سارتر والفينومينولوجيا الألمانيّة
فئة : أبحاث محكمة
ملخّص:
عرف التلقي العربي لأعمال سارتر، ومنذ فترة مبكرة من تاريخه، شحنة إيديولوجيّة حجبت في أغلب الأحيان المضامين الفلسفيّة لتلك الأعمال. لقد رسم صورة للرجل هي أقرب لما كان يحتاجه الوجدان العربي في ذلك الوقت من أن تكون صورة الفيلسوف الذي نزعم التعاطي معه داخل هذا العمل. إنّ إقدامنا على استدعاء سارتر قارئاً ومحاوراً للفلاسفة الألمان كان من أجل أن نثبت أنّ لغة الفكر التي يتكلّمها الفلاسفة أعلى شأناً من لغة الإيديولوجيا التي أرهقت المثقفين، فضلاً عن أنّ هذه العلاقة مع الفينومينولوجيا، والتي كانت بالنسبة إلى سارتر "قدراً سماويّاً"، ما تزال تحتفظ في تقديرنا ببعض أسرارها. ولمّا كان من الأهداف الغير المعلنة للمشروع ما بعد البنيوي هو إفراغ تاريخ سارتر كتاريخ عديم الجدوى وذلك من أجل التحرّر من ثقل التفكير الذي كان يمثله، فإنّ هذا الصمت الذي يترك سارتر غير مثير للجدل يثير فضولنا ويدعونا الى إعادة قراءة سارتر من جديد. وإذا كان ليفيناس هو أوّل من أدخل الفينومينولوجيا إلى فرنسا، فإنّ سارتر، بشهادة ميرلوبونتي، هو من تمكّن، بلا شك، من أن يتيح لجمهور عريض معرفة ليس تفكير هوسرل فقط، وإنّما أيضاً، وعلى وجه الخصوص، فلسفة هايدغر. فهل كانت الفينومينولوجيا هي الفلسفة المطابقة لذوق العصر؟
تأتي هذه المحاولة في سياق الكشف عن الكيفيّة التي تلقى بها سارتر الجدّة الهائلة للفكر الألماني، وذلك بغرض الوقوف عند حقيقة الغُنم الفينومينولوجي الذي ظفر به سارتر من رحلته إلى برلين.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا