دراسة سوسيو-أنثروبولوجية للدلالة الرمزية لمبدأ الإذن في علاقة الشيخ بالمريد: الزاوية القادرية البودشيشية أنموذجا
فئة : مقالات
مقدمة:
يعتمد منهج التأطير والتأهيل والبناء في الزاوية البودشيشية على مبدأين أساسيين هما: الإذن والعهد؛ فهما يتميزان بدلالات رمزية دينية كبرى، يتحدد من خلالهما فهم مجتمع الزاوية وبنائه وهيكله، والرباط الإيماني والوجداني في علاقة الشيخ بالمريد، وفي العلاقات الأفقية للذات التنظيمية للزاوية (علاقات «الفُقَرَا» فيما بينهم). كما يشكلان مادة التلحيم والرباط الروحي في هذه العلاقات، مادة غير قابلة للانشطار، وبعيدة عن كل المناحي المادية بالأساس[1].
نتناول في هذه الدراسة موضوع "الإذن" في الطريقة القادرية البودشيشية، باعتباره من الأركان الأساسية إلى جانب "العهد" في بناء العلاقة وتحصينها بين الشيخ حمزة ومريديه من فقرا الطريقة، باعتبارهما آليتين فعالتين في التأثير في «الفُقَرَا»[2]، وتسهيل عملية جذبهم وإدماجهم في هوية الطريقة والانخراط فيها، حيث لا يمكن الخوض في تحليل مفهوم العهد عند الصوفية عموما، وعند الزاوية القادرية البودشيشية خصوصا، دون التطرق إلى مفهوم الإذن الذي له من الأهمية ما يسمح بتعميق الفهم في الدور الذي يقوم به العهد في حياة الفقير، باعتباره أحد أشكال التعاقد أو الرباط الذي يجمعه بشيخ الطريقة، الشيخ حمزة، وكذلك باعتباره يمثل بداية خضوعه لوسائل الضبط الاجتماعي، بما يفرضه عليه من واجبات تجاه الشيخ وفقرا الطريقة والزاوية كمكان مقدس، كما سيساعدنا على فهم القواعد الحاكمة بين الشيخ والمريد قبل إعطائه العهد.
نتطرق في هذه الدراسة إلى مفهوم الإذن وتمثلاته عند الصوفية عموما، والطريقة القادرية البودشيشية خصوصا، كذلك نحاول تسليط الضوء على مفهوم الإرادة عند الصوفية، لإبراز العلاقة التي تربط الشيخ بالمريد (الشيخ حمزة والفقرا)، ونتطرق إلى دور الإذن في عملية انتساب الفقير إلى الطريقة/الزاوية، أيضا نعرض لأهمية إذن الشيخ في الطريقة، ويكون ذلك من خلال الإجابة عن سؤال: كيف يتمثل الصوفية مفهوم الإرادة؟، وهل لمريدي الطريقة القادرية البودشيشية إرادة؟، ما سيفسر بعض الممارسات التي يقوم بها «الفُقَرَا» بعد أخذ العهد.
مفهوم الإذن عند الطريقة القادرية البودشيشية
ويعتبر أخذ الإذن من أهم ما أقره مشايخ الصوفية، من آداب وشروط يجب على المريد التحلي بها، إذ يعتبر تطبيقا لكل الأخلاق والقيم الصوفية[3] التي تلقاها عند سلكه الطريق، كما يعتبر أحد المؤشرات على ترسيخ قيم الطريقة لدى المريد، ومدى التزامه بها وخضوعه لمبادئها؛ فالعلاقة بين الشيخ والمريد تقوم أساسا على الحب والتسليم والطاعة والامتثال له والاعتقاد فيه.
إذا كان الإذن يحظى بأهمية قصوى عند الصوفية، فذلك راجع لكونه: يشكل بالنسبة إلى شيخ الزاوية المرجعية (السند) لنشر الطريقة، وأساس العلاقة التي تربط بين الشيخ والمريد، وأيضا يعتبر الأداة التي تعضد بنية "العهد"، باعتباره العنصر الأساسي في عملية بناء سلطة الشيخ ونفوذه في الطريقة وترسيخهما.
1- الإذن: السند الروحي والمرجع الشرعي لنشر الطريقة
وحسب تعبير الصوفية: الإذن "يأتي من الحضرتين: الأحدية والمحمدية"؛ أي إنه يكون من الله ومن الرسول، وأيضا من الشيخ المؤسس إلى شيخ آخر، أو أحد المريدين المفوض لهم بذلك، وهو ما يعبر عنه بالسر[4]. ويخول حصول الشيخ على الإذن بالتربية والتلقين إعطاء الإذن في سلك الطريق، وتلقين الأذكار والأوراد، أيضا يخول له تفويض إعطائه في بعض الأذكار والأوراد العامة والخاصة لمقدمي الطريقة في فروعها، والإذن ليس مقصورا على الحياة الروحية للمريد بإعطائه الأذكار والأوراد والتفويض فيها، بل يتعداها ليخص كل ما يرتبط بحياة المريد الدنيوية، حيث يمكن للشيخ التدخل حتى في أمور تتعلق بأسرة الفقير وأقاربه وجيرانه وأفراد مجتمعه[5]، وهو ما يفسر خطورة المسؤولية الملقاة على عاتق الشيخ المأذون وعظمتها، ولذلك يجعل أهل التصوف أمر تصدر المشيخة، مرهونا بحصول الإذن من طرف شيخ مأذون للدلالة على الله، وبسند متصل برسول الله (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).
يتضح مما سبق، الأهمية التي يحظى بها الإذن عند الصوفية، حيث لا يمكن تربية «الفُقَرَا» وإرشادهم وتزكية نفوسهم دون الحصول عليه، وإلا فهناك خطر على الشيخ، إن لم يكن مأذونا وعلى مريديه. ومما تجدر الإشارة إليه، أن لكل ورد أو ذكر منافع وآثارا خاصة به، تؤثر في قابلية المريد الذي قد تناسبه بعض الأوراد دون أخرى، كما أن بعض الأوراد أو الأذكار تكون علاجا لداء بعينه من أمراض النفوس والقلوب، فلا تصلح لمن خلا منها.
تعزيزا لأهمية الإذن عند الصوفية، يماثل الشيخ حمزة[6] و"الفقرا" المسؤولين دائما، بين وظيفة الشيخ بالنسبة إلى المريدين والطبيب؛ فالشيوخ الصوفية هم الذين اختصوا بمعالجة الأمراض القلبية والعلل النفسية وتطهير الروح، إذ يعلمون أن النفس الحيوانية تهفو دائما إلى عاداتها وشهواتها، فيعالجونها تارة بالعزم والحزم وتارة بالمراودة والملاطفة[7]. إنهم يعطون الدواء للمريدين حسب الداء، فلكل مريد داء ودواء، ولذلك لابد للمريد السالك أن يكون على صلة بشيخ خبير بعلوم طب النفوس، مأذون لذلك[8].
تؤكد هذه الصورة في العلاقة بين الشيخ والمريد، "صورة الطبيب الذي يعالج ويعطي الدواء"، ذلك أن المتصوفة ينوعون من أساليبهم في التعبير والتصريح والكشف، باستعارتهم لمجموعة من المصطلحات تنتمي لحقول متعددة، لتفسير الرسالة وإيصالها إلى المتلقي، كما هو الشأن هنا، حينما يستعان بمصطلحات الحقل الطبي (الطبيب، العلاج، الشفاء، الداء والدواء، المرض والعقاقير، الراديو السكانير...)[9]، وهو ما يؤكد كون المصطلح الصوفي له وجهان: دلالة حرفية لغوية ظاهرية، ودلالة إيحائية رمزية قائمة على الانزياح والمجاز، وتستوجب هذه الدلالة الرمزية استخدام التأويل لشرح المعاني وتفكيكها.[10]
يتضح من خلال الملاحظات والمقابلات التي أجريناها بالزاوية، أن الخطاب المتداول بين «الفُقَرَا»، ينبني على قناعة تامة في كون الشيخ حمزة هو الطبيب المشافي، وأنه يملك من علوم تزكية النفوس الظاهرة والباطنة، ما يجعله على دراية ووعي باحتياجاتهم النفسية، وأنه يتمتع بإدراك حدسي وبصيرة عميقة لفهم النفسية الإنسانية. والحقيقة أن هناك تشابها كبيرا بين علاقة الشيخ والمريد "في التصوف"، وبين علاقة المحلل النفسي والمريض "في علم النفس"، من حيث التسليم والصراحة والطاعة التامة، وأيضا من حيث الأدوات المستعملة (الصمت، والهدوء، وإغماض العينين، والسماع وحالات الجذب المرافقة له...). والذي يقابل استعمال الموسيقى الهادئة عند الطبيب النفسي...، حتى إنه من المفكرين الصوفية من أطلق على شيوخ الصوفية أطباء النفوس ومرشدي الأخلاق.[11]
أخبرنا مقدم فرع الزاوية بمدينة المحمدية في مسألة الطبيب والدواء[12]، قائلا: "يقول شيخنا رضي الله عنه، إن الأذكار كالدواء، فلا يجوز التداخل بينها، فالطبيب يعطيك الدواء عندما تمرض، ولا يمكنك الشفاء إلا بتوقيف جميع الأدوية الأخرى التي تتناولها، والمحددة بوصفة طبيب آخر". وفي المجال الطبي، يأمر الطبيب بعدم أخذ الدواء عن مريض يعاني الأعراض نفسها، باعتبار أن الأعراض نفسها لا تعني الدواء نفسه، لكونه مرتبطا بالسن والجنس والاستطاعة الجسمية وبمدة معينة. قياسا على ذلك، يأمر الشيخ حمزة «الفُقَرَا» بعدم إعطاء أورادهم لغيرهم دون إذن منه، وإن أخذ الفقير ذكرا خاصا، يكون قد أخذ إذنا مؤقتا محددا بالزمان، فلا يجوز المداومة عليه، لأن الأذكار والأوراد مرتبطة بالزمان والمكان، وهي أيضا أذكار شخصية[13]، وذلك ما يوضح سر تكتم «الفُقَرَا» عن الإفصاح عن الأذكار أو الأوراد التي خصهم بها الشيخ، على اعتبار أنه ليس لهم الإذن بذلك.
2- الإذن أداة تمتين العلاقة بين الشيخ والمريدين:
تشكل عملية انتساب المريد إلى الطريقة/الزاوية، إحدى المحطات الأساسية التي تجسد مدى أهمية الإذن في العلاقة التي تربط الشيخ بالمريد، حيث تظهر لنا أن الانتساب إلى الزاوية وسلك الطريق لا يكون إلا بمشيئة ربانية وبإذن من الشيخ، وذلك ما سنوضحه فيما يلي:
إنّ مسألة الانتساب إلى الزاوية أو الطريقة القادرية البودشيشية ليست آلية (أوتوماتيكية)، وليست بالفكرة الذاتية الإرادية؛ أي الفكرة الاعتباطية التي تأتي فجأة في لحظة كردة فعل على مسار دنيوي غير مرغوب فيه، فالأمر ليس كذلك بمقتضى الخطاب الذي يتداول داخل الزاوية بين «الفُقَرَا»، والذي يفيد أن المريد لا تتوفر لديه إرادة الانتساب إلى الطريقة. فحسب الساهرين على تسيير الزاوية وتأطير «الفُقَرَا» المنتسبين إليها، ومن خلال المقابلات والملاحظات التي أجريناها، هناك اعتقاد راسخ لديهم، كون الانتساب إلى الطريقة القادرية البودشيشية نابع عن إرادة ربانية وإذن شيخ الزاوية، ويؤكد ذلك قول أحد «الفُقَرَا» "الطريق عزيز لا يهتدي إليه سوى المختار". ويستخلص من ذلك، أن مجيء المنتسب إلى الطريق لا يكون بالإرادة الشخصية للمريد، "إنها إرادة الشيخ وإلهامه، وهمته هي التي تنقب عن ذوي النفوس الطاهرة، الذين يبحثون عن صحبة شيخ يسلكهم الطريق، يؤدب نفوسهم ويخلصهم من هواها، ويدلهم إلى الله"[14]. ما يفيد، كون الشيخ حمزة هو الذي ينتقي أتباعه ممن يرغبون الدخول في الطريقة، ويأذن لهم بذلك، إذا رأى فيهم الخير للطريقة. هذا الاعتقاد والخطاب لا تنفرد به الطريقة القادرية البودشيشية، بل نجده كذلك لدى أتباع الطريقة الجازولية، حيث يؤكد أحدهم "أن شيخ الطريق يصطفي أتباعه ممن يرغبون الدخول" كما يؤكد أن انتماءه للزاوية هو شيء أزلي ومكتوب[15].
نستنتج مما سبق، أن إرادة المريد تنتفي ابتداء من لحظة الاختيار (اختيار الانتساب إلى الطريقة)، لتفنى وتذوب في إرادة الشيخ، وكل ما سيأتي بعد هذا الحدث من تصرفات وأفعال وأقوال لن يكون إلا تعبيرا عن فكر الشيخ وإرادته، بل إنّ مفهوم الإرادة بالمعنى: الاصطلاحي الصوفي الذي يفيد: إرادة الله[16] وإرادة العبد[17] بالمعنى القرآني، ويعني "القصد والنية والعزم على الفعل. فمتى حصلت الإرادة صدر الفعل لا محالة"[18]، كما جاء في قوله تعالى: "من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا، ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا"[19]. وأيضا بمعناه الفلسفي[20]، الذي يعرف بكونه "ملكة الاختيار والقدرة على اتخاذ القرار بكل حرية على الفعل أو الامتناع عنه" ويفيد معنى الإرادة الحرة القصدية المخطط لها بشكل عقلي.
هذا المفهوم "الإرادة"، لن يبقى له المعنى نفسه، عندما يدخل الشخص الطريقة القادرية البودشيشية، إذ سيتغير المعنى لتصبح إرادة "الفقير البودشيشي" هي إرادة شيخه سيدي حمزة، يحب ما يحب شيخه ويكره ما يكرهه، لا يتوجه إلا لما أراده شيخه، وسيقتصر اعتقاده على معتقد شيخه، وهو تأكيد لما جاء على لسان القشيري في بيان ما يجب على المريد[21]: "وأن لا يخالف شيخه في كل ما يشير عليه، لأن الخلاف للمريد في ابتداء حاله دليل على جميع عمره"، ويقول أيضًا: "ومن شروطه أن لا يكون بقلبه اعتراض على شيخه". بمعنى آخر، أن يفنى الفقير في ذات شيخه وأفعاله وصفاته، لأنّ الفناء في الشيخ مقدمة للفناء في الله تعالى.[22]
وعلى الرغم من أنّ فقرا الزاوية يرفضون كون الفقير مسلوب الإرادة في علاقته بشيخه، ويعتبرون أنفسهم أحرارا في اتخاذ قرارات تهم حياتهم في الطريق، إلا أنّ هذه الحرية، في اعتقادنا، في حقيقتها حرية مقنّعة، إذ من الآداب والقواعد الأساسية في الطريق الصوفي فيما يتعلق بالعلاقة بالشيخ، أنّ الفقير لا يمكنه القيام بأي فعل داخل الطريق أو خارجه إلا بإذنه وتحت مشورته، وذلك ما عبر عنه السهروردي بأنّه "لا بد أن يكون المريد مع شيخه مسلوب الاختيار في نفسه وماله".[23]
3- أهمية إذن الشيخ في الطريقة القادرية البودشيشية:
تتأكد أهمية إذن الشيخ في الطريقة القادرية البودشيشية، في كون الانتساب إلى الطريقة لا يكون مباشرة، بمعنى أنّ الشخص عندما يريد الالتحاق بالطريقة، يذهب إلى الزاوية أو أحد فروعها، ليقدم للشيخ أو أحد مقدمي الزاوية طلب انتسابه، فيلبى طلبه بعد الاقتناع بشروط الانتساب؛ إذ إنّ الطريقة مسار يمر فيه الفقير بمراحل ومحطات لا يمكن خرقها، تبدأ بمجالسة «الفُقَرَا» في الزاوية، وحفظ الأذكار وترديدها جماعيا، وحضور المناسبات الخاصة بالطريقة (كزيارة أحد أبناء الشيخ أو حفدته، أو نهاية الاعتصام)، وهي فترة يحاول فيها الشيخ و«الفُقَرَا» المسؤولون التأكد من صدق طالب الانتساب وعزمه، في انتظار أن يؤذن له بأخذ العهد والالتحاق بالطريقة[24].
هذه الفترة مهمة بالنسبة إلى الزاوية من حيث هي تنظيم، إذ خلالها يتم البحث عن هوية الشخص الذي يرغب في الانتساب لها وأحواله: أين يعمل، حالته العائلية، نسبه، انتماؤه (بمعنى: هل كان منتسبا إلى زاوية أخرى؟)، وذلك يكون إما في إطار أسئلة مباشرة يقدمها المقدم أو أحد المسؤولين من «الفُقَرَا» في الزاوية، أو أثناء الحوارات التي تدور على مائدة التريقة (وجبة خفيفة، عبارة عن كأس شاي أو قهوة مع الخبز والزيت والعسل)، بعد الورد الذي يقام بعد صلاة العصر، أو على مائدة العشاء بعد الوظيفة[25].
نستنتج مما سبق، أنّ الفقير وقبل أن يأخذ العهد، يتم ترسيخ الاعتقاد لديه من «الفُقَرَا» المسؤولين أو فقرا الطريقة القدامى، أنّ الشيخ اصطفاه وأذن له بدخول الطريقة، وأنّ وجوده بينهم لم يكن بإرادته، بل هي بإرادة الشيخ وإرادة الله، لأنّ الشيخ اختاره في عالم الغيب، وهو ما يشير إلى أن هناك دلالة اعتقادية لدى أتباع الطريقة القادرية البودشيشية، في قدرات الشيخ الخارقة في استكشاف عوالم الخلق وانتقاء أفضلهم ليكونوا من أتباع الطريقة، بما يكرس لديهم الشعور بأهمية طريقهم وطريقتهم التابعين لها، ويدفعهم للتشبث بها والالتزام بمبادئها وتعاليمها.
وتظهر أهمية الإذن أيضا، في التزام «الفُقَرَا» بأخذ الإذن في كل ما يخص الحديث عن الزاوية وطريقتها؛ فأي شيء يهم الطريقة على المستوى التربوي الروحي أو التنظيمي أو التأطيري أو التواصلي، يكون باستشارة الشيخ حمزة وبإذن منه، ومن المسؤولين المرخص لهم بذلك. ما يفسر الشعور لدى غير المنتمين للطريقة، أنّ هناك تكتما على إعطاء معلومات أو تجنب الخوض في بعض النقاشات من طرف «الفُقَرَا»، أو بعض المسؤولين بخصوص الطريقة، والسبب في ذلك، حسب ما توصلت إليه من ملاحظات، هو التزامهم بالإذن، كأحد مبادئ الطريقة، التي يتربى عليها الفقير، مهما كانت مكانته العلمية أو الاجتماعية، أو يتعلمها من أقرانه داخل الزاوية، وهو عدم إفشاء أسرارها، أو الوقوع في "آفة الإفشائية[26]"؛ أضف إلى ذلك، كونهم غير مأذونين للحديث فيها[27].
خلال بحثنا في الموضوع، لجأنا إلى فئة من «الفُقَرَا» تشكل النخبة المرموقة علميا "النخبة العالمة"، تنتمي إلى حقل التعليم العالي، لكنا لم نتلق جوابا شافيا على أسئلتنا، لكونهم غير مأذون لهم بالحديث أو الجواب عليها. فعلى الرغم من أنّ الشيخ حمزة يقرّ بأنّ «الفُقَرَا» في الطريق وداخل الزاوية سواسية، يظهر الواقع أنّ هناك تراتبية ودرجات ومراتب في مجتمع الزاوية لا يمكن تجاهله. لكن السؤال المطروح، والذي يظل عالقا ومحيرا هو: لماذا هذا الكتمان وعدم الرغبة في الإجابة؟ وما السر في ذلك؟
أول الأجوبة كان من خارج الزاوية، وهو أنّ «الفُقَرَا» يرفضون أن يكونوا موضوع بحث كيف ما كان نوعه، لذا تكون مشاركتهم في هذا الباب ضعيفة[28].
لكن الجواب الشافي، هو ذاك الذي توصلنا إليه، عند دراسة مفهومي الإذن والعهد عند الصوفية عامة، والطريقة القادرية البودشيشية خاصة، لما يشكلانه من تأثير في بناء شخصية "الفقير" وتشكيلها، بما يتفق والبناء الفكري والاجتماعي للطريقة[29]، حيث تتجلى مظاهر العلاقة بين الفقير وشيخه، ومدى القهر الذي تمارسه جماعة «الفُقَرَا» على الفقير المبتدئ بعد انتسابه إلى الزاوية وحضوره داخل مجتمعها. ذلك أنّ الفقير في مساره الروحي لتزكية النفس وتطهيرها، مطالب بإبراز مدى تحليه (استيعاب وتملك) بالآداب الظاهرة والآداب الباطنة للطريقة، فهو ملزم بالظهور بالمظهر نفسه والأحوال وبالقيام بالسلوك نفسه، وأيضا بالتعبير بالأفكار نفسها.
يلعب الامتثال والخضوع "التسليم التام" دورا أساسيا في تلقين قيم الطريقة وتعليم مبادئها، وفي ضبط العلاقة بين الفقير وشيخه، والالتزام بأهم مبادئ التصوف، ومعناه التسليم الكامل للشيخ مع عدم الاعتراض على أفعاله، ويعد من الضوابط الأساسية التي تبنى عليها الطريقة، كما تبنى عليها العلاقة بين المريد وشيخه، وهو ما يفسر سلوك هذه الفئة من «الفُقَرَا» وتصرفاتها، إن لم نقل كل المنتسبين إلى الطريقة القادرية البودشيشية. فالامتثال والخضوع للشيخ حمزة وطريقته، مبدأ أساسي في الطريق، وهو ما يشكل بالنسبة إلى الفقير قوة ضاغطة توجه سلوكه وتصرفاته.
نستنتج مما سبق، أن مبدأ الامتثال والانصياع إلى سلطة الشيخ حمزة، يجعل آراءه ومبادئ الطريقة فوق كل اعتبار، وغير خاضعة للنقاش، وهو ما يجعلنا نتساءل عن مدى التعارض بين سلطة الشيخ والقدرات النقدية والتقييمية للفقير (العالم أو العادي)، ومدى قدرته على الحفاظ على هذه القدرات إزاء سلطة الشيخ وطريقته ومنهجه خارج جماعة الزاوية، بمعنى آخر: أي سلطة يجب أن تحكم علاقة الفقير بشيخه وبالمجتمع، أهي سلطة الشيخ ومنهجه (الطريقة والمعرفة الروحية) أم سلطة العقل والعلم (المعرفة العلمية)؟
لقد اتضح من خلال الحديث مع مجموعة الفقراء باختلاف درجاتهم، أنّ سلطة الشيخ ورمزيتها (امتلاكه المعرفة اللدنية)، بما تمثله من قيم ومبادئ للطريقة، أقوى من سلطة العلم (المعرفة العقلية والنقلية)، أو سلطة العالم والباحث، فصمت الباحث وعدم خوضه في حوار يمس الشيخ حمزة وطريقته ومجتمع «الفُقَرَا»، وعدم استطاعته أن يتخذ فيها قراراً أو موقفاً، واعتباره ذلك من أسرار الطريق، وكل محاولة في معرفة ذلك، يعتبر نوعا من "التجسس" على «الفُقَرَا»، وعلى الطريقة البودشيشية، مما يكسبه الصمود أمام تساؤلات الباحثين من خارج الزاوية وفضولهم، ورضوخه وامتثاله لسلطة الشيخ التي تفوق سلطة العلم، لكون الشيخ يملك علم الباطن والظاهر، ولا يأذن لأحد بالحديث والنقاش في أمور تخص الزاوية. فهذا النوع من الأسئلة والنقاش، يعتبره «الفُقَرَا» من المحرمات، كأن المسألة مقدسة لا يجب الخوض فيها؛ خصوصا أنّ "البحث في المقدس يعتبر إبطالا لمفعول قدسيته، أو شكلا من أشكال انتهاك المحرم"[30].
وحسب محمد بنيعيش، فإنّ موقف الشيخ حمزة بنهي «الفُقَرَا» عن الخوض في "الشطحات الصوفية"، سواء على مستوى الدروس التوجيهية والتكوينية، أو على مستوى التحاور الفردي والجماعي الخاص بين الفقراء، إنما جاء تفاديا للوقوع في التأويلات المثيرة للشبهات، التي يمكن أن يستغلها الأعداء لإثارة القلاقل ومعاداة الطريقة[31]. ويؤكد هذا الموقف خالد ميارة بقوله: "إنّ الشيخ حمزة هو الذي أمر بعدم إخراج شؤون الزاوية وأسرارها للعموم، معتبرا أنّه لم يحن الوقت لذلك"[32].
هذا القرار يفسر موقف «الفُقَرَا» وسلوكهم تجاه أي تساؤل حول الشيخ والزاوية كتنظيم، ويبرر احترامهم للعهد الذي أخذوه على أنفسهم، بعدم البوح بأسرارها والالتزام بقيم الزاوية ومبادئها. ويستشف مما ذكر أنّ الامتثال والانصياع إلى سلطة الشيخ المتمثلة في قيم الطريقة ومبادئها، تجعل بعض الآراء والمبادئ غير خاضعة للنقاش بمنطق العقل، لأنّ العلاقة التي تربط هذه الشريحة من «الفُقَرَا»، بالشيخ حمزة وبالطريقة، علاقة روحية أقوى من رباط العلم وتفسيراته العقلية.
هذا يدفعنا لطرح سؤال حول مدى وجود "حس مشترك[33]" للجماعة البوتشيشية؟، أو ما يصطلح عليه "بالعقل الجمعي" للزاوية، على الرغم من كونه يختلف في أبعاده عن مفهوم دوركهايم[34]؟. على اعتبار أنّ القيم والمبادئ داخل الزاوية تلعب الوظيفة نفسها التي تلعبها القيم والمبادئ داخل المجتمع، بمعنى أنه يتم تنشئة الفرد على استبطان مجموعة من المعايير المختلفة واحترامها، نظام "مساطر وقوانين" ليتمكن من التأقلم مع المجتمع الذي يعيش فيه، وبالمقابل تضع الزاوية معايير يلتزم الفقير بالخضوع لها، حتى يتم دمجه مع أتباعها.
ختاما، يمكن القول بعد عرضنا لمفهوم الإذن في مختلف أبعاده أن الزاوية القادرية البودشيشية، باعتبارها تنظيما اجتماعيا دينيا، تشكل تعبيرا عن نسيج من الدلالات (أفكار وممارسات)، يربط فقرا الزاوية بشيخهم، وبطريقتهم التي يمكن تسميتها بالحس المشترك للجماعة البودشيشية، أو العقل الجمعي البودشيشي؛ يتقاسمونه مهما اختلفت مكوناتهم الاجتماعية: اللغوية أو العمرية أو المهنية داخل الزاوية، التي توحد نظرتهم إلى الكون، وتتم تنشئتهم عليها بشكل ضمني أو مباشر، وذلك في اعتقادنا ما يعزز البناء الاجتماعي للزاوية وطريقتها، ويضمن استمراريتها عبر الزمن، ويجعلها تحتفظ لعدة أجيال بكيانها وبهيكلها العام، وتقسيماتها الداخلية، ونمط علاقاتها بعضها ببعض.
[1] جعفر سعيد، الزاوية والحزب بالمغرب: أصول الاستبداد السياسي، منشورات فكر، سلسلة دراسات وأبحاث، مطبعة النجاح الجديدة الطبعة الأولى، الدار البيضاء، 2014، ص ص105-110
[2] «الفُقَرَا» اسم ينعت به المريدون المنتسبون إلى الطريقة القادرية البودشيشية، وهو اسم مشتق من كلمة، الفقر، من الافتقار إلى الله وهو وصف يهم جميع المخلوقات. والفقر هو الصفة الحقيقية للعبد في مجال العبادة لأنه مقام التدلل والانكسار، والخضوع والالتجاء والاضطرار، وهو لب الدعاء، وسر الاستجابة وأساس المغفرة. ولا فرق في الفقر بين الغني والمعدم. انظر، أحمد قسطاس، نبراس المريد في طريق التوحيد، منشورات مجلة المريد، مطبعة فضالة، 1414/1415، ص 27. ويفسره أحد «الفُقَرَ» أن هناك اختلاف بين اللفظين أساسه أن «الفَقِيرُ» لا يملك شيئا، ويزهد في الدنيا ابتغاء مرضاة الله. إنه فقير من حب الله، والمريد يريد شيئا من الله، يريد الجنة مقابل العبادة التي يقوم بها. في حين أن الصوفي يزهد في كل شيء حتى الجنة، فهو لا يريد سوى وجه الله. إذا هناك فرق بين شخصين أحد لا يبتغي شيئا، بينما الآخر يريد شيئا. وحسب أحد «الفُقَرَ» نقلا عن الشيخ حمزة أن لفظ «الفَقِيرُ» يمثل مرتبة أسمى من لفظ "المريد" في محطات تزكية النفس والرقي الروحي، وليس بإمكان أيّ أحد الوصول إلى هذه المرتبة دون سلوك الطريق.
[3] الشاذلي عبد اللطيف، التصوف والمجتمع نماذج من القرن العاشر الهجري، منشورات جامعة الحسن الثاني، سلسلة أطروحات ورسائل، مطبعة سلا، 1989، ص144
[4] حول مفهوم "السر" راجع: قسطاس أحمد، نبراس المريد في طريق التوحيد، منشورات مجلة المريد، مطبعة فضالة، 1414/1415. ص32
[5] جاد الله منال عبد المنعم السيد، أثر الطريقة الصوفية في الحياة الاجتماعية: دراسة أنثروبولوجية في مصر والمغرب، بحث لنيل شهادة الدكتوراه، جامعة الإسكندرية، كلية الآداب، سنة 1990م، ص175
[6] الشيخ حمزة هو شيخ الطريقة القادرية البودشيشية توفي في 06 نونبر 2017، تقلد المشيخة بعده نجله الشيخ جمال الدين القادري بودشيشي.
[7] مقالة بعنوان "الإسلام طريقتنا" للشيخ عبد السلام ياسين، 19 أبريل 2004، موقع جماعة العدل والإحسان: www.aljamaa.net. تمت مراجعة الموقع في 6يونيو 2017
[8] عبد القادر عيسى، حقائق عن التصوف...، ص 54. في موقع أريج: http://www.arej.net. تم مراجعة الموقع بتاريخ 17/07/2017
[9] في إحدى جلسات المذاكرة بفرع الزاوية بمدينة المحمدية، حيث يخبر المقدم بوجوب الخلوة، يقول: "يقول الحبيب رضي الله عنه كيوصي على الخلوة، وقال راها فرض عين على كل فقير وفقيرة وكل مسؤول ومسؤولة. هي الرونديفو (Rendez vous) مع الطبيب. ملي يكون عندك شي رونديفوا مع الطبيب، الى كان عندك شي عمل ولا شي سفر ولا شي أمر كتلغيه على قبل الرونديفو ديال الطبيب ادير ليك الراديو والسكانير. كذلك الطبيب ديال مولانا".(كل الحديث الذي يدور في الزاوية يكون بعد نهاية الوظيفة عند الدعاء، حيث عادة ما تعطى الكلمة للسيد المقدم، إذا كانت له أخبار أو مستجدات يريد أن يطلعنا عليها) في أكتوبر 2016
[10] عزام محمد المصطفى، المصطلح الصوفي بين التجربة والتأويل، مطبعة ندا كوم، الطبعة الأولى، 1999م، ص ص 140-141
[11] صبحي أحمد محمود، الفلسفة الأخلاقية في الفكر الإسلامي، الطبعة الثانية، دار المعارف، 1983، ص ص 249-250
[12] يمكن مراجعة فيديو للشيخ حمزة يؤكد فيه أن "الشيخ طبيب لأمراض الباطن أمراض النفس والقلوب". في: https://youtu.be/KygW4gdbewI. ثم وضع الشريط بتاريخ 25 نونبر 2014، ثم مراجعة الموقع بتاريخ 16 يونيو 2017
[13] في حديث مع مقدم فرع الزاوية بالمحمدية أثناء رحلة لزيارة الشيخ حمزة، يوم السبت 11 أبريل 2015
[14] في مذاكرة مع أحد أتباع الشيخ حمزة، وهو أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، ابن مسيك، الدار البيضاء، طلب عدم الكشف عن هويته.
[15] "أنا منتسب للطريقة الجازولية من زمان ولكن مكانش أذن لي سيدنا الشيخ، ولما أدن لي جيت له ودخلت حماه". في، عبد الحكيم خليل سيد أحمد، المعتقدات الشعبية...، ص 194
[16] الإرادة الإلهية بتعدد أبعادها كما جاء في قوله تعالى: "وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين" سورة البقرة الآية 34. وقوله تعالى: "إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون" سورة يس، الآية 82
[17] إرادة العبد، وهى وصف ذاتي للإنسان، ومصدر أول وأصيل لكل الحركات والسكنات، والرغبات والقصود، وجميع الاختيارات في أعمال القلوب والجوارح، قال أبو بكر الكلاباذى: (وأجمعوا أن اللَّه خلق لهم الاختيار والاستحسان، والإرادة للإيمان، والبغض والكراهية والاستقباح للكفر). في: - التعرف لمذهب أهل التصوف، أبو بكر محمد بن أبي إسحاق بن إبراهيم بن يعقوب الكلاباذي البخاري الحنفي، دار الكتب العلمية، بيروت، السنة؟، ص62، وانظر أيضا للمقارنة، قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد، أبو طالب المكي محمد بن علي بن عطية الحارثي، تحقيق د. عاصم إبراهيم الكيالي، دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان، الطبعة: الثانية، 1426 هـ -2005 م، الجزء الأول، ص 175
[18] العسكري أبو هلال، الفروق اللغوية، تحقيق محمد باسل عيون السود، دار الكتب العلمية، بيروت، 2013، ص35-36. في، الإرادة، رؤية مقارنة بين أهل السنة والصوفية، عبد العزيز الشامي، في، موقع الصوفيةhttp://www.alsoufia.com. ثم مراجعة الموقع بناريخ16/03/2017
[19]القرآن الكريم، سورة الإسراء، الآية 18-19
[20] راجع مفهوم الإرادة في: الموسوعة الفلسفية، روزنتال (م) ويودين (ب)، ترجمة: سمير كرم، دار الطليعة للطباعة والنشر، ط 5، بيروت، 1985، ص17
[21] القشيري أبو القاسم، الرسالة القشيرية، تحقيق: الدكتور عبد الحليم محمود والدكتور محمود بن الشريف، دار النشر: مؤسسة دار الشعب-القاهرة، 1989، ص 182
[22] الصيادي أبو الهدى الرفاعي الخالدي محمد بن حسن وادي بن علي، قلادة الجواهر في ذكر الغوث الرفاعي وأتباعه الأكابر، دار الكتب العلمية، بيروت، 1980، ص278. انظر أيضا، السعادة الأبدية فيما جاءت به النقشبندية، للعلامة محمد بن سليمان البغدادي الحنفي النقشبندي، مكتبة الحقيقة، طبعة جديدة، 2012، ص11
[23] السهروردي شهاب الدين أبو حفص عمر بن محمد البكري القرشي، عوارف المعارف، تحقيق سمير شمس، دار صادر بيروت – لبنان، سنة؟، ص 364
[24]عبد الحكيم خليل سيد أحمد، المعتقدات الشعبية...، ص 53، 194
[25] الوظيفة عند الصوفية هي قراءة للأذكار والقرآن يأمر الشيخ مريديه بذكرها بصفة جماعية.
[26] معنى الإفشائية؟ الإفشاء يعني هنا الصدع بـ "السر"، حيث يجب أن يُكتم، وقد كان الصوفية دائما يتحدثون عن ضرورة إخفاء السر عن غير أهله، حتى لا يتعرض لسوء الفهم حين "يفشى السر الصوفي" بين غير المؤهلين لتلقيه. انظر: "من أجل تجديد عمل الزوايا: رؤية استشرافية"، محمد التهامي الحراق. في موقع هسبريس: https://www.hespress.com/opinions/112481.html. الأربعاء 22 يناير 2014 - 09: 16. تم مراجعة الموقع بتاريخ: 14/12/2017
[27] عندما أردت أن أجري بعض المقابلات مع فقراء الزاوية لأستفسر عن بعض النقط التي تهم البحث، كنت أواجه بجواب، هل أخبرت المقدم؟ هل أخذت الإذن لإجراء المقابلة؟، أيضا عندما أردت أن آخذ صورا للزاوية بمداغ أو النعيمة قال لي أحد «الفُقَرَا» المرافقين إذا سألك أحد عما تفعله أخبره بأنّ لديك الإذن بذلك.
[28] في دردشة مع أستاذ جامعي ينتمي إلى مسلك علم النفس بالمحمدية. في إشارة إلى الدراسة التي قام بها الأستاذ الشرقاوي محمد الخبير في علم الاجتماع. تمت الدردشة في رحاب كلية الآداب المحمدية، يوم 15/06/2017
[29] الغندور محمد، علمالنفسوالصوفية، بحوثالمؤتمرالرابعلعلمالنفسفيمصر، والجمعيةالمصريةللدراساتالنفسية، يناير1988، ص695
[30] الزاهي نورالدين، المقدس الإسلامي، دار توبقال للنشر، ط1، 2005، ص17
[31]بنيعيش محمد، الطريقة القادرية البودشيشية شيخ ومنهج تربية، مطبعة اباج، الدار البيضاء، الطبعة الأولى: 1499/1999، ص78-142
[32] كلام صدر عن خالد ميارة "أستاذ جامعي" مقدم زاوية مدينة سلا، أحد المقربين من الشيخ حمزة والمسئول عن برنامج التكوين العلمي لشهر غشت، أثناء مداخلته في الدرس الافتتاحي للدورة التكوينية لشهر غشت2016
[33] اقتباس مفهوم "الحس المشترك" للدلالة على وجود تمثلات جاهزة يتقاسمها مجتمع الزاوية (بمعنى: وعي جمعي سابق).
[34] مفهوم "العقل الجمعي" في، إميل دوركهايم، قواعد المنهج في علم الاجتماع، ترجمة: محمود قاسم ومحمد بدوي، دار المعرفة الجامعية، 1988. ص48-54