتى من خلال قراءة النصوص والتعليق عليها، ليست مجرد نشاط أكاديمي أو معرفي، بل هي وسيلة لتشكيل أسلوب حياة وتحقيق التوازن الداخلي والتحول الأخلاقي.

التعليق على النصوص يُنظر إليه على أنه ممارسة تشكل العقل وتدعوه إلى التواضع، مما يعزز الحياة التأملية. الهدف النهائي للفلسفة، كما أشار توروس، هو “أن يصبح الإنسان أفضل وأكثر اعتدالًا” (Pour devenir meilleurs et plus tempérants)

ولممارسة التعليق على النصوص وفقًا لبلوتارخ، يجب تتبع هذا المسار الروحي عند أفلاطون وأرسطو، مما يتطلب قراءة النصوص بترتيب معين لتحقيق الغايات الروحية.

البداية بالأخلاق: مثل السيبياديس، الذي يركز على معرفة الذات، وفيدون، الذي يدعو إلى الانفصال عن الجسد.

الانتقال إلى الفيزياء: مثل طيماوس، الذي يكشف عن العلاقة بين العالم المادي والمعقول.

الصعود إلى اللاهوت: مثل بارمينيدس وفيليبوس، حيث يُكتشف الواحد والخير المطلق.

فالفلسفة في التقليد الأفلاطوني والأرسطي ليست مجرد علم نظري، بل هي مسار روحي يبدأ بالتطهير الأخلاقي، ويمر بفهم العالم المادي، وينتهي بالتأمل في الحقيقة المطلقة. قراءة النصوص الفلسفية بترتيب معين يعكس هذه الرحلة الروحية، مما يجعل الفلسفة أسلوب حياة يسعى إلى تحقيق الكمال الروحي والعقلي.

الفلسفة كنمط حياة: دور المعلم وإحياء التقليد الفيثاغوري

إن دور المعلم الفلسفي في العصور القديمة جاء كمرشد روحي وضميري، يجمع بين التعليم النظري والممارسة الحياتية المشتركة مع تلاميذه، مع الإشارة إلى إحياء التقليد الفيثاغوري الذي ركز على أسلوب حياة زاهد وأخلاقي كجزء من التدريب الفلسفي، وكيف أن هذه الأفكار والتقاليد تم دمجها في المدارس الفلسفية اللاحقة، مثل الأفلاطونية، بوصفها امتدادًا للبحث عن الحقيقة والتطور الروحي.

أفلوطين وفرفوريوس: اختيار الحياة

تمت ولادة الفيتاغورية من خلال إعادة إحياء مبادئها من قبل فرفوريوس في رسالته المعنونة "في الامتناع"، الذي وجه من خلالها انتقاداً لعمل كاستريسيوس -الذي كان يعبر عن ممارسة فلسفية- ويوبخه لعدم إخلاصه للقوانين الفلسفية (أي قوانين كل من فيثاغورس وامبيدوقليس كمؤسسين للفلسفة الإنسانية).

وقد اتخذ فرفوريوس من الفلسفة أفلوطين أسلوب حياة متكامل يغطي جوانب الوجود، باعتبار أن فلسفة أفلوطين طريقة حياة تختلف جذريًّا عن أنماط حياة الاخرين، حيث إن الفلسفة هي من الصنائع الفكرية والعقلية، وليست موجهة أو من خصال العامة من الناس؛ أي للعاملين في المهن أو الحرف اليدوية أو مع السياسيين والرياضيين، حيث إن الفلسفة تطرح لمن يستطيع أن يفكر في الأسئلة الوجودية، مثل التساؤل حول الذات من أنا؟ من أين أتيت؟ أين يجب أن أذهب بعد الموت؟ إذن الفلسفة توجه إلى ذلك الإنسان الذي يعيش بطرائق مختلفة عن سائر الناس.

وبالتالي تبنّى فرفوريوس طريقة لعيش الحياة تتمثل في:

1. يوصي فرفوريوس بالعيش وفق منظور المدرسة الأفلاطونية المحدثة (منظور أفلوطين)؛ أي "العيش حسب الروح"، وهو مفهوم مشترك مع المدرسة الأرسطية ... يقوم هذا الأسلوب في الحياة على العيش وفقا للجزء الأعلى من النفس والعقل. وهنا يظهر التقارب بين الأفلاطونية المحدثة والأرسطية في التركيز على أهمية العقل، وبالتالي يختفي دور العمل السياسي الذي كان محوريًّا في الفلسفات السابقة مثل الأكاديمية الأفلاطونية والفيثاغورية، حيث إن فلسفة فرفوريوس تهدف إلى التأمل الفردي، وليس على النشاط السياسي أو الاجتماعي.

2. التأمل كطريق للسعادة، حيث إن التأمل (الفيوريا) هو الطريق للوصول إلى السعادة، وليس مجرد تراكم للاستدلالات العقلية أو المعرفة النظرية؛ فالتأمل لا يبنى من خلال إضافة أجزاء من المعرفة أو زيادة التفكير العقلاني.

3. يتناول فرفوريوس فكرة أرسطو حول اكتساب المعرفة، لكنه يضيف إليها بعد أعمق. يقول فرفوريوس أن المعرفة لا يجب فقط أن تكتسب، بل يجب أن تتحول إلى "حياة" و"طبيعة" في ذواتنا؛ بمعنى آخر، يجب أن تصبح هذه المعرفة جزءا من كياننا وشخصيتنا؛ أي يجب أن تنمو معنا، كما يجد هذا المفهوم في محاورة تيماوس التي أكد أفلاطون من خلالها أن المتأمل يجب أن يجعل نفسه مشابها لما يتأمله، فيعود بالتالي إلى حالته السابقة. يقول أفلاطون إنه من خلال هذا الاستيعاب نحقق هدفنا في الحياة.

لذلك، فالتأمل والمعرفة هما طريقان مجتمعان للوصول إلى السعادة الحقيقية، وإحداث تحول ذاتي عميق، يتم عبر تطهير النفس. وحسب أرسطو، هذا التحول هو عودة إلى الذات الحقيقية التي هي في الأصل روح إلهية داخلنا، وهنا ينتقل الإنسان من الذات الدنيا أي المرتبطة بالحواس والماديات إلى الذات الحقيقية، وهي الذات المتعالية التي تمثل الجوهر الحقيقي. هنا يصف فرفوريوس أسلوب حياة الفيلسوف بأنه يقوم على فصل النفس عن الحواس والخيال والعواطف، والاكتفاء بما هو ضروري للجسد والابتعاد عن صخب الجمهور متشبها بأسلوب حياة الفيثاغوريين والفلاسفة القدماء، كما وصفهم أفلاطون في ثياتيتوس، ليخلص في الأخير أن التأمل يعني الزهد.

مستويات الذات وحدود الخطاب الفلسفي:

عمل بيير هادو على استخراج نظرية من أطروحات أفلوطين الأربع والخمسين، والتي تشرح نشأة الواقع، حيث تنطلق من "الواحد" أو "الخير" (مصدر كل وجود)، والذي تنبثق منهم مستويات متدنية بالتدريج: أي العقل (النوس) ثم النفس (الروح)، وصولا إلى العالم الحسي المليء بالتعددية والاضطراب.

يقول أفلوطين في نظريته إن الواحد غير متكثر وغير قابل للوصف، وهو أساس كل شيء. تهدف فلسفة أفلوطين إلى الزهد ومعرفة الذات. ويجب على الإنسان إدراك نفسه كالنفس عاقلة منفصلة عن النفس غير العاقلة المرتبطة بالجسد والملذات. هذا الزهد هو الذي يدفع الإنسان إلى معرفة ذاته كروح نقية وتساعده على الإجابة عن أسئلة مستمعيه ودعوتهم للارتقاء الروحي والحياة الفاضلة.

وقد قسم أفلوطين معرفة الذات إلى قسمين:

1. معرفة الذات على مستوى العقل (معرفه عقلية واعية).

2. معرفة الذات كروح خالصة متحدة مع الخير (تجربة داخلية عميقة).

هذا ما يدفع الإنسان إلى فقدان الذات الفردية وإعادة اكتشافها في الكلية الإلهية.

في نظر أفلوطين إن الخطاب الفلسفي هو خطاب محدود لا يستطيع التعبير عن المطلق، رغم أنه يساعد في توجيه الإنسان نحو الواحد. وبالتالي لا يمكن فهم الواحد إلا من خلال تجربة وحدوية تتجاوز كل وصف، حيث يصبح الإنسان جزءاً من مصدر الأشياء.

الرغبة في المزج والتناغم بين الخطاب الفلسفي والتقاليد الدينية

إن الفلسفة الأفلاطونية المحدثة التي تطورت بعد أفلوطين وتحديداً مع تلاميذة مثل: بروكليس، وداماسكيوس، وامبليخوس، وسوريانوس. نلمس فيها هذا التطور من ناحية الخطاب الذي حاول من خلاله رواد هذه المدرسة المزج أو التوفيق بين الفلسفة القديمة مثل الأفلاطونية والفيثاغورية والتقاليد الدينية، مثل الكتابات الأرفية والأقوال الكدانية. ويظهر هذا المزج خاصة في التسلسلات الهرمية للمفاهيم عند الأفلاطونية المحدثة، والتي تعدّ رياضة فكرية تهدف إلى تنمية القدرة على التحديد والتفكير العقلاني. قدم بيير هادو مثالاً من خلال الحديث عن بروكلس الذي أعطى تفسيراً هندسيًّا للفلسفة الأفلاطونية في كتابه "العناصر اللاهوتية". وكذلك تأملات داماسكيوس حول "مبدأ كل شيء" وكشف عن عمق كبير. وقد أثر نظام بروكلس على الفكر الغربي، خاصة في عصر النهضة، حيث إن الأفلاطونيين الجدد ركزوا على التفسير العقلاني للنصوص، كما ركزوا على الزهد والتجربة الأخلاقية والصوفية واتخذوه نمط حياة.

وقد ارتبط الخطاب الفلسفي بالممارسات "الثيورجية"، وهي طقوس دينية تهدف إلى تنقية الروح وتحقيق الإتحاد مع الآلهة، اعتباراً من الأفلاطونيين الجدد أن الروح تحتاج إلى هذه الطقوس لعدم سقوطها في الجسد والصعود نحو الإلهي.

هكذا مزجت الأفلاطونية المحدثة بين الخطاب الفلسفي والطقوس الدينية.

[1]- Pierre Hadot , Qu’est-ce que la philosophie antique ?pp226-264