ردود فعل أحزاب الإسلام السياسي بتونس تجاه دستور 2014
فئة : أبحاث محكمة
ملخص:
مثّل ختم الدستور التونسي الجديد يوم 27 يناير 2014، حدثا مهما، بالنسبة إلى أغلب النخب في البلاد التونسية وقسم محدود من عامة الشعب.
لقد تميزت مواقف أحزاب الإسلام السياسي، بالتناقض، ففي الوقت الذي اعتبر فيه قسم من حركة النهضة التونسية، أنّ هذا أكبر إنجاز لحكومتها، فإنّقسما مهمّا من بقية أحزاب الإسلام السياسي، مثل حزب التحرير بتونس، وجبهة العمل والإصلاح الممثلة لقسم من التيار السلفي وتيار المحبة ناهضت بشدة الدستور الجديد أو بعض فصوله، واعتبرته معاديا للإسلام. ومن المفارقات أنّ التيار المحافظ داخل حركة النهضة اعتبر أيضا أنّ هذا الدستور بمثابة المولود الميت حسب تعبير السيد الصادق شورو أحد قياديّي مجلس شورى الحركة.
لقد ارتبطت مواقف مختلف الأحزاب السياسية الممثلة للإسلام السياسي ببنيتها الذهنية ومصادر تفكيرها المقتبسة من أفكار أقطاب الفكر الإخواني وعلى رأسهم سيّد قطب الذي تعتبر فكرة الحاكمية من أسس فكره، وهو يتقاطع في هذا المجال مع تقي الدين النبهاني المؤسس والمنظر الأول للتنظيم العالمي لحزب التحرير، الذي له فرع في تونس.
وفي هذا السياق، قمت بدراسة الإشكاليات التالية:
التعريف بمفهوم الإسلام السياسي بتونس ومكوناته، أمّا القسم الثاني من العمل، فقمت فيه بالبحث انطلاقا من العديد من المصادر، ومن بينها المصادر الصحفية، في مظاهر مواقف أحزاب الإسلام السياسي المعادية للدستور وخلفياتها.
وبالنسبة إلى القسم الأوّل، فلقد بيّنت فيه بصفة سريعة، أهم مكوّنات الإسلام السياسي بتونس كحزب النهضة، وحزب التحرير، وتيّار المحبة وجبهة العمل والإصلاح.
أما بالنسبة إلى القسم الثاني من العمل، فقد ركزنا فيه على مظاهر معاداة الدستور التونسي التي كانت بالخصوص من حزب التحرير وتيار المحبة، حيث اتفق هذان الحزبان على رفض هذا الدستور واعتباره معاديا للإسلام، أمّا بالنسبة إلى حزب جبهة العمل والإصلاح، فإنّ معارضته كانت بالخصوص لعدم إدراج الشريعة، وكذلك حرية الضمير التي نص عليها الفصل السادس من الدستور.
وأمّا بالنسبة إلى خلفيّات هذه المواقف المعادية لدستور يناير 2014، فهي متشابهة ومرتبطة بالبنية التكفيرية لقادة هذه الأحزاب، فمثلا حزب التحرير يعتبر الديمقراطية والنظام الجمهوري كفرا، بل يذهب إلى أكثر من ذلك من خلال اعتباره أنّ الدول الوطنية ورموزها، مثل الرايات تعتبر معادية للإسلام وبالتالي يجب تقويضها.
إنّ الأسس الفكرية لأحزاب الإسلام السياسي بتونس تعتبر امتدادا لفكر سيّد قطب وحسن البنّا، وكذلك تقي الدين النبهاني بالنسبة إلى حزب التحرير.
إنّ مواقف أحزاب الإسلام السياسي بتونس وردود فعلها، تعتبر من أبرز عوائق الانتقال الديمقراطي بالمنطقة العربية، وهي تمثّل إرباكا كبيرا للأحزاب الليبرالية واليسارية وكذلك القسم المساند لحكومة مدنية داخل حركة النهضة.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا