جان بودان (Jean Bodin)
فئة : أعلام
ولد الفيلسوف والسياسي الفرنسي جان بودان في أنجو سنة 1530، وفيها درس قبل أن ينتقل إلى تولوز لدراسة الحقوق ويصبح أستاذا في القانون الروماني، ومنها انتقل إلى باريس لممارسة المحاماة ثمّ خدمة الملك انطلاقا من سنة 1561. كان لحماسته في الدفاع عنه على حساب طبقة النبلاء دور في كسب عطفه. سمّاه شارل الرابع مفتّشا في منطقة النورماندي ثمّ تحوّل للعمل مع الدوق ألينسون أخ الملك هنري الثالث ورافقه في سفره إلى إنجلترا وهولندا.
من أهمّ مؤلّفاته كتاب "ستة كتب عن الجمهوريّة" وقد صدر بتاريخ 1576 وفيه سعى إلى إرساء فلسفة سياسيّة تتجاوز الحروب الأهليّة والصراعات الدينيّة بتقوية أسباب الملك وإبراز مقوّمات السيادة وعمق ارتباطها بالدولة، وهو ما جعل الكتاب يحظى باهتمام مفكري عصره ويكتسب شهرة عالية، جعلته يحتلّ مكانة متميّزة في تاريخ الفكر السياسي "وترجع أهمّيّة الكتاب إلى أنّه أخرج فكرة السلطة ذات السيادة من سجن اللاهوت، حيث تركتها نظريّة الحقّ الإلهي، بأكثر ممّا ترجع إلى محاولته المتقنة إحياء مذهب أرسطو. ولكنّه إذ فعل هذا أدّى إلى تحليل للسيادة وإلى إدراجها في النظريّة الدستوريّة" (سباين، 2010، ص 111). ولقد شكّل هذا الكتاب "الإنتاج الفكري الرئيس لمجموعة متزايدة من مفكّرين معتدلين يعرفون باسم "السياسيّين" Politiques، رأوا في السلطة الملكيّة عماد السلم والنظام، ولذلك سعوا إلى أن يدفعوا الملك، باعتباره مركزا للوحدة الوطنيّة، فوق جميع المذاهب الدينيّة والأحزاب السياسيّة" (سباين، 2010، ص 112). وقد أكّد بودان ضرورة دراسة السياسة والقانون في ضوء بيئة الإنسان الماديّة والمناخ والجنس والتضاريس، وعدم الاقتصار على الدراسة التاريخيّة فحسب. فصّل بودان القول في مسألة السيادة، واعتُبر ما انتهى إليه أهمّ عنصر في فلسفته السياسيّة، وهو يرى أنّ العلامة المميّزة للدولة تكمن في وجود السلطة ذات السيادة، وهي سلطة شاملة دائمة يخضع لها جميع المواطنين والرعايا ولا يحدّ منها القانون، ولا يمكن التصرّف فيها ولا تخضع للتقادم.
ومن مؤلفاته أيضا: منهج التاريخ الذي نشره سنة 1566، وحوار الحكماء السبعة الذي نشر سنة 1857.
توفي جان بودان سنة 1596 بسبب الطاعون.
راجع:
·سباين، ج. (2010). تطور الفكر السياسي. (راشد البراوي، مترجم). مصر: الهيئة المصرية العامة للكتاب. (الكتاب الثالث.)