جون هيك (John Harwood Hick)


فئة :  أعلام

جون هيك (John Harwood Hick)

 ولد اللاهوتي والفيلسوف (مختص في فلسفة الدين) الإنجليزي جون هيك بمدينة يوركشاين البريطانيّة (Yorkshine) في 20 يناير 1922. عمل في خدمة الكنيسة صغيرا وشابا، ولم يكن ذلك ليروق له إذ لم يحقّق الإشباع الروحي الذي كان ينشده. وكان الفضل لعمّه إدوارد هيرست في تشجيعه على مطالعة كتب نيتشه وبرتراند روسل وألفرد نورث هوايتهد وفرويد وليبنتز وكانط وشوبنهاور... وقد تأثّر بها أيّما تأثّر. واتّجه هيك إلى دراسة المحاماة في جامعة هول (Hull). وتحت تأثير أصدقائه المتديّنين عاش في الثامنة عشرة من عمره قلقاً روحيّا وحيرة شديدة وتوتّراً جعله "يعي حضور الحقّ الأعلى (Ultimate Reality) ويتحسّس كائنا أعظم يضغط عليه ويطلب منه الاعتراف به والاستجابة له، وهو ما انتهى به إلى التماهي مع البروتستانتيّة الأصوليّة التي كانت سائدة بجامعة هول. فقرّر الانخراط في سلك كنيسة بريطانيا المشيخيّة. دخل سنة 1941 جامعة إيدنبرغ (Edinburgh)، قصد دراسة الفلسفة التي أصبحت بالنسبة إليه أكثر جاذبيّة من المحاماة. ومع اندلاع الحرب العالميّة الثانية، اضطرّ للانقطاع عن الدراسة بالجامعة ودُعي للخدمة العسكريّة الإجباريّة. إلاّ أنّه رفض المشاركة في الحرب لإيمانه بأنّ الحرب تتعارض مع إيمانه المسيحي وتعاليم المسيح، فآثر انسجاماً مع قناعاته السلميّة أن يساهم في تقديم المساعدات الإنسانيّة والطبيّة بحكم التجنيد الإجباري. ومع نهاية الحرب سنة 1945 عاد إلى جامعة إيدنبرغ لمواصلة دراسة الفلسفة وأقبل بشغف على كتابات كانط ونظريّته في الدين. وقد تخرّج من هذه الجامعة بمرتبة الشرف الأولى وانتقل إلى جامعة أكسفورد لإعداد رسالة الدكتوراه حول العلاقة بين الإيمان والاعتقاد، وقد تولّى نشرها إثر مراجعتها وتنقيحها تحت عنوان "الإيمان والمعرفة" سنة 1957.

وإثر نيل شهادة الدكتوراه اختار هيك الانخراط في العمل الديني بالكنيسة المشيخيّة، ودرس بكلّيّة وستمنستر للكهنوت بكامبردج لمدّة ثلاث سنوات عُيّن إثرها قسّيسًا بالكنيسة المشيخيّة الإنجليزيّة. وفي سنة 1957 قبل عرض قسم الفلسفة بجامعة كورنيل، ليصبح أستاذاً مساعداً بها في فلسفة الدين ونشر بحثه الأوّل في مجلّة اللاهوت الأسكتلنديّة سنة 1958 منتقدا نظريّة بايلي في تلبّس النعمة الإلهيّة. وفي سنة 1989 انتقل هيك إلى الولايات المتّحدة الأمريكيّة أستاذًا في الفلسفة المسيحيّة في معهد برينستن للتعليم اللاهوتي بولاية نيوجرسي. وتركّزت دروسه على فلسفة الدين. ثمّ عاد في 1967 إلى إنجلترا ليدرّس بقسم اللاهوت في جامعة برمنغهام. ومكّنته رحلاته المتعدّدة إلى الهند وسريلانكا واليابان من فهم التعدّديّة الدينيّة وانخرط في الحوار الإسلامي- المسيحي- اليهودي، والحوار البوذي- المسيحي. وأدرك أنّ ثمّة "معياراً كونيّا عامًّا بين الناس، هو الخير الإنساني، الذي يتجلّى في العلاقة الأخلاقيّة مع الآخرين، والذي يتحدّد من خلاله ميزان القرب أو البعد عن الله" (قانصو، 2007، ص 29).

قبل هيك سنة 1979 منصب كرسي دانفورث في فلسفة الدين في مدرسة الدراسات العليا في كليرمونت جنوب كاليفورنيا، وبقي في هذا المنصب إلى حدود سنة 1992 وتابع خلال هذه الفترة بحوثه في فلسفة الدين، وقام بمراجعة واسعة للعقيدة المسيحيّة، وأصدر سنة 1980كتابه الشهير "تفسير الدين: الاستجابة البشريّة للمتعالي" وهو من أهمّ كتبه في فلسفة الدين. وقد نال عليه جائزة غراويماير لاعتباره الأكثر قيمة وأهميّة في التفكير الديني الجديد. وقد عمل هيك نائب رئيس مجتمع فلسفة الدين ببريطانيا ونائب رئيس المجلس العالمي للأديان.

توفّي جون هيك في 9 فبراير 2012 ببرمنغهام.

انظر:

- قانصو، وجيه. (2007). التعدّديّة الدينيّة في فلسفة جون هيك، المرتكزات المعرفيّة واللاهوتيّة. (ط.1). المغرب/ لبنان-بيروت: المركز الثقافي العربي، لبنان: الدار العربيّة للعلوم-ناشرون.

البحث في الوسم
جون هيك John Harwood Hick أعلام