"خطيئة" داود في الفكر السّنّيّ القديم
فئة : أبحاث عامة
الملخّص:
يقوم الفكر الدّينيّ الإسلاميّ على تأكيد عصمة الأنبياء عندما يتعلّق الأمر بتعديد أركان الإيمان، وهو ركن الإيمان بالأنبياء والرّسل، غير أنّ تعامل المفسّرين وأصحاب قصص الأنبياء مع بعض ما ينسب إلى الأنبياء من أخطاء في العهد القديم، وما يذكره القرآن عن ذلك من إشارات، يوقع الفكر الدّينيّ في حرج الجمع بين القول بالعصمة وضرورة التعامل مع الإشارات القرآنيّة إلى الذّنب، وتعمل هذه الدراسة على الإجابة عن سؤال مركزيّ: كيف يمكن أن نفهم إجابات أهل السنّة عن قضيّة ذنب داود، الّذي يشير إليه القرآن بوضوح، في أفق القول بالعصمة؟
وقد قدّمت الدّراسة ثلاث إجابات تدرّجت من إعادة صياغة لما جاء في العهد القديم (يرفع عن داود ذنب الزّنى، ولا يُنسب إليه إلّا التّحيّل لقتل أوريا، وهذا سبب استغفاره المذكور في القرآن)، وصولًا إلى إعادة تأويل كلّيّ للخطيئة (استغفار داود راجع إلى حلمه، أو إلى محاسبته لنفسه، أو إلى رحمته بالمؤمنين)، مرورًا بتأويل جزئيّ لها (ذنبه ترك الأَوْلى، وترك الأوْلى خطيئة الرّسل المقرّبين).
وخرجت الدّراسة بنتائج شملت قضايا تتعلّق بالدّينيّ (القول بعصمة النبيّ عند أهل السنّة، وكيف تأسّست من خلال تعامل المفسّرين مع سورة ص، والفرق بين الخطاب الدّينيّ "العالم" أو الحجاجي، والخطاب الدّينيّ العامّي أو الوعظيّ، وكيفيّة التّعامل مع نصوص أهل الكتاب أو "الإسرائيليّات")، والتّاريخيّ (اعتبار ما جاء عن أهل الكتاب خاطئًا محرّفًا لا يليق بأنبياء الله، وضرورة أن تكون صورة التاريخ القديم وصورة الأنبياء القدماء، دون صورة تاريخ الدولة الإسلاميّة التي تعبّر عن {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ}، والسّياسيّ (التّناقض الكبير بين الحكمة والتّقوى اللّتين ينبغي أن تكونا للحاكم المؤيّد بالوحي، وبين واقع الحكّام الذين وجدوا في الدولة الإسلاميّة).
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا