تعزيز المواطنة طريق الاستقرار السياسي العميق

فئة :  أبحاث محكمة

تعزيز المواطنة طريق الاستقرار السياسي العميق

تعزيز المواطنة طريق الاستقرار السياسي العميق

في معنى المواطنة:

يحتلّ مفهوم المواطنة موقعاً مركزيّاً في الفكر القانوني والدستوري المعاصر؛ إذ إن المواطنة -بما تشكل من شخصية اعتبارية- لها حقوق وواجبات، وهي أحد الأعمدة الرئيسة للنظريات الدستورية والسياسية المعاصرة؛ إذ إن الفكر السياسي الحديث يعتمد في البناء القانوني للوطن على هذا المفهوم، ويُحدِّد له جملة من الإجراءات والاعتبارات. لذلك، فإننا نعتقد أن تطوير واقعنا السياسي والقانوني اليوم، مرهون إلى حدٍّ بعيد على قدرتنا -على المستويين النظري والعملي- لبلورة هذا المفهوم، وتوفير المناخ السياسي والقانوني والثقافي، لكي يتبلور هذا المفهوم كحقوق وواجبات في الفضاء الاجتماعي والوطني.

ومن الطبيعي القول في هذا الإطار: إن المجال العربي اليوم لا يمكن أن يخرج من أزماته وتوتُّراته الداخلية، إلَّا بإعادة الاعتبار في السياسات والإجراءات والتشكيلات إلى مفهوم المواطنة والعمل على صياغة فضاء وطني جديد، قوامه الأساس ومرتكزه الرئيس هو المواطنة بصرف النظر عن المنابت الأيديولوجية أو القومية أو العرقية؛ إذ إن التنوُّع المتوفِّر في هذا الفضاء بعناوين متعدِّدة ومختلفة، لا يمكن أن يتوحَّد في الفضاء الوطني إلَّا بمواطنة حقيقية، يمارس كل مواطن حقَّه ويلتزم بواجبه من دون مواربة أو مخاتلة؛ فالمواطنة بكل ما تحتضن من متطلَّبات وآليات هي حجر الأساس في مشروع البناء الوطني الجديد؛ وذلك لأن الكثير من الأزمات والتوتُّرات المتوفِّرة في العديد من البلدان العربية، هي في المحصلة النهائية من جرَّاء تغييب مفهوم المواطنة والإعلاء من شأن عناوين خاصة على حساب الإطار الوطني العام. إن هذا النهج الذي غيَّب أو ألغى المواطنة لصالح ولاءات خاصة، هو الذي عبره وعبر متوالياته وتأثيراته فاقم التوتُّرات، وزاد من الاحتقان السياسي، وأدَّى إلى هشاشة الاستقرار الاجتماعي في العديد من الدول، وأفضى إلى خلق جزر اجتماعية معزولة بعضها عن بعض، لا يجمعها إلَّا الاسم والعنوان العام.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا