سيد حسين نصر
فئة : أعلام
المفكر والفيلسوف الإسلامي المعاصر سيد حسين نصر من مواليد طهران سنة 1933، ارتحل صغيرا إلى الولايات المتحدة الأمريكيّة وهو لم يتخطّ بعد اثنتي عشرة سنة من عمره وذلك لاستكمال دراسته فتحصّل على الباكالوريوس في الفيزياء والماجستير في الجيولوجيا والجغرافيا الفيزيائيّة والدكتوراه في الفلسفة وتاريخ العلوم من جامعة هارفارد تحت إشراف كلّ من برنار كوهين وهاملتون جيب وهاري ولفسون. وفي هذه الجامعة تلقّى دروسًا في اللغة العربيّة مكّنته من الاطلاع على الفلسفة الإسلاميّة. تأثّر كثيرا بدروس الفيلسوف الإيطالي جورجي ودي سانتيانا فانكبّ على دراسة الحكمة اليونانيّة القديمة (فيثاغوراس وأرسطو وأفلاطون..) وفلسفة القرون الوسطى ونقد الفكر الغربي الحديث. وكان لكتابات رينيه جينو الأثر البالغ في فكر سيد حسين نصر، وقد تلقّى أولاها من سانتيانا. وعاد سنة 1958 إلى إيران حيث التحق بمدرسة سبهسالار الدينيّة. وكان من أبرز أساتذته محمّد كاظم العصّار (العلوم الشرعيّة) ومحمّد حسين الطباطبائي وأبو الحسن الرفيعي القزويني (الفلسفة الإسلاميّة).. عمل أستاذًا بجامعة طهران وأسّس الأكاديميّة الإيرانيّة للفلسفة. واضطرّ إثر اندلاع الثورة الإيرانيّة إلى الهجرة ثانية إلى الولايات المتحدة الأمريكيّة بعد أن بلغه خبر إحراق الثوريين مكتبته ونهب منزله ومصادرة أمواله أثناء مشاركته في مؤتمر دولي بطوكيو.
ويعتبر سيد حسين نصر الفيلسوف الإسلامي الوحيد الذي صدر له كتاب ضمن سلسلة "Library of Living Philosophers" وهي سلسلة لا تنشر إلاّ لكبار فلاسفة التاريخ المعاصر، ممّا يدلّ على قيمته بين الفلاسفة الغربيّين. فضلا عن كونه يشغل خطة بروفيسور بقسم الدراسات الإسلاميّة في جامعة جورج واشنطن الأمريكيّة. وقد اشتهر خاصة في مجال الأديان المقارنة والتصوّف وفلسفة العلوم والميتافيزيقا. وهو يتقن بالإضافة إلى الفارسيّة اللغة العربيّة والفرنسيّة والانجليزيّة.
وقد تميّزت فلسفة سيّد حسين نصر بنظرته النقديّة للحداثة وتأثيراتها السلبيّة في حياة الإنسان، وتجلّى ذلك في تناوله مثلا علاقة الإنسان بالطبيعة وكيفيّة انتقاله من مرحلة التعايش والانسجام والتقديس إلى طور التسخير والهيمنة والتدمير. بالإضافة إلى تأكيده قيمة الحاجات الروحيّة في الحياة الإنسانيّة وهو ما رأى أنّه مفقود في ظلّ دعوات العلمنة التي أنتجت فراغا روحيًّا وأزمة نفسية واجتماعيّة جرّاء ما تسبّبت فيه من حروب لم تشهد البشرية لها مثيلا عبر التاريخ.
من مؤلفاته: "مقدّمة إلى العقائد الكونيّة"، "ثلاثة حكماء مسلمين"، "دراسات إسلاميّة"، "الصوفيّة بين الأمس واليوم"، "قلب الإسلام"، "الإسلام أهدافه وحقائقه".. وقد ترجمت هذه المؤلفات التي فاقت خمسين مؤلفًا إلى لغات عدّة.
انظر:
- http: //www.nasrfoundation.org/bios.html
