تقرير حول اللقاء الحواري الثالث حوار د. أشرف منصور في كتابه: "دليل كيمبردج في تاريخ الفلسفة العربية"
فئة : حوارات
تقرير حول اللقاء الحواري الثالث
حوار د. أشرف منصور في كتابه:
"دليل كيمبردج في تاريخ الفلسفة العربية"
قامت مؤسسة مؤمنون بلاحدود في إطار نشاطها الثقافي على منصة زوم، يوم الجمعة 12-07-2024 عند الساعة الخامسة بتوقيت المغرب، باستضافة د. أشرف منصور. وقد ذكرت الدكتورة ميادة كيالي بعد ترحيبها بضيف اللقاء وبالمتابعين الذين كان حضورهم وازنًا وذا خصوصية مميزة، أن هذا اللقاء متفرد؛ لأنه يجمع ما بين الفلسفة والترجمة، من خلال إصدار تفخر به المؤسسة، وهو كتاب "دليل كيمبردج في تاريخ الفلسفة العربية" الذي حرّره بيتر آدامسون ريشارد تايلور، وقام بترجمته الدكتور أشرف منصور. وقد وصل هذا الكتاب إلى القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب لعام 2024، يُعد مرجعًا مهمًّا في الفلسفة العربية. وتنبع أهمية هذا الكتاب من كونه يُعدّ "دليلًا" أكاديميًا شاملًا للباحثين المبتدئين والمتخصصين في مجال الفلسفة على حد سواء، وهو ينتمي إلى سلسلة الكتب المرموقة التي تصدرها دار جامعة كيمبردج، حيث يتميز بالجمع بين الشمولية والتخصص الدقيق؛ فكل فصل منه كتب بواسطة أكاديميين غربيين متخصصين في موضوع الفصل الذي كتبوه. وفي مقابل ذلك، أشادت الدكتورة ميادة كيالي بما ما تقوم به مؤسسة مؤمنون بلا حدود في تقديم الأعمال المتميزة في مجالات الترجمة والفلسفة، وما تسعى إليه من خلال هذه الندوات الحوارية في تسليط الضوء على تلك الأعمال المهمة التي أصدرتها.
بعد ذلك، أعطت الكلمة للدكتور حسام الدين درويش لمباشرة الحوار مع ضيف اللقاء د. أشرف منصور، بعد أن رحب به. وقد جاءت أسئلة المحاور منظمة ومتناسقة، بدأت بالسؤال عن قصة الكتاب وترجمته وسياقه التاريخي، ثم الغاية من عنوانه وعلاقته بمضامين الكتاب، وكيف تكون الفلسفة عابرة للغات، وما الخصوصية اللغوية للفلسفة العربية، وكيف نجح الكتاب في الجمع بين التوجه إلى المختصين، والتوجه إلى المبتدئين أو عامة القراء، في الوقت نفسه وما إلى ذلك من الخطوط الرئيسة التي شملها الكتاب.
استهل د. أشرف منصور بالشكر الجزيل للدكتورين ميادة كيالي وحسام الدين درويش، وأثنى على فكرة التعريف بإصدارات المؤسسة، والتي وصفها بالفكرة الرائعة، ثم حاول التعريف بالكتاب موضوع النقاش، والذي قال عنه: "كتاب "دليل كيمبردج في تاريخ الفلسفة العربية" هو كتاب معروف للغاية لدى المشتغلين بحقل الفلسفة الإسلامية، سواء في العالم العربي أو في الغرب؛ فمعظم الباحثين الذين يشتغلون في هذا الحقل يعرفون الكتاب جيّدًا، ومنهم الذين اشتغلوا عليه في أبحاثهم مثل أبحاثي أنا، منذ كتاب "العقل والوحي" سنة 2014، و"ابن رشد في مرايا الفلسفة الحديثة" سنة 2018، فكنت دائمًا أستعين به في عملي وأبحاثي أو في كتبي، وهو معروف ومشهور لدى الباحثين والمتخصصين في الفلسفة الإسلامية في العالم العربي، ووجدته مستشهدًا به في هوامش العديد من الأبحاث العربية..."، وذكر أن الكتاب صدر سنة 2005، وصدرت ترجمته سنة 2023 عن مؤسسة مؤمنون بلاحدود للنشر والتوزيع، وهو أكثر من مجرد تاريخ الفلسفة العربية الإسلامية. إنه دليل لتاريخ الفلسفة العربية الإسلامية. لو كان تاريخًا للفلسفة الإسلامية، لكان شبيهًا بكل كتب الفلسفة الإسلامية من هذا النوع، مثل كتاب دي بور القديم، وكتاب ماجد فخري الأحدث، لكنه دليل لتاريخ هذه الفلسفة؛ بمعنى أنه يحوي دراسات معمقة ومفصلة في أعلام فلاسفة الإسلام، وفي مناحي هذه الفلسفة مثل الميتافيزيقا والأخلاق والسياسة والمنطق والعلم الطبيعي. والكتاب مليء بهوامش زاخرة بالدراسات الأكاديمية الغربية في الفلسفة الإسلامية. وبهذا المعنى، فهو دليل فعلا، مما يفتح المجال للباحث العربي للعثور على هذه الدراسات لقراءتها والاستعانة بها. وقد آثر أن يترجم عنوان هذا الكتاب كما هو باللغة الإنجليزية، وأشرح مبرر المؤلفين والمحررين في استخدام هذا التعبير، وإن كان البعض من هؤلاء أنفسهم في أعماله الخاصة خارج هذا الكتاب، لا يزال متمسكًا بتعبير الفلسفة الإسلامية؛ لأنه صار تعبيرًا اصطلاحيًا. وأضاف في إطار حديثه عن سبب اختيار العنوان، أن النص الفلسفي عابر للغات حاضر في اليونانية أو في السوريانية وفي العربية وفي اللاتينية، ثم في اللغات الحديثة في أوروبا. ومن جهة أخرى، صرح المؤلف أن من مقاصد الكتاب التوجه إلى المتخصصين وإلى عامة القراء في وقت واحد؛ فهو يشمل الفلسفة العربية عبر تسعة قرون، وهي فترة طويلة للغاية، ويشمل كل فلاسفة الإسلام الذين نسمع عنهم، وهذا هو الجانب الأكاديمي من الكتاب، وهو ممتع للقارئ العام أو غير المتخصص؛ لأنه يزيل الفاصل بين المتخصص وغير المتخصص من حيث المبدأ. وانتهى الضيف بعرض فصول الكتاب، واحدًا واحدًا، وقد وقف عند مضامين كل فصل على حدة، وعددها تسعة عشر فصلا، وخلص في حديثه، وهو يجري مقارنة بين الكاتب العربي والكاتب الغربي، بالقول: "عندما يكتب الغربيون في الفلسفة الإسلامية، فهم يركزون على تحليل النصوص؛ فالنص مهم جدًّا بالنسبة إليهم، ولذلك غالبا ما يحيلون إلى رقم السطر، وليس إلى رقم الصفحة. ونحن عندما نشتغل بالفلسفة الإسلامية، نقرأ كتاب الفيلسوف كما نقرأ أي كتاب آخر، العربية هي لغتنا الأم، ولذلك نقرأ النص الفلسفي العربي بسرعة ولا نقف كثيراً على الكلمات والعبارات"، ثم توجه في نهاية كلامه بالشكر الجزيل للدكتور حسام درويش والدكتورة ميادة كيالي، وكل الأساتذة والزملاء والأصدقاء الأعزاء الذين شرّفوه بالمتابعة.
تابع اللقاء عدد غفير من المهتمين والباحثين المتخصصين وغير المتخصصين، وقد أسهم هؤلاء بتدخلاتهم في إثراء اللقاء وإغنائه في جوّ علمي ومعرفي رصين. وقد حضر اللقاء شخصيات وازنة نذكر منهم: د. رضوان السيد - د. جورج عوض – د. عبد السلام شرماط – د. صابر مولاي أحمد، وآخرون ممن تابعوا اللقاء بعناية واهتمام.
ختم اللقاء بإعلان الدكتورة ميادة عن عنوان الكتاب موضوع اللقاء الحواري الرابع، وهو كتاب "تجلّي الإله جدل الإلهي والإنساني في الثقافة الإسلامية" للدكتور أحمد محمد سالم؛ وذلك يوم الجمعة الموافق 09-08-2024 عند الساعة الخامسة بتوقيت المغرب.