جغرافيا الهجرة وتاريخ اللجوء
فئة : أبحاث محكمة
جغرافيا الهجرة وتاريخ اللجوء[1]
عرف التاريخ منذ وقت ليس بالقصير ظاهرة الهجرة واللجوء، وهما ظاهرتان متلازمتان تتعلقان بالتوزيع السكاني على المدى الجغرافي للكرة الأرضية؛ فمحركات التاريخ كثيرة، منها ما يمكن التحكم به وتوقع مآلاته، ومنها ما يصعب التعامل معه أو التحكم به، ومنها ما هو قابل للسيطرة لكن نتائجه لا يمكن توقعها. وفي التاريخ ظلت سُنة التوالد والهجرة ظاهرتين ثابتتين لم يستطع الناس التحكم الكامل بهما، بل إن النمو السكاني ظل يتصاعد بمتوالية جعلت العالم يفيض بسكانه.
و لأن التاريخ متحرك، كانت كل النشاطات البشرية تؤثر في نهاية الأمر بعدد السكان، وربما كانت الحروب والمجاعات دافعا من دوافع التنقل والحركة، لذا عندما قرر تشارلز دارون أن يسافر ليدرس السكان والبيولوجيا، انتبه لهذا التنوع والتداخل بين الأعراق والأجناس، ومن هنا كان التداخل بين ظاهرة الهجرة والوراثة وعلم الأنسنة أو الأنثروبولوجيا.[3]
في هذه الورقة، سنحاول أن نضع إطاراً عاماً يضع ظاهرة اللجوء والهجرة التي برزت بعد الربيع العربي، الذي تحول بفعل ديناميات السلطة والهيمنة لنوع من الحروب، أفرزت ظاهرة اللجوء بأعداد مهولة صارت مؤثراً في النمو السكاني والتغير الثقافي والتحول الجيواستراتيجي، ربما كانت مؤلمة وفيها قصص غاية في القسوة لكن دراستها في هذه الورقة حول آثارها، وكيف انتهت هذه الظاهرة عبر التاريخ لتحولات كبرى شكلت مرحلة تاريخية جديدة بقوى عظمى جديدة وبنظم اقتصادية وسياسية، فكأنما ولد العالم من جديد.
سنبدأ بعرض بعض النظريات (والتعريفات الأساسية) للتمظهرات التاريخية للظاهرة كالهجرة واللجوء والنزوح الداخلي، والنماذج التفسيرية التي قد تساعد لفهم مآلات هذه الظاهرة. بعد ذلك، نعرض عرضاً تاريخيا لمسار هذه الظاهرة، خاصة في القرون الأخيرة لننتهي بالربيع العربي، وظاهرة اللجوء التي هي الهدف الأساسي من عرض هذا الموضوع، حتى نضع هذه الظاهرة في سياق تاريخي قد يساعدنا على تفسير الظاهرة، ومن ثم العمل على توجيهها والتعامل معها في إطار معرفي بعيدا عن السياقات السياسية، التي قد تختزل ظاهرة من الظواهر التاريخية في ولاءات سياسية سرعان ما يسبقها التاريخ بحركته.
منطلقات معرفية
تعرف الأمم المتحدة الهجرة الدولية Migration Internationale
على أنها الشخص الذي يبقى خارج البلد الذي اعتاد الإقامة فيه لمدة أقلها سنة (khaled,4). ونظراً لتعقد ظاهرة الهجرة، فإن التعريفات لمظاهرها المختلفة تعقدت هي الأخرى، لذا نجد أن اللغة الإنجليزية هي الأغنى في هذا المجال، مما يعبر عن رغبة الإنسان المعاصر في فهم الظاهرة؛ فالهجرة في اللغة العربية هي الترك، لكن على غير العادة، سنجد أن اشتقاقات الكلمة متنوعة وليس لها علاقة بمصدر الكلمة (ه. ج. ر) فنقول لاجئ ونازح ومهاجر... إلخ. أما في اللغة الإنجليزية، فإن كل المصطلحات تشتق من الهجرة Migration، وهذه هي الاشتقاقات:
1. اللفظ الأول "immigration" التي تعني الهجرة الوافدة؛ فالشخص الذي يدخل إلى إقليم الدولة أو الوافد هو "immigrant".
2. اللفظ الثاني »émigration« التي تعني الهجرة النازحة، فالشخص النازح »émigrant« هو الذي يترك الدولة للاستقرار في دولة أخرى.
3. اللفظ الثالث هو "migration" الذي يعني الهجرة الداخلية والمهاجر داخليا هو "migrant".[4]
والتصنيفات الدولية للمهاجرين بين طوعي وقسري، تفيد في تصور تعقيد مسألة الهجرة؛ فالهجرة الطوعية هي تلك التي كانت لأسباب اقتصادية أو اجتماعية، التي يحاول فيها الناس تحسين مستواهم الاجتماعي والاقتصادي، وهذه قد تكون بطريقة منظمة أو غير منظمة، كما أنها قد تكون لعمالة تملك إمكانيات وذات كفاءة، فتسمى عمالة ذكية أو من أصحاب مهن وحرف أو غير متعلمة، فتسمى عمالة غير ذكية؛ لذا فهي تندرج في ظاهرة التنمية غير المتوازنة في العالم. أما الهجرة القسرية، فهي تلك التي تأتي في ظروف الحرب أو الظروف السياسية، وهؤلاء يطلق عليهم لاجئون.
تعرض مصطلح لاجئ لجدل كبير، ويجدر بنا أن نذكر طرفاً منه، ففهم الفارق بين اللجوء القسري والهجرة الطوعية يمكن أن تفهم في إطار وظيفة أساسية من وظائف الدولة وهي حماية مواطنيها، وضمان الحقوق الأساسية للإنسان، لذا عندما تعجز الدولة عن ذلك - فضلاً أن تكون مصدراً لهذا التهديد - عندها يهاجر الناس ويلجؤون لدول أخرى يمكنها حماية إنسانيتهم وصون كرامتهم.
بعد الحرب العالمية الثانية، أنشأت الجمعية العامة للأمم المتحدة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ((UNHCR، واتخذت من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948) اتفاق جنيف لحقوق الإنسان إطاراً قانونياً لها(1949) بالإضافة للاتفاقيات والعقود الدولية. عام (1951) كان الاتفاق المتعلق بشؤون اللاجئين، ومنه نشأ القانون المنظم لشؤونهم، ومن خلال تحديد تعريف لللاجئ وفق مجموعة مؤشرات، ولأن هذا الاتفاق نشأ بعد الحرب العالمية الثانية، جاء متأثراً بالحرب فحدد اللاجئ بأنه ذلك الإنسان الذي ترك موطنه نتيجة الأحداث في أوروبا، (أي أنه هرب من موطنه الأصلي في أوروبا) قبل الأول من يناير/ كانون الثاني عام 1951، لكن أزمة أخرى نشبت عام 1960، وسعت من إطار القانون جغرافيا وزمانيا، [5] وقد ظهر بعد ذلك أن الحروب الداخلية قد ازدادت نسبتها في تلك الفترة، وتكاثرت ظواهر الهجرة في ستينيات القرن الماضي، وبعد فترات الاستعمار التي شهدتها إفريقيا، كانت هناك موجة من المهاجرين في السبعينيات من آسيا، إثر نشأة بنغلاديش كدولة عام (1970) والصراع الذي نشب في شرق باكستان.
واستمر الأمر بعد حرب فيتنام عام (1971) ثم انتقلت الموجة إلى أمريكا الوسطى، وفي التسعينيات بعد سقوط الاتحاد السوفياتي انتشر الأمر في البوسنة والهرسك وكوسوفو، كل ذلك طور من خبرة المنظمة الدولية؛ فالمنظمة التي أنشئت لمهمة محدودة (ثلاث سنوات)، ولها لجنة ذات مهام محددة وبدون تمويل تقريباً. أما إلى العام (2005) فتمويلها يصل لخمسة مليارات دولار وفيها ستة آلاف عامل. ((khalid 73 (الأمر قد تغير الآن فهي تعاني من العديد من المشكلات). هذه الفكرة المبسطة عن تقسيمات وتطور قانون اللاجئين، تؤكد التداخل في الظواهر، فكل سكان العالم هم مهاجرون، كما دلت دراسات الأحماض النووية الحديثة.
أهم الدراسات التاريخية الاجتماعية التي درست هذه الظاهرة، هي دراسة تشارلز تيلي، فقد أرجع تيلي أسباب الهجرة إلى ثلاثة عوامل هي:
- التغير الجغرافي لتوزيع فرص العمل.
- التغيرات الطبيعية في المناطق المختلفة؛
- السياسات وتعامل الحكومات المختلفة.[6]
كل هذه العوامل لها تاريخ طويل؛ فالحروب والتغيرات المناخية والكوارث الطبيعية والاكتشافات والنمو السكاني وتحسن الأوضاع في منطقة على حساب أخرى، كل ذلك يدفع الناس إلى الرحيل والبحث عن فرص عيش مختلفة.
لقد شهد التاريخ ظاهرة (الاستخلاف) بالتعبير القرآني الحضاري، أو وجود نظام عالمي وقوى عظمى في كل مرحلة من مراحل التاريخ، وقيام وسقوط القوى العظمي، ومعنى هذا أن تخلف أمةٌ أخرى، مما يحدث تغيراً في الظروف الاقتصادية والتنمية التي تشهدها حضارة أو دولة في فترة ما، هذا يشجع الهجرة لتلك الدولة ويساعد في توفير فرص لنهضتها وحضاراتها.[7]
هذا الإطار يجعلنا أقدر على فهم الظاهرة والتمييز بين الهجرة الطوعية وتلك القسرية، التي صار السبب الأكبر فيها هو الاحتراب الداخلي (الحروب الأهلية كما كانت تسمى)، وقد تعددت الدراسات التي أرجعت كل ذلك لفشل الدولة ومؤسساتها، لذا كان اللجوء والنزوح هو مؤشر من مؤشرات فشل الدولة، فأرجعت هذه الظاهرة بتعقيداتها سواء الهجرة لأسباب اقتصادية، أو للقمع والاستبداد السياسي أو الاحتراب الداخلي، هو فشل المؤسسات وفشل الدولة.[8]
سياق التاريخ
ورد ذكر الهجرة ومشتقاتها في القرآن الكريم إحدى وثلاثين مرة، لكن المهم في سياق القرآن هو أن الهجرة وردت كنوع من المقاومة للأوضاع السياسية، وما سماه القرآن (الاستضعاف) وهو تعبير مهم في هذا السياق، فإن إمكانيات الإنسان وقدراته قد تقف عاجزة أمام واقع سياسي واقتصادي لا يملك حياله شيئا، حينها يهاجر ليقاوم هذا الوضع، لذا فهي فريضة وليست حقاً فقط؛ كما هو ظاهر من سياق القرآن.
ذكر القرآن كذلك، بعض الأمم التي تعرضت لأزمات، فهاجرت كما في سورة البقرة (ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون) البقرة[ 2: 243]، وذكر القرآن كذلك خروج بني اسرائيل وهجرتهم، الأمر الذي نجده في كتب العهد القديم، بل إن أكثر ما كتب مما يسمى بالعهد القديم كانت في زمن اللجوء ذلك، فبعد خروجهم من مصر كانت لهم (الجلوة الكبرى) من القدس، وفي خروجهم من بابل على يد "بختنصر"، حينها كانت النبوءات تؤكد للمهاجرين إمكانية وجود واقع جديد أفضل، أي أنها نوع من النبوءات التي انتشرت في تلك الفترة خاصة في فترة النبي دانيال.[9]
و الناظر لتاريخ الأديان والأمم، يجد أن الهجرات هي التي شكلت النوع الإنساني، وهذا ما ذكره ابن خلدون في تأريخه بعد أن ذكر أصل شعوب الأرض من بعد الطوفان الذي حل بقوم سيدنا نوح القصة الثابتة في التوراة والإنجيل والقرآن، نجد حسب المؤرخين أن أبناءه توزعوا في الأرض، لذا سنجد أن المرحلة التي تسمى الزمن الصخري الجديد هو الزمن الذي انتشرت فيه الزراعة، وصارت الهجرات سواء لأسباب سياسية دينية كما حدث مع اليهود، أو للهروب من شظف العيش، قال ابن خلدون:
(اعلم أن العرب من الأمم الراحلة الناجعة)، ولعل هذا ما جعل اللقاء بين سيدنا إسماعيل والقبائل العربية ينتهي لبداية القبائل العربية في الحجاز، وبعد أن تشكلت الحضارة الإسلامية نجد في القرن الخامس هجرة بني سليم وهلال، وهي التي اختلطت فيها الأنساب بين العرب والبربر قال: (فعمروا اليمن والحجاز وما وراء ذلك مما دخلوا إليه في المائة الخامسة كما ذكروه في مصر وصحارى برقه).[10]
هذه الهجرات ليست حكراً على قوم دون آخرين؛ فقد شهدت الثورة الزراعية كذلك الكثير من الهجرات، كما كانت الحروب والصراع حول الأرض سببا في تلك الهجرات؛ فقد توسع اليونان والرومان عبر هذه الهجرات، كما قبائل شرق آسيا والأزتيك والأنديز والصين zhu)) عرفوا هذه الهجرات كذلك.
و لاشك أن هذه الهجرات شهدت حروباً قاسية، خاصة في الصدام بين الحضارة الإسلامية والمسيحية، وتبدل خارطة العالم، كان ذلك بخروج الرومان من شمال إفريقيا وخروج العرب من الأندلس في القرن الخامس عشر، وما تبعه من خروج كبير للموريسكيين، وهي القبائل العربية التي سكنت الأندلس لعدة قرون، وخروج الفايكنج من أوروبا. شهدت سنة 1492)) الكثير من التحولات والهجرات، سواء من الأندلس أو إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وأرسل حينها السلطان بايزيد الثاني سفناً لتعود باللاجئين إلى الدولة العثمانية.[11]
هذه الإطلالة السريعة تظهر ترابط الهجرة واللجوء مع التحولات الحضارية والحروب التي خاضها البشر، وكانت سبيلاً لتغيرات أكبر مما يجعلنا نميز الهجرة واللجوء كظاهرة لها موجات مختلفة ترتبط بحجم الصراع والحروب والتناقض الفكري والأيديولوجي في مسار التاريخ الفكري. هذا التناقض ازداد في القرون الثلاثة الأخيرة خاصة في أوروبا وهذا ما سنذكر طرفاً منه الآن.
الحروب الكونية والهجرة
كانت هجرة الألمان في القرون التي امتدت للقرن الخامس عشر ميلادي، هي الموجة الكبرى من الهجرات في أوروبا، ومع توسع دولة بروسيا والتغيرات الجيواستراتيجية التي أحدثها ذلك التوسع، كانت القارة الأوروبية تشهد العديد من الثورات والحروب، وقد بلغ إجمالي المهاجرين (يصعب التمييز بين المصطلحات في سياق التاريخ، لذا سنذكر مصطلح المهاجرين وهو أقرب لللجوء، لأن الأسباب في العادة سياسية ناتجه عن صراعات وحروب) من العام 1800 إلى الحرب العالمية الأولى، خمسين مليون مهاجر. ((Tilly، نصف هؤلاء هاجروا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وقد تصدرت إيرلندا وألمانيا والدنمارك قائمة هؤلاء المهاجرين (انظر الجدول الذي يبين نسبة المهاجرين من الدول الأوروبية من القرن التاسع عشر إلى الحرب العالمية الثانية).
تشير بعض الدراسات إلى إحصاءات الهجرات التي حدثت في الحرب العالمية الأولى (“Kulischer 1948: 248-249”):
- من تركيا إلى اليونان (1.2 مليون) (1922-1923)
- من روسيا إلى أوروبا (1.5 مليون) (1918-1922)
- من روسيا أعيدوا قسراً لبولندا (1.1 مليون) (1918-1925)
ولا يمكن في هذا السياق، أن ننسى الهجرات العربية لأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية، وكانت بداياتها في القرن التاسع عشر، تحديد عام (1870) إلى البرازيل، وإلى الأرجنتين عام (1882) وازدادت أعداد المهاجرين بعد توقيع معاهدة الهجرة بين الحكومتين العثمانية والبرازيلية.
هناك أعداد أخرى، تذكرها الإحصاءات عن الهجرات من إيطاليا إلى فرنسا ومن بولندا إلى ألمانيا، ولكن هذه الأرقام متواضعة أمام الهجرات التي صحبت الحرب العالمية الثانية:
- من بولندا إلى ألمانيا (من الرايخ) (6 مليون) (1944-1947).
- من ألمانيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية (يهود) (5 مليون) (1944-1947)
- من الاتحاد السوفياتي إلى ألمانيا (4 مليون) (1945-1946)
كما شهدت نزوحاً ولجوءاً بالجملة من بولندا وتشيكوسلوفاكيا، ولقد ساهم هذا النزوح والتغيرات الكبرى التي شهدتها أوروبا لتكوين الدولة القومية والاندماج بين السكان، ومع الثورة الصناعية احتاجت أوروبا لكثير من العمال (العمالة غير الذكية) وللمواد الخام، لذا نجد أن هناك تهجيراً قسرياً لكثير من سكان أفريقيا، خاصة للولايات المتحدة الأمريكية قدر عددهم بـ 12 مليون ((khaled,2، وبعد انتهاء الرق كانت العمالة تجلب من شرق آسيا من الصين والهند واليابان، لقد كانت تلك الهجرات لإنعاش الاقتصاد الأوروبي الذي عانى من الكساد الكبير عام 1930، لذا فإن الحديث عن الهجرة واللجوء يجب أن يوضع في سياق صحيح، بأن رفض الهجرة واللجوء من بعد الاستعمار، يثير أسئلة أخلاقية كبيرة على الضمير الأوروبي.
استمرت الهجرات بعد ذلك في الستينيات من القرن العشرين وكان السبب الأساسي فيها هو الحروب الأهلية؛ فمع انقسام الهند كانت هناك حركة لملايين من المسلمين والهندوس بين البلدين، ولعل المثال الأظهر في تلك المنطقة هي بنغلاديش، فقد أقصي البنغال من الهند، ومع وجود جدار عزل بين الهند وبنغلاديش، شهدت العديد من النزوح الداخلي نتيجة لكوارث طبيعية بلغ ذلك النزوح أربعة ملايين، ثم ازدادت أعداد المهاجرين بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان.
اللجوء والهجرة يشكلان ضغطاً اقتصادياً هائلاً على قدرات الدولة المضيفة، وتثير الكثير من الأسئلة حول الهوية ومسألة الآخر، وأخذت المسألة بعداً آخر بعد ظهور مفهوم العولمة وعلاقة الشمال بالجنوب، واحتياج الغرب للعمالة الذكية وعدم حاجته للعمال غير الذكية، مما أثار الكثير من الأسئلة حول التغيرات الديمغرافية على مستقبل العالم، وظهر للعيان خطورة مسألة الهجرة وتأثيرها الجيواستراتيجي؛ كما بين صموئيل هنتجتون في كتابه "صدام الحضارات"، فهناك تغيرات حضارية وسكانية قد تشكل ضغطاً حضاريا، فالنموذج الذي طرحه صموئيل يفترض وجود صراعات من الأقليات العربية في أوروبا تنتصر لها الدولة الإسلامية، ومن هنا ينشأ صدام الحضارات، هذا التصور هو الذي يجعل البعض ينفر من استخدام اللاجئين العرب فيما يسمى رهاب الآخر((Xenophopia[12].
44 مليون إنسان هو مجموع اللاجئين الذين أخرجوا قسراً من أوطانهم، أو نزحوا من بلادهم قبل أن تظهر الأزمة الحالية، وكان أغلبهم قد جاءوا من حروب داخلية في الصومال والكونغو وميانمار وكولومبيا والسودان وأخيرا أفغانستان والعراق، وقد لاحظ المراقبون أن أكثر هذه الهجرات هو بين الدول النامية؛ أي أن اللجوء هو من الجنوب إلى الجنوب وليس إلى الشمال.[13](انظر الجدول)
السنة
1970
1980
1990
2000
2005
العالم
81
99
154
174
200
الدول النامية
38
47
89
110
الدول المتقدمة
43
52
64
64
جدول يبين عدد اللاجئين[14] في الفترة من 1970-2005 (بالملايين)12
ثلاثة ملايين هاجروا من أفغانستان بعد الغزو الأمريكي معظمهم لجأ إلى باكستان أو إيران(ALGORE)، ووفقا لتقديرات تقرير التنمية البشرية تبين أن أغلب اللاجئين لدول مجاورة (2 مليون في دول جنوب شرق آسيا) وفي إفريقيا (2.2 مليون منهم 4.3000 في كينيا وحدها)، وفي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (1.9مليون).
إن السياق التاريخي لهذه الظاهرة، خاصة في القرن العشرين، يبين أن التخوف الأوروبي من اللجوء إليها، يأتي في سياق أوسع من فهم معمق لهذه الظاهرة، كما أن التحكم في الظاهرة يبدو مستحيلاً، ولهذا فالتخطيط التنموي، والتماسك المجتمعي، وظاهرة الإرهاب، والضغط الديمغرافي ووحدة السياسات في الاتحاد الأوروبي وظاهرة التفاوت في التنمية بين دول العالم والاندماج الحضاري، كلها قضايا شكلت نقاشا ساخناً بعد الربيع.
الربيع العربي: نظرية التحول العظيم
شهد العالم موجات عدة من التغيرات والثورات، في أوروبا القرن الثامن عشر وفي أمريكا اللاتينية وفي شرق أوروبا، وكلها موجات شكلت ضغطاً ديمغرافيا لأنواع وأشكال متعددة من الهجرة، ورغم أن الإحصاءات للاحتراب الداخلي قد تناقص من بعد التسعينيات في القرن العشرين، إلا أن موجة جديدة من التغيرات نشأت هذه المرة في العالم العربي.
الربيع العربي سياق من هذه المتغيرات التي شهدتها كل المناطق في العالم، في كل تلك التغيرات كان هناك عنف وهجرة واحتراب داخلي، هناك عدة برامج معلوماتية ضخمة تحاول أن تضع كل المعلومات عن الحروب بطريقة يمكن استخلاص المعلومات المقارنة ومن ثم المعرفة (COW, UPDS ...)، فهناك إحصائيات عن الحروب داخل الدولة الواحدة، فبعد الحرب الكونية الثانية، وتحديداً العام 1964 إلى العام 2011 هناك مئة واثنان دولة عانت من الحروب الأهلية. (40) من هذه الحروب في إفريقيا، (20) في أمريكا اللاتينية (18) في آسيا، (13) في أوروبا، (11) في الشرق الأوسط (9, 10). هناك إجماع تقريباً حول تناقص عدد وزمن هذه الحروب من بعد الزيادة الملحوظة في العام 1992 بعد نهاية الإمبراطورية السوفياتية.
في الصراعات التي شهدت تدخلا دولياً، كان هناك تناقص في عدد الضحايا من ثلاثة ملايين بدون تدخل إلى مليون ونصف المليون بوجود تدخل أجنبي. كما أن الحرب بالوكالة حصدت (700ألف) كل هذه الأرقام في الفترة من 1964- 2008.[15] العرب ليسوا استثناءاً وسوريا ليس بدعاً من التاريخ، إلا أن سوريا تصدرت أعداد اللاجئين، وقسوة الحرب أجبرت الكثيرين على ترك الشام، وشهدت شواطئ أوروبا أفواجاً كبيرة من هؤلاء المهاجرين، تقدر الأمم المتحدة أن من بين كل (113) إنسان هناك طالب لجوء أغلبهم من سوريا وأفغانستان والصومال حسب الأمم المتحدة[16].
تزايد الأعداد هذا هو الذي يعطى للمعطى التاريخي قيمته، فإن هذا اللجوء والتدفق الذي تجاوز لأول مرة حاجز الستين مليون حسب آخر المعطيات، يظهر أن هذه الموجات البشرية لها قيمة تاريخية في الجيواستراتيجيا كما كانت التحولات التي صحبت الهجرات العربية من الأندلس أو تلك التي صحبت تدفق المهاجرين من الفايكنج أو تلك التي توجهت للولايات المتحدة الأمريكية.
حسب المفوضية العليا للاجئين في كل دقيقة ينزح أو يهاجر فيها 24 إنساناً، وتصدرت سوريا أعداد اللاجئين والنازحين في هؤلاء اللاجئين حيث بلغوا 4.9 مليون من طالبي اللجوء، وبلغ عدد النازحين 6.6 مليون نازح[17] لكن دون أن نسهب في ذكر الإحصاءات، فإننا سنذكرها في سياقها التاريخي حتى لا نخرج عن الإطار الذي ذكرناه عن تاريخ الظاهرة، لذا سنلجأ لنموذج تفسيري عبر ما يعرف بنظرية التحول العظيم، والتي أعطت للتغير السكاني دوره في التحولات الكبرى التي شهدها التاريخ.
لكن هذا التغير سيأتي في سياق آخر يندرج ضمنه، هو تأثيره الجيو استراتيجي والتنموي، لذا سنذكر الآن المسار الممكن (وفق الدراسات المتوفرة) لهذه الظاهرة في مستويين، مستوى حضاري تنموي (ندمجهما للاختصار) وآخر جيو استراتيجي.
جيو استراتيجيا اللجوء
يخلق اللجوء والنزوح الداخلي جغرافيا جديدة، وسيناريوهات مختلفة تؤثر في بناء النظام السياسي للدولة، والخبرة التاريخية في ذلك كثيرة، سواء في حرب الكوريتين إبان الحرب الباردة أو في الصراع بين ألمانيا الشرقية والغربية، والذي انتهى بجدار برلين، كما أن جمهورية إيطاليا عانت في القرن الثامن عشر من الانقسام والصراع بين الشمال والجنوب، نيجيريا وليبيا وغيرها من الدول التي فيها هذا التناقض الذي يعزز الصراع، والذي يؤدي للنزوح لتنشأ جغرافيا جديدة.
يمكن أن نأخذ عينة واحدة من هذه الأمثلة، وهو ما حدث في باكستان عام(1971) بين حزب الشعب اليميني الجناح السياسي للمؤسسة العسكرية، والحزب الذي يمثل شرق باكستان، ولما كانت النتائج كفيلة بإخراج حزب الشعب نشبت الحرب وبدأ النزوح في شرق باكستان، ورغم محاولات الهند أن تتحصل على دعم دولي، إلا أنها لم تتحصل إلا على الوعود، واستمر ذلك النزوح والمخيمات ستة أشهر بلغت عشر مليون نازح، وكلفت خزينة الحكومة الهندية حسب مسؤولين أكثر من نصف مليار دولار، وانتهى الأمر بجدار يفصل الهند عن بنغلاديش حالياً.[18]
سيؤثر النزوح والتغيرات الديمغرافية في الخارطة السياسية لسوريا بلا شك، هذا التعدد والنزوح سيجعل الناس تكون "كانتونات" خاصة كل يقترب من طائفته أو ديانته أو عرقه، ومن ثم يصبح من السهل الحديث عن سيناريو التقسيم، هذا ما دلت عليه الخبرة التاريخية في كثير من الأمثلة، وبالطبع كانت الحرب بالوكالة جزء من المشهد كما في مثال الكوريتين، إذ كانت كوريا الشمالية تابعة للاتحاد السوفياتي، بينما كوريا الجنوبية دعمت من الولايات المتحدة الأمريكية، ومع النزوح والدخول في مفاوضات تتكرس الخارطة السياسية الجديدة.
الجيوسياسي في سوريا قريب من ذلك، فإن سوريا لها ساحل قصير على المتوسط نجد مجموعة جبال ومرتفعات يسكن فيها العلويون ومسيحيون ودروز في الغرب، بعد ذلك تنحدر الجبال إلى سهول ممتدة ونهرَ العاصي ووادي البقاع، ما إن ينتهي ذلك حتى نجد جبال الدروز ومرتفعات حوران وجبال لبنان الشرقية، مما يعزز وجود جماعات بشرية منعزلة عن بعضها (من الناجية الجغرافية)، بعد ذلك يغذي نهر برده واحة صحراوية تسمى دمشق، لذا فإن دمشق تحتاج لتصل للساحل عبر لبنان أو من الشمال عن طريق حمص حماه إلى حلب.
هذا التنوع الذي خلقته الجغرافيا، تعزز عبر الانقسامات العرقية والطائفية، ورغم العيش المشترك الذي عاشته المنطقة، لكن هذه الحفريات تعززت بفعل سرديات انتشرت مع الثورة؛ فالحروب الأهلية لا تنشأ لأسباب طائفية كما يظن البعض، بل إن أغلب الدراسات تتجه نحو المطامع والأسباب السياسية، وما الانقسامات العرقية إلا سرديات تستخدم لتعزيز الصراع، ويبدو أن وجود هذا التنوع مع هذه الحرب قد عزز نوعاً من النزوح الذي يوحي بحالة من التقسيم. (انظر الخرائط التي تبين الجيوسياسي والتوزيع الطائفي للسكان في الروابط أدناه).[19]
هذه الجغرافيا جعلت سوريا عبر تاريخها محاطة بقوى عظمى، مما أفقدها القدرة على تكوين كيان قوي يواجه هذه المنعطفات الاستراتيجية التي تحيط بها، لذا سرعان ما تحولت الحرب في سوريا إلى حرب بالوكالة، وفشلت الدولة في الحفاظ على وحدة البلد، وتعززت فكرة التقسيم وساعد النزوح على ذلك، وهذا ظاهر في الأكراد والعلويين والشيعة، مما دفع الأغلبية من السنة إلى أن تعيد هذه السردية المذهبية وتحرك التاريخ، كما هو دائما في التجارب التي شهدت انقسامات للدولة الواحدة بسردية الفيدرالية ثم الانقسام السياسي، كما في نيجيريا وكوريا والهند والسودان. على المستوى الجيواستراتيجي كذلك، نجد أن أكثر اللجوء كان إلى الدول المجاورة، ونظراً لأن الطوائف والأعراق في هذه المنطقة متداخلة، شكل هذا اللجوء خطراً على الدول المجاورة، ويحتاج الأمر لسياسات حكيمة للتعامل معه. تصدرت تركيا أكبر الدول التي استقبلت المهاجرين، وهذا يمكن أن يفهم في سياق تاريخي كذلك. (انظر توزيع الدول في استقبال اللاجئين). ودولة كالأردن أو لبنان كانت في الواجهة كذلك، بينما لم تستقبل دول الخليج أيا من اللاجئين بشكل رسمي، وتلكأت أوروبا في استقبال اللاجئين، وشكل ذلك ضغطاً كبيراً على الاتحاد، وجعله (مع عوامل أخرى يعاني) من أزمة حقيقة. وقد ظهر التأثير الجيواستراتيجي في الطرق التي يستخدمها اللاجئون نحو أوروبا، مما دفع الأخيرة للبحث عن وصول للصفقة مع تركيا للحد من هذه الهجرة.
تركيا لها خبرة طويلة في التعامل مع اللاجئين والمهاجرين، بل قيل إنها بلد المهاجرين، ففيها تنوع جغرافي وتاريخي منذ الحرب العالمية الأولى واستقبلت عديد المهاجرين من المسلمين من اليونان والبلقان وغيرها[20]، وقد شكل قدرتها على التعامل مع هذه الأزمة بشكل يمكنها من احتواء هذا العدد الهائل من المهاجرين، فضلاً عن الخطر الذي يتهددها من خلال الأكراد وتسلل الجماعات المتطرفة، ضغطاً سياسيا على تركيا، مما جعلها في نطاق واحد من الصراع الذي نشب في الشرق الأوسط؛ كما حدث في الانقلاب الأخير.
كيف سيؤثر هذا الوجود لهذه الكتل البشرية على الجغرافيا المتنوعة لتركيا، يبدو أنه سيؤثر في أوراق الضغط التي يتعامل بها صانع السياسة التركي لأن الخبرة التاريخية أظهرت قدرة هائلة على الاندماج في هذه المنطقة، لكن لن يخلو الأمر من ظاهرة "الدينمو" الحرب الأهلية التي تعانيها المنطقة، لذا سيشكل هذا التغير الديمغرافي للبحث عن نظام إقليمي ينظم الحياة السياسية في المنطقة بما يحقق مصالح الجميع، وهذا جوهر المسار السياسي في الأزمات التي تعانيها المنطقة.
تعرضت أوروبا كذلك لأزمة حقيقية بعد هذه الموجه من اللجوء، تاريخياً كانت الهجرات واللجوء جزءاً لا يتجزأ من العوامل التي شكلت جغرافيا القارة؛ فالهجرات واللجوء لم تنته، سواء من القارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية أو أمريكا الجنوبية أو اللجوء إليها، كما فعل الروس بعد الثورة البلشفية أم الهجرة بداخلها كما بين ألمانيا الشرقية والغربية، واللجوء الذي صحب الحرب العالمية بين دول شرق أوروبا وألمانيا وفرنسا كذلك بعد استعمارها للمغرب العربي، وهجرة إيطالية إسبانية لأمريكا الجنوبية، لذا لابد أن تكون هذه الخبرة التاريخية ضمن العوامل المحددة لسياسات الاتحاد الأوروبي تجاه اللاجئين السوريين، لكن الاتحاد الأوروبي فيه نوع من الاضطراب في القدرات الاقتصادية للدول المشكلة، مما جعل العبء يقع على دول بعينها، وما أن جاءت أزمة اللاجئين، سواء من الحروب أو المهاجرين غير النظامين من السواحل الليبية بحثاً عن حياة أفضل، حتى دبت الخلافات في دول الاتحاد الأوروبي، ولم تجد محاولتهم لإجراء إصلاحات عن طريق كوتا تفرض على دول الاتحاد. وهكذا صار الاتحاد الأوروبي، خاصة بعد خروج بريطانيا منه، مهدداً بالانهيار، وهذا ما يجعل لللجوء بعداً جيواستراتيجيا لا يخفى على مراقب.
