ترجمة مقدّمة جوسلين سيزاري
فئة : ترجمات
ترجمة مقدّمة جوسلين سيزاري(*)
جوسلين سيزاري
نقلها إلى العربيَّة: إبراهيم الفيضا**
ملخص:
أصبح النقاش، بشكل متزايد، حول مدى تَوافق الإسلام والقيم السياسيَّة والثقافيَّة الغربيَّة، منذ الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، نقاشاً عاماً؛ حيث أصبح ذلك النقاش يتّبع نمطاً معيناً سمَّاه محمود ممداني «الحديث الثقافي»[1] (Cultural talk) في كتابه: (Good Muslim, Bad Muslim)[2]. وهذا «الحديث الثقافي» يقوم على مُقاربة جوهرانيَّة للإسلام، باعتباره إيديولوجيا موحدة تمتدُّ من أوروبا وصولاً إلى العراق وأفغانستان. وقد تمَّ، وفق هذه النظرة، تَحجير المسلمين في التاريخ وتثبيتهم، وهُم يشغلون قالباً ووصفاً لا يستطيعون منه فكاكاً، ويتمُّ تحديدهم وتعريفهم انطلاقاً من تَقَيُّدهم بالماضي وعجزهم عن مجابهة مجموعة من التحديات الحاليَّة ومعالجتها، من قبيل التطوُّر السياسي والتفكير الديني الليبرالي. وهذه المقاربة بالذات تبرّر نشأة وحصول فارق لا يمكن تذليلُه بين (العصر) الحديث وما قبل الحديث، وبين العَلمانية والإسلام[3].
ارتكز ذلك التناقض بين الإسلام والحداثة لفترة طويلة على مسألة الدمقرطة، فضلاً عن ارتكازِه على ذلك المنظور الذي يزعم أنَّه يستحيل على الدُول المُسلمة بُلوغ الديمقراطيَّة[4]، فقد سِيق هذا النمط الثنائي من التفكير إلى مجال العلاقات الدوليَّة؛ وذلك بهدف مناقشة قضيَّة عَلمنة المجتمعات المُسلمة منذ الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، إضافة إلى محاولة الكشف عن الأسباب الكامنة وراء أزمات دوليَّة، من جِنس الرُسوم الدانماركيَّة. علاوة على هذا، إنَّ دور الإسلام على مستوى العلاقات الدوليَّة هو الآن جزء من النقاش الجاري حول إدماج المُهاجرين المُسلمين داخل الديمقراطيات الغربيَّة، وبتعبير آخر؛ تَلاشى وضوح ذلك الحدّ الفاصل بين السياسة الداخليَّة والسياسة الدوليَّة، من حيث تقييم دور الإسلام في الغرب.
للاطلاع على الملف كاملا المرجو الضغط هنا
_______________________________________________________________
* Jocelyne Cesari (ed.), Muslims in the West after 9/11: Religion, Politics, and Law (London and New York: Routledge, 2010).
** إبراهيم الفيضا، ماجستير في اللغة الإنجليزيَّة وآدابها، تخصُّص: خطاب الاستعمار وما بعد الاستعمار. أستاذ باحث من المملكة المغربيَّة.
[1] - لو لم نخشَ أن نُحرف المقصود الحرفي للكلمة المطروحة هنا لقلنا بدلاً من ذلك "التناقض الثقافي"، أو حتى "النقيض الثقافي"؛ لأنَّ ما تعنيه العبارة، وخصوصاً في وسائل الإعلام بكلّ أصنافها، هو ذلك التقابل الحاد، الذي أُرِيد له أن يكون كذلك، بين الإسلام والغرب (المترجم).
[2] - M. Mamdani, Good Muslim, Bad Muslim: America, the Cold War, and the Roots of Terror, New York: Pantheon, 2004
[3] - T. Asad, "Secularism, Nation-State, Religion" in Formations of the Secular: Christianity, Islam, Modernity, Stanford: Stanford University Press, 2003
[4] - L. Diamond, Islam, and Democracy in the Middle East, Baltimore: JohnsHopkins University Press, 2003