تيودور نولدكه (Theodor Noldeke)
فئة : أعلام
ولد المستشرق الألماني تيودور نولدكه في 2 مارس من سنة 1836 بمدينة هاربورغ (Harburg)، (تمّ ضمّها انطلاقا من سنة 1977 إلى إقليم هامبورغ). قضى الفترة الممتدّة بين 1849 و1853 في مدينة لنجن (Lingen)، أقبل فيها بشغف على الاطلاع على الآداب الكلاسيكيّ (اليونانيّة واللاتينيّة)، ودرس عددا من اللغات، خاصة العربيّة والعبريّة والسريانيّة والآراميّة والسنسكريتيّة والفارسيّة والتركيّة.
أحرز درجة الدكتوراه الأولى سنة 1856 برسالة عنوانها "تاريخ القرآن" باللاتينيّة، عالج فيها مسألة نشوء النصّ القرآني وجمعه، وروايته وقضيّة التسلسل التاريخي للسور، مقترحا ترتيبا لها مغايرا لترتيب زمن نزولها، مثلما هو معهود في الإسلام، وهي مسائل تعمّق فيها أكثر للمشاركة في المسابقة التي أعلنت عنها أكاديميّة باريس في الموضوع نفسه، ثمّ قام بترجمة الرسالة ونشرها باللغة الألمانيّة.
ارتحل إلى فيينا في ما بين 1856 و1857، لينكبّ على دراسة مخطوطات مكتبتها، ثمّ انتقل إلى ليدن من 1857 إلى 1858، وفيها عكف على قراءة المخطوطات العربيّة التي كانت متوفرة بكثرة، وعلى قدر كبير من الأهمّيّة والنفاسة، وتمكّن من معرفة عدد هام من المستشرقين المتميّزين، أمثال دوزي (Dozy)، ويونبول (Junyboll)، ودي فريس (Matthys de Vries)، و دي يونغ (De Jung)، وأنجلمن (Engelmann)..
ثمّ عاد إلى ألمانيا لينكبّ على دراسة المخطوطات العربيّة بمكتبتي جوتا وبرلين. واشتغل في هذه الفترة مساعدا في مكتبة برلين، وتمّ تكليفه بإعداد فهرس للمخطوطات التركيّة بها. وتمّ تعيينه سنة 1861 معيدا بجامعة جيتنجن، وقدّم دروسا في التفسير عن "سفر اشعيا"، وفي النحو العربي. ونشر في هذه الفترة مجموعة دراسات وبحوث حول الشعر العربي، جمعها في كتابه "أبحاث لمعرفة شعر العرب القدماء". وانشغل أيضا بمسائل النحو العربي، والنحو المقارن للغات السامية. وأثمر هذا الانشغال كتابين، هما: "في نحو العربيّة الفصحى" (1897)، و"أبحاث عن علم اللغات السامية" (1904).
وتمّ تعيينه سنة 1864 أستاذا للغات السامية بجامعة كيل (Kiel)، ثمّ بجامعة ستراسبورغ سنة 1872 ، فبقي فيها إلى أن بلغ سنّ التقاعد سنة 1906.
وارتحل أخيرا إلى مدينة كارلسروهه (Karlsruhe) في منطقة الرين الأعلى، حيث قضى بقيّة حياته في منزل ابنه، وتوفّي في 25 ديسمبر سنة 1930.
انظر:
-بدوي، عبد الرحمن. (1993). موسوعة المستشرقين. (ط.3). بيروت: دار العلم للملايين. ص ص 595-598