سهام بن سدرين
فئة : أعلام
ولدت سهام بن سدرين بالمرسى (تونس) في 28 أكتوبر 1959، وهي متحصّلة على دبلوم في الفلسفة من جامعة تولوز الفرنسيّة. وقد عرفت خاصة بنشاطها الصحفي في الدفاع عن حقوق الإنسان ومناهضة التعذيب، إذ أسّست بمعيّة مجموعة من الديمقراطيين لجنة مساعدة ضحايا الاضطهاد في تونس. انضمّت سنة 1979 إلى اللجنة التونسيّة للدفاع عن حقوق الإنسان. وشغلت وظيفة محرّرة ورئيسة تحرير في عدد من الصحف ما بين سنتي 1980 و1992، وأنشأت رفقة مجموعة من النساء مجلّة نسائيّة اخترن لها عنوانا "نساء" في ما بين سنتي 1985 و1986. وانخرطت في اتحاد النساء الديمقراطيات التونسيّات سنة 1992. واختيرت مديرة أدبيّة لدار النشر "Noir sur Blanc".
ولكنّ نشاطها في هذا السياق ومعارضتها المستميتة للاستبداد والقمع جعلاها عرضة لعديد المضايقات؛ فقد أجهضت تجربتها في تأسيس دار نشر تحت عنوان "Arcs" فلم تدم التجربة أكثر من 6 سنوات ما بين 1989 و1995 كانت فيها رئيسة هذه الدار، وتمّ الضغط عليها بغية إفلاسها بسحب طلبات الشراء ومصادرة المنشورات بعد طباعتها إضافة إلى السرقات... وقرّرت وزارة الداخليّة سنة 1992 حلّ لجنة حقوق الإنسان لرفضها إعفاء سهام بن سدرين من هيئة إدارتها، وتبعت ذلك حملة تشويه سمعتها في عدد من الصحف المحسوبة على النظام الحاكم، ووقعت مصادرة جميع نسخ كتاب لها، أصدرته في السنة نفسها عن تاريخ حركة النساء المستقلاّت في تونس. وصودر جواز سفرها سنة 1995، ولم تتمكّن من استرجاعه إلاّ سنة 2000 بعد احتجاجات عدد من منظّمات الدفاع عن حقوق المواطن في جواز سفر...
وامتنعت وزارة الداخليّة التونسيّة عن منحها تصريحا لإصدار جريدة مستقلة اختارت لها عنوانا "كلمة" سنة 1999، وتمّ اعتقالها وسجنها وتعذيبها في أكثر من مناسبة منها مثلا، ما حدث سنة 2001 في مطار تونس- قرطاج الدولي إثر مقابلة تلفزية لها مع قناة مركزها لندن، ندّدت فيها بأساليب القمع والتعذيب في تونس وكشفت صلة القضاء بالفساد، إذ وقع اعتقالها وتعذيبها.
ولكنّ جميع هذه التضييقات والممارسات لم تثنها عن مواصلة النضال من أجل حرية التعبير وحقوق الإنسان عامة بمناهضة كلّ أشكال التعذيب والقمع؛ فقد حرصت على إصدار مجلّة "كلمة" في صيغة الكترونيّة سنة 2000 وقبلها بعثت رفقة مثقفين تونسيّين وأوروبيّين ما سمّي باتّحاد كتّاب المتوسّط وأوروبا، ونشرت مجموعة من المقالات والكتب في هذا الباب، نذكر منها: "ديكتاتوريّون على أبواب أوروبا- لماذا يحرّض الجنون الأمني المتطرّفين" (2005).
ولئن اضطرّت إلى مغادرة البلاد التونسيّة سنة 2009، فإنّها عادت إليها سنة 2011 بعيد الثورة، وتشرف على مشروع "راديو كلمة" وتصبح الناطقة الرسميّة باسم المجلس الوطني للحرّيّات بتونس.