حوار مع الدكتور عبد الله بربزي: السوسيولوجي اليوم، يجب أن ينخرط في قضايا الإنسان المغربي
فئة : حوارات
س1: بداية نريد أن نعرف من هو عبد الله بربزي؟
ـأنا من مواليد سنة 1976 في قرية تلوات / إقليم ورزارات، تابعت دراستي الابتدائية بالقرية نفسها. أما المرحلة الإعدادية والثانوية، فقد قضيتهما في مدينة ورزازات؛ حيث حصلت على شهادة الباكالوريا، ثم بعد ذلك التحقت بجامعة محمد الخامس بالرباط التي تابعت بها دراستي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية تخصص علم الاجتماع حتى حصلت على شهادة الإجازة، تم التحقت بكلية علوم التربية شعبة أسس التربية، وحصلت على دبلوم الدراسات العليا المعمقة في علم الاجتماع التربوي، وتابعت دراساتي العليا بالكلية نفسها، حتى نلت شهادة الدكتوراه في علوم التربية، تخصص علم النفس التربوي. أما مساري المهني، فأنا أستاذ مادة الفلسفة بالتعليم الثانوي التأهيلي منذ ما يزيد على عشر سنوات، وأستاذ محاضر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش بشعبتي الفلسفة وعلم الاجتماع، ومن أهم اهتماماتي الاشتغال على استراتيجيات التعليم ومهارات التفكير خاصة منها التفكير الإبداعي والتفكير النقدي، هذا فضلا عن اهتمامي بتقييم المناهج المدرسية وخاصة منهاج الفلسفة، بالإضافة إلى تقنيات التنشيط والتواصل. وطموحي هو أن أصبح من الباحثين المتخصصين في تعليم مهارات التفكير، وذلك من خلال الانفتاح على النموذج الإنجلوساكسوني
س2: لماذا اخترت السوسيولوجيا كمسار للبحث العلمي والأكاديمي؟
ـ الجواب على هذا السؤال يقتضي الرجوع إلى مرحلة التعليم الثانوي التأهيلي؛ حيث تشبعت بأدوات التفكير الفلسفي كالشك والسؤال والنقد والعقلنة والرغبة في المعرفة، كما تأثرت بأستاذ الفلسفة في هذه المرحلة الذي استطاع أن ينمي فينا حب المعرفة وركوب المغامرة الفكرية، ولقد كنت أعتبر مادة الفلسفة مادة لممارسة الشغب الفكري والتحرر من دغمائية الرأي السائد والمعتاد، فاقتنعت بالتسجيل في شعبة الفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع، وبعد السنة الأولى في الكلية التي كانت بمثابة جذع مشترك يجمع هذه المسالك، قررت التخصص في علم الاجتماع؛ حيث استهوتني الدراسات والأبحاث السوسيولوجية التي تناولت المجتمع القروي المغربي سواء على مستوى وصفه أو تفسير بنياته والآليات المتحكمة فيه، كما أعجبتني الأبحاث الميدانية، وما تقوم عليه من تقنيات وأدوات، هذا بالإضافة إلى ارتباط السويولوجي بالواقع المعيش، والفضل يعود إلى ثلة من الأساتذة الأكفاء الذين أسهموا أيما إسهام في اختيارنا لهذا التخصص، وأذكر على سبيل المثال لا الحصر الأستاذ محمد جسوس، والأستاذة فاطمة المرنيسي، وإدريس بن سعيد، و المختار الهراس، والأستاذ الدهان ومحمد بودودو وغيرهم، ولقد استفدت من كتاباتهم ومحاضراتهم، واشتغلت مع بعضهم في أبحاث ميدانية، كما تأثرت كثيرا بالعالم السوسيولوجي بيير بورديو ؛ وهذا ما جعلني أتخصص في سوسيولوجية التربية في السلك الثالث، ليستقر بي الأمر في نهاية المسار الدراسي في علم النفس التربوي. وبالتالي يمكن القول إن عبد الله بربزي نتاج لثلاثة روافد وهي : الفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس .
س3: كيف هي وضعية علم الاجتماع في المغرب بالمقارنة مع مرحلة الستينيات والسبعينيات؟
ـ إن الحديث عن الوضعية الراهنة للسوسيولوجية في المغرب يستلزم منهجيا الإشارة باقتضاب إلى أهم المراحل التي مر بها البحث السوسيولوجي بالمغرب:
- المرحلة الأولى ميلاد السوسيولوجية الكولونيالية؛ حيث تم تأسيس نواة البحث السوسيولوجي مع مطلع القرن العشرين في طنجة تحت اسم "البعثة العلمية"، وفي سنة 1914 تم إصدار منشور جديد بعنوان " مدن وقبائل المغرب"، تحت إشراف " ميشو بلير " الذي كلف الباحثين بالبحث عن الوثائق والمخطوطات التي تسمح بمعرفة المغرب، وفي سنة 1920 تأسس المعهد العالي للدراسات المغربية بمدينة الرباط.
- المرحلة الثانية: ميلاد السوسيولوجية الوطنية : تم إنشاء معهد السوسيولوجيا بالرباط سنة 1960 الذي لم يستمر سوى عشر سنوات من البحث، وكان يضم خيرة السوسيولوجيين المغاربة أمثال بول باسكون، والخطيبي، وجسوس، وإدريس الكتاني، ورشدي فكار، والحبابي والراضي ....ورغم القيمة العلمية والأكاديمبة التي اكتسيها هذا المعهد، فقد تم إغلاقه في عز شبابه وقمة عطائه العلمي.
- في سنة 1992 تم تأسيس جامعة الأخوين في مدينة افران التي تضم كلية للإنسانيات والعلوم الاجتماعية .
- في سنة 1999 تم إنشاء مركز جاك بيرك للدراسات في العلوم الاجتماعية والإنسانية في الرباط، وسيركز أنشطته في موضوعات الإسلام والسياسية وسوسيولوجية المدن...
ومند مطلع الألفية الثالثة إلى الآن تم إخضاع الجامعات والكليات والمعاهد التابعة لها إلى إصلاح بيداغوجي مشكل أساسا من مكونات أكاديمية وأخرى مهنية، والنظرة إلى الجامعة كأنها مقاولة ذات طبيعة سوسيواقتصادية، وعلى مستوى البحث العلمي هناك ميل إلى البحث التطبيقي والميداني على حساب البحث النظري، ومن هذا المنطلق عرف الفكر السوسيولوجي تطورا ملحوظا، خاصة من حيث الكم، فالمغرب يتوفر على حوالي خمسة آلاف مجاز في علم الاجتماع، من بينهم ما بين 150 و200 من حملة الدكتوراه، ولقد تم تعميم شعبة علم الاجتماع في أغلب كليات الآداب والعلوم الإنسانية المستحدثة، كما نسجل إقبالا كبيرا للطلبة على التسجيل في شعبة علم الاجتماع في عدة كليات بالمغرب، وقد تتراوح النسبة ما بين 1200 و1400 طالب في السنة الأولى، ونتج عن ذلك تجاوز الطاقة الاستيعابية لبنيات الكليات، وهذا ما أدى إلى مشاكل الاكتظاظ والفوضى، وانعدام الشروط التربوية للتدريس وإلقاء المحاضرات، مما خلف استياء لدى هيئة التدريس الجامعي، نظرا لنقص مهول في أطر التدريس، وعدم توفر أغلب المسالك على موارد بشرية وتقنية ومالية لتدبير البحث الميداني الذي يمكن أن يؤهل الطلبة إلى الاندماج في سوق الشغل، كما يتم في الغالب اختيار هيئة التدريس على أسس غير علمية، ومعايير غير قانوية، كالعلاقات الزبونية والمحاباة وكذلك منطق الضرورة، مما يجعل مسالك السوسيولوجيا تستعين بأساتذة ينقصهم التكوين التخصصي نظريا وميدانيا. أما من حيث الإنتاج العلمي في السيولوجيا في المغرب، فقد تراجع بشكل مخيف، وربما هذا يصدق على أغلب المجالات التخصصية الأخرى، ويمكن أن نستشهد بنتائج خطيرة توصل إليها المفكر السوسيولوجي المغربي محمد الشرقاوي من خلال بحث أنجزه لصالح وزارة التعليم العالي حول سياسة البحث في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية مفادها:
- 55 % من الأساتذة الجامعيين لم ينشروا أي إنتاج علمي طيلة مسارهم المهني.
- انخفض الإنتاج العلمي في مجال العلوم الاجتماعية خلال الفترة الممتدة مابين 2002 و2006 إلى نسبة الثلث .
ويمكن أن نستلهم التوصية التي دعا إليها الباحث، وهي ضرورة التعجيل بإحداث مجلس أعلى للبحث في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية، تسند إليه مهمة إعداد سياسة وطنية للبحث في مجال العلوم الاجتماعية.
س4: ماهي أهم الظواهر الاجتماعية التي يمكن أن يدرسها علم الاجتماع بالمغرب اليوم؟
ـ بما أن علم الاجتماع يعرف بكونه العلم الذي يدرس قوانين النشاط الانساني، وذلك بدراسة السمات العامة الموجودة في كافة الظواهر الاجتماعية والترابطات القائمة بينها، فإن جميع الظواهر الإنسانية ترتبط بالبعد الاجتماعي والعلائقي للإنسان؛ لذلك فالسوسيولوجي اليوم يجب أن ينخرط في قضايا الإنسان المغربي، وتفسير التحولات القيمية والفكرية والأخلاقية والاقتصادية والسياسية والدينية التي لحقت بهذا المجتمع، وإذا كان من الضروري التذكير ببعض الظواهر الاجتماعية للجواب بشكل مباشر على سؤالكم ، فيمكن للباحث السوسيولوجي أن يدرس السلوك الاحتجاجي في إطار علم الاجتماع السياسي أو التدين بالمغرب، انطلاقا من السوسيولوجية الدينية، أو المغرب ومجتمع المعرفة استنادا إلى سوسيولوحية المعرفة، أو الفردانية والأنانية اعتمادا على علم النفس الاجتماعي، أو ثقافة الغش في إطار سوسيولوجية الثقافة، أو زنا المحارم، أو قتل الأقارب كالأب أو الأم او الابن أو الأخ.... ، ويمكن القول إن جميع الظواهر الاجتماعية يمكن مقاربتها سوسيولوجيا شريطة توفر المؤسسات العلمية والموارد البشرية المؤهلة والموارد المالية والإرادة السياسية. كما أن جل الظواهر التي تمت دراستها قبلا يمكن دراستها من جديد انطلاقا من اعتبار نتائجها بمتابة فرضيات.
- س5: هل يمكن الحديث عن تحولات في القيم في مجتمعنا ؟ كيف ذلك؟ ولماذا؟
ـ من الصعب الجواب على هذا السؤال من الناحية السوسيولوجية، إذا لم تتوفر بيانات ومعطيات علمية تتناول الثابت والمتغير في القيم الاجتماعية والأخلاقية والفكرية في المغرب، والدراسات السوسيولوجية التي تناولت هذا الموضوع قليلة جدا، لكن بالنظر إلى ما تعرفه الإنسانية من تسارع وتيرة التطور والتحول الذي فرضه نظام العولمة والثورة الرقمية والمعلوماتية، فمن الطبيعي أن يشمل هذا التحول منظومة القيم الأخلاقية والدينية وأنماط التفكير وأنماط العيش، لكن يجب التذكير من الناحية المنهجية أن المجتمع المغربي ليس بنية متجانسة ومتشابهة، مما يعني أن التحولات القيمية ليس لها الإيقاع نفسه في جميع المجالات، وبين القرى والمدن وبين الشمال والجنوب... ولا تسير في الاتجاه نفسه، لكن يمكن القول عموما، إن المغرب شهد تحولات على مستوى الماكروسوسيولوجي، كارتفاع النمو الديموغرافي وارتفاع نسبة المدن بنسبة 57 % سنة 2010 بالمقارنة بسنة 1960 التي لم تتجاوز 30 % وتراجع محدود لنسبة الأمية، وتراجع الأسرة الممتدة لصالح الأسرة النووية، وهذه التغيرات سيكون لها وقع كبير في البنية الميكروسوسيولوجية للمجتمع المغربي، وعلى مستوى الذهنيات والأفكار والتصورات والمعتقدات والقيم. ومن بين القيم التي بدأت تطفو في المجتمع المغربي، نجد ميل الأفراد إلى الاستقلالية والتحرر والفردانية بعيدا عن قيم التعاون والتضامن . و انفتاح الشباب على التواصل الافتراضي ، وتخلي بعض الآباء والأمهات عن أدوارهم التربوية لأبنائهم بسبب الشغل، وظهور قيم سلبية مثل الغش وعدم الجدية في العمل والبحث عن الربح الجاهز والسهل وبأية وسيلة ...
س 6: ما سياق إنجاز كتابك " طرق المراجعة وقلق الامتحان" ؟
ـ يعود السياق العام الذي ولد فكرة تأليف هذا الكتاب استنادا إلى الملاحظات الميدانية التي تحصلت لدينا من خبرتنا المتواضعة في التدريس، واشتغالنا بالبحث في قضايا التربية والتعليم؛حيث رصدنا مجموعة من العادات الخاطئة التي يسلكها التلاميذ في التعلم والمراجعة، مما دفعنا إلى القيام بعدة عروض ومحاضرات في الموضوع في عدة مؤسسات تربوية، الخصوصية منها والعمومية، ولاحظنا اهتماما بالغا من قبل المتعلمين بهذه العروض وما يعقبها من تساؤلات واستفسارات وملاحظات، تبرز بوضوح معاناة المتعلمين النفسية والمعرفية والمنهجية المرافقة لعملية المراجعة، خاصة مع اقتراب موعد الامتحانات، هذا بالإضافة إلى عدم اهتمام الآباء والأمهات والمدرسين والمهتمين عموما بالشأن التربوي بهذا الموضوع.
ووعينا أن المراجعة عملية تعليمية تعلمية مركبة نظرا لتداخل أبعادها ومكوناتها النفسية والفكرية والمعرفية والمنهجية، بالإضافة إلى ارتباطها الوثيق بإكراهات المكان والزمان والنظام الغدائي؛ مما يجعل الاهتمام بهذه العملية أمرا ضروريا وملحا، خاصة في زمن الانفجار المعرفي وتعدد مصادر المعلومة وتنوعها، مما يستدعي البحث عن الطرائق والسبل الصحيحة والكفيلة باستقبال المعلومة بشكل إيجابي، وتخزينها بشكل صحيح، واستدعائها بشكل ملائم، وصولا إلى توظيفها واستثمارها في وضعيات مختلفة بشكل فعال وناجح. ونظرا لقلة الاهتمام بهذه العملية التربوية من حيث الدراسات التربوية التي تناولت استراتيجيات التعلم عند التلاميذ في جميع الأسلاك التعليمية، وذلك على مستوى تشخيص عادات التلاميذ في المراجعة والإعداد ورصد تمثلاتهم للعلم والمعرفة، والكشف عن حاجياتهم ورغباتهم وميولاتهم، والوقوف عند الصعوبات الذاتية والموضوعية التي تواجههم أثناء التعلم والمراجعة، والإعداد للامتحانات ـ خاصة في المغرب ـ بالمقارنة مع بعض الدول العربية التي لها باع طويل في هذا الشأن كالأردن والكويت ولبنان ومصر ....كما لاحظت أنه كثيرا ما يتم التركيز على الوعظ والإرشاد في الكتابات والأدبيات التي تناولت هذا الموضوع أكثر من صياغة إجراءات عملية قابلة للإجراء والتنفيذ، مما جعلني أقدم على هذه التجربة المتواضعة .
س7: هل يمكن الحديث عن التفكير النقدي خاصة وأنك اشتغلت على هذا الموضوع في رسالة الدكتوراه ؟ ما معناه ؟ وما معاييره ؟
- تعريف التقكير النقدي:
لقد تطرق الكثير من المربين والمهتمين بالتفكير وأنماطه ومهاراته إلى مفهوم التفكير النقدي؛ حيث طرحوا تعريفات عديدة له، ومن بين أهم هذه التعريفات ما ذكره مور وباركربأن التفكير النقدي هو عبارة عن الحكم الحذر والمتأني لما ينبغي علينا قبوله أو رفضه أو تأجيل البت فيه حول مطلب ما أو قضية معينة، وكان "شافي" قد حدد معنى التفكير النقدي على أنه عبارة عن عمل شيء له معنى في العالم الذي يحيط بنا عن طريق الفحص الدقيق لتفكيرنا وتفكير الآخرين، من أجل توضيح الفهم الخاص بنا والعمل على تطويره وتنميته. أما باير (Beyer,1985)، فقد طرح تعريفا للتفكير النقدي على أنه ذلك النوع من التفكير القابل للتقييم بطبيعته والمتضمن للتحليلات الهادفة والدقيقة والمتواصلة لأي ادعاء أو معتقد ومن أي مصدر، وذلك من أجل الحكم على دقته وصلاحيته وقيمته الحقيقية. في الوقت الذي يرى ليبمان (1988،Lipman( أن التفكير النقدي عبارة عن نمط من أنماط المسؤولية المعرفية . وقد أجمع العديد من المربين على تعريف التفكير النقدي على أنه عبارة عن فهم المجالات المختلفة، والتحقق من المغالطات المتعددة، والتفريق بين المسلمات والنتائج النهائية، والعمل على الفصل بين المعلومات ذات الصلة والمعلومات غير ذات الصلة. ويرى أنجيلو(1971) Engello أن التفكير النقدي هو التطبيق العالمي لمهارات التفكير العليا مثل التحليل والتركيب وحل المشكلات والاستنتاج والتقييم، و يعرف جون ديوي في كتابه (كيف نفكر؟) التفكير النقدي بالقول : " أنه التمهل في إعطاء الأحكام و تعليقها لحين التحقق من الأمر ".
- معايير التفكير النقدي:
يقصد بمعايير التفكير النقدي تلك المواصفات العامة المتفق عليها لدى الباحثين في مجال التفكير، والتي تتخذ أساساً في الحكم على نوعية التفكير الاستدلالي أو التقييمي الذي يمارسه الفرد في معالجة الموضوع (جروان 1999)، ويمكن تلخيص هذه المعايير في التالي:
- الوضوح: فإذا لم تكن العبارة واضحة فلن نستطيع فهمها، و لن نستطيع معرفة مقاصد المتكلم، وبالتالي لن نستطيع الحكم عليها بأي شكل من الأشكال.
- الصحة: يقصد بمعيار الصحة أن تكون العبارة صحيحة موثقة.
- الدقة: يقصد بالدقة في التفكير النقدي، استيفاء الموضوع حقه من المعالجة والتعبير بلا زيادة أو نقصان.
- الربط: أي مدى العلاقة بين السؤال أو المداخلة أو الحجة أو العبارة بموضوع النقاش أو المشكلة المطروحة، ومن الأسئلة المساعدة على ذلك:
- هل تعطي هذه الأفكار أو الأسئلة تفصيلات أو إيضاحات للمشكلة ؟
- هل تتضمن هذه الأفكار أو الأسئلة أدلة مؤيدة أو داحضة للموقف ؟
- العمق: العمق المطلوب عند المعالجة الفكرية للمشكلة أو الموضوع والذي يتناسب مع تعقيدات المشكلة أو تشعب الموضوع.
- الاتساع: يقصد به أخذ جميع جوانب المشكلة أو الموضوع بالاعتبار، ومن الأسئلة التي يمكن إثارتها لذلك ما يلي:
- هل هناك حاجة لأخذ وجهة نظر أخرى بالاعتبار ؟
- هل هناك جهة أو جهات لا ينطبق عليها هذا الوضع ؟
- هل هناك طريقة أخرى لمعالجة المشكلة أو السؤال ؟
- من الصفات المهمة للتفكير الناقد أن يكون منطقياً في تنظيم الأفكار وتسلسلها و ترابطها بطريقة تؤدي إلى معنى واضح أو نتيجة مترتبة على حجج معقولة، ويمكن إثارة الأسئلة الآتية للحكم على منطقية التفكير :
- هل ذلك معقول ؟
- هل يوجد تناقض بين الأفكار أو العبارات ؟
- هل المبررات أو المقدمات تؤدي إلى هذه النتيجة بالضرورة ؟
يتضح مما سبق، أن مفهوم التفكير النقدي يتميز بالتعقيد والتركيب، لارتباطه بمجالات معرفية مختلفة ومتداخلة، سواء على المستوى النظري و صعوبة تعريفه، أو تحديد ورصد معاييره وتتبع مراحله، والكشف عن مهاراته .
س 8 : ما جديدكم في الكتابة والتأليف ؟
- صدر لي عن دار إفريقيا الشرق، كتاب تربوي تحت عنوان " طرق المرجعة وقلق الامتحان: تشخيص الصعوبات واقتراح الحلول" .
- وسيصدر كتاب آخر عما قريب تحت عنوان " بيداغوجية الكفايات ونظريات التعلم من أجل بناء استراتجيات التعلم وتعلم الاستراتجيات" .
- كما أوشكت على إنهاء كتاب آخر بعنوان " تدريس الفلسفة وتعلم التفكير النقدي" .
وهناك مشاريع فكرية أخرى في الطريق " كالسلطة الأبوية والمراهق في الوسط القروي : دراسة سوسيونفسية للعلاقة بين الأبناء والآباء" و " المجتمع المدني وتمدرس الفتاة القروية: دراسة ميدانية تقييمية، بالإضافة إلى عدة مقالات.
الشكر الجزيل لك على هذا اللقاء الممتع والشيق