المسار الحضاري والتنموي
المسار الآخر الذي دلت عليه الخبرة التاريخية يتعلق بالتأثير طويل المدى لظاهرة اللجوء الجماعي؛ فالجدل الذي يكتب عنه المتخصصون حول تأثير هذه الأمواج البشرية على التنمية والتماسك المجتمعي لدول أوروبا، وكذلك البعد الديمغرافي لتوزيع الأديان والثقافات، وهل هذا جزء من التغيرات العظيمة التي تشهدها البشرية، حين تتكامل الحضارات؛ فالجزء الجنوبي من الأرض يعاني من كثير من الإشكالات التنموية، ومن ثم يصبح اللجوء جزء من عملية حضارية متكاملة كما هو مطروح في نظرية التحول العظيم (Great Transition).
للاختصار هناك نظريتان، الأولى ترى أن لا أحد من هؤلاء اللاجئين لم يتأثر بثقافة العنف في المنطقة، ومن ثم سيكونون عبئاً ومصدراً للاضطرابات في أوروبا، وهذا جاء من خبرة تفتت دولة بروسيا بين النمسا وألمانيا وعلاقة المكون السلافي، وكيف جر ذلك على أوروبا الكثير من النزاعات، لكن تبدو هذه المقاربة بعيدة شيئاً ما، إذا أخذنا أن حوالي ثمانية عشر مليون مهاجر ولاجئ (18 مليون)، لكن هناك حالات مشابهة شهدت دراسات نفسيه حول الميل والعنف أجريت عام (2008) بينت أن من يعاني هذه الحروب يصبح أقل ميلاً للعنف من غيره [21]، وكما أثبت التاريخ أن الهجرة ظاهرة يصعب التحكم فيها، وأثبتت اكتشافات الـ DNA أن البشر مهما علت أصواتهم نحو انتماءاتهم الوطنية، إلا أنهم كلهم بلا استثناء مهاجرون!!
[1] - ذوات العدد30
[2] - كاتب وباحث ليبي في علم المستقبليات.
[3] Khaled Koser, International Migration, Oxford, 2007 (Khaled)
[4] جواكلين آرنجو. »تفسير الهجرة: المداخل المفاهيمية والنظرية«، (ترجمة الكرار درية(، ا لمجلة الدولية للعلوم الاجتماعية، القاهرة: مركز مطبوعات اليونسكو، العدد 165، (سبتمبر 2002، ص 51). انظر كذلك التعاون الأورو- مغاربي في مكافحة الهجرة غير القانونية، رسالة ماجيستير، عايش عبد المالك، جامعة باجي مختار، 2006-07.
[5] http://www.unhcr.org/publications/legal/3d4aba564/refugee-protection-guide-international-refugee-law-handbook-parliamentarians.html
[6] Charlis tilly, Road from past to Future,Rowman little field,1997,Ibook Edition
[7] بول كيندي، نشوء وسقوط القوى العظمى، الأهلية للنشر والتوزيع، 1998
[8] http://library.fundforpeace.org/fsi تقرير الدولة الهشة.
[9]Martha hemmelfarb, The apocalypse,Wiley Blackwell,2010
[10] عبد الرحمن بن خلدون، تاريخ ابن خلدون، دار الفكر، ج2
[11] تاريخ فتح أمريكا، تزفينان تيودوروف، ت. بشير السباعي، دار الثقافة الجديدة، 2003
[12] صموئيل هنتجتون، صدام الحضارات، دار الجماهيرية، 1996
[13]Algore, The Future, Random House, 2013 (ALGORE)
[14] Source: UNDESA, World Economic and Social Survey: International Migration (New York: UN, 2004)
[15] Edward Newman, Understanding Civil war, Rutledge, 2014
[16] https://www.stratfor.com/situation-report/un-refugee-numbers-reach-record-high
[17] http://www.unhcr.org/news/latest/2016/6/5763b65a4/global-forced-displacement-hits-record-high.html
[18] Ganguly, Sumit, and Brandon Miliate. "When Refugees Were Welcome." Foreign Affairs. 31 July 2016. Web. 31 July 2016
[19] "https://www.stratfor.com/weekly/geopolitics-syrian-civil-war", The Geopolitics of the Syrian Civil War is republished with permission of Stratfor."
[20] https://www.foreignaffairs.com/articles/turkey/2016-05-24/can-turkey-assimilate-its-refugees
كما ذكرنا في هذه الورقة الأعداد التي هاجرت من اليونان إلى تركيا.
[21] Bollfrass, Alex, Andrew Shaver, and Yang-Yang Zhou. "Don't Fear Refugees." Foreign Affairs. 2 Aug. 2016. Web. 2 Aug. 2016