حجج الفيلسوف
فئة : ترجمات
حجج الفيلسوف[1]
ملخص:
تنظر الفلسفة إلى ذاتها في المرآة، بعد ما ينيف عن ألفين وخمسمائة عام من ميلادها، فتشعر بالقلق مما آل إليه حالها، بعد أن هجرها بنين وبنات عدتهم، في زمن مضى، من صميم وجودها، منهجا واستدلالا وغاية؛ لكنهم سرعان ما أداروا ظهورهم لها، وصاروا عنوانا لخريف عمرها، فقررت استبدال المرآة القديمة بأخرى أكثر جلاء، من شأنها أن تعكس، ليس فقط هويتها وخصوصيتها، بل أيضا شبابها المتجدد والأزلي.
أسئلة كثيرة ما فتئت الفلسفة، منذ عقود خلت، تطرحها، حول ما تكونه، وما تنشده، وما تتأسس عليه أفكارها وأطروحاتها ونظرياتها؛ وحول ما تتمايز به عن العلم بصورة خاصة. هل تكتسي استدلالات الفيلسوف ونظرياته طابع الإلزام والضرورة والموضوعية، أم لا تعدو أن تكون خطابة تتخذ صورا وأشكالا مختلفة بحسب الظروف والمقامات؟
يقارب ميشال ماير هذا الإشكال في فصل من فصول كتابه "ما هي الفلسفة؟"، ويقدم باختصار، ولكن أيضا باقتدار، صورة لما يقوم عليه الخطاب الفلسفي ويتأسس عليه. فالفلسفة، التي ليس لديها لا موارد العلوم التجريبية، ولا القوة الداخلية للمنطق الرياضي الخالص، لها منهجيتها الخاصة المتمثلة في الحجاج، الذي وإن لم يضف عليها طابعا عقليا محضا، فهو يجعلها خطابا معقولا. ويتجلى الطابع الحجاجي للفلسفة، التي تنهل من الجدل أكثر من الخطابة، في إثارة أسئلة وإشكالات تتجه نحو الكوني، وفي تقديم أسباب وحجج تقوم على النهج المباشر، ولا تنشغل بالمسافة بين الذوات، وتعتمد على مواضع ليست بمنأى عن كل مساءلة، وتوجه الفكر في منحى يمكن لأي كان أن يمضي فيه موضوعيا، سواء بالاستناد أكثر على الوقائع، أو على تكوينها، أو على فحص صلاحية ومشروعية الأسئلة والإشكالات المطروحة. وفي كل الحالات يسعى الفيلسوف إلى إقناع القارئ بما يكتبه، ويخلو حجاجه من أي شيء مطلق، ولذلك تكتسي أفكاره وأطروحاته على الدوام طابعا إشكاليا.
للاطلاع على الملف كاملا المرجو الضغط هنا
[1]- مصدر النص المترجم: Michel Mayer, Qu’est-ce que la philosophie, biblio essais, Librairie générale de France, 1997, p.: 33-41