توافقية الدين والقيم الإنسانية والخلقية في مثالية توفيق الطويل المعدّلة
فئة : أبحاث عامة
ملخص:
عمل توفيق الطويل، من خلال اتجاهه الفكري، الذي تبنّاه وأطلق عليه «المثالية المعدّلة» (التي جاءت ردّ فعل على مثالية كانط الكلاسيكية المتزمّتة في جانبها الأخلاقي والقيمي، حيث ابتعدت الأخيرة كليّاً عن الدين في معناه السماوي، ونادت بدين أخلاقي مقابل الأديان السماوية الثلاثة)، على بيان ذلك التناغم والتوافق بين مبادئ الدين من ناحية، وبين القيم الإنسانية، وفلسفة الأخلاق، من ناحية أخرى. ومن ثمّ عمل على تقديم مذهب أخلاقي يُظهر ذلك التوافق التامّ بين القيم الإنسانية والخلقية، ومبادئ الدين، فأكّد أنّ حاجة الإنسان إلى الدين ليست حاجة ثانوية، ولا هامشية؛ بل هي حاجة أساسية أصيلة تتصل بجوهر الحياة، وسرّ الوجود، وأعمق أعماق الإنسان. ومن ثمّ رأى أنّ من أنكروا الأديان المنزّلة بوحي إلهي اخترعوا أدياناً أوجبوا على الناس اعتناقها؛ لأنها تحتوي على ثقافة لا غنى عنها لحياة الفرد، ومسيرة المجتمع.
ثم أخذ يؤكّد أنّ المبادئ الأخلاقية مبادئ إنسانية، ومن ثمّ لا يمكن أن يكون بينها وبين مبادئ الدين أدنى تعارض؛ فرأى أن قديم الإسلام حيّ وجديد باطراد، وأصوله ومبادئه صالحة لكلّ زمان ومكان؛ فقد أقرّ الإسلام حقوق الإنسان المهدورة في القرن العشرين، وسبق بذلك القرن الثامن عشر، الذي يعدّونه قرن حقوق الإنسان. فقد أيّد الإسلام هذه الحقوق، ومكَّن لها، وجعل منها ديناً ودنيا، وأقامها على دعائم أخلاقية وروحية تسمو كثيراً على ما جاء به ميثاق الأمم المتحدة عام (1948م). وأكّد أنّ حقوق الإنسان، التي تُفاخر الحضارة الغربية بالكشف عنها، قد أقرّها الإسلام منذ أربعة عشر قرناً.
كما حاول الطويل أن يدرأ ذلك الخلاف المزعوم بين بعض المبادئ المعروفة في فلسفة الأخلاق، ومبادئ الإسلام، ورأى أنّ مثل هذا الزعم لهو قول متهافت ومرفوض؛ لأنّ مبادئها إنسانية، ومن ثمّ لا يمكن أن يكون بينها وبين مبادئ الإسلام تعارض. ولا غرو في ذلك، فقد أقرّ الدين الأخوّة، والعدالة، والمساواة، والحريّة...إلخ. وعلى هذا، يفرّق الطويل بين الدين في ذاته، والفكر الديني؛ فالاضطهاد الديني لرجال الفكر والعلم كان مردّه، دائماً، إلى التأويل المتعسّف للنصوص الدينية، وليس إلى الدين السمح، ومن ثمّ بدا الاضطهاد الديني عنده مناقضاً لكل المبادئ الدينية، والنواميس الأخلاقية، فالإيمان الديني الحقّ لا يستلزم التعصُّب، ولا يقتضي التزمُّت إلا عند من صَدِئت قلوبهم، وأظلم الجهل عقولهم، ومن ثم يحذّر من تمكين أهل التزمُّت من رجال الدين من سلطة زمنية تمكّنهم من إيذاء خصومهم، وبهذا يبقى للدين جلاله، مع تلافي ما يحتمل أن ينجم عنه من سوء.
ومن ثمّ جاء هذا البحث مشتملاً على العناصر الآتية:
تمهيد.
أولاً: جوهرية الدين في حياة البشر.
ثانياً: التوافق بين الدين والقيم الإنسانية.
ثالثاً: التوافق بين الدين والقيم الخلقية.
رابعاً: التفرقة بين الدين والفكر الديني.
خاتمة.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